13 أبريل، 2024 11:18 م
Search
Close this search box.

وزير خارجية العراق يناقض توجهات حكومته، والشعب يدفع الثمن

Facebook
Twitter
LinkedIn

كل يوم يمر ونرى فيه ممارسة السيد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري لمهامه تتوضح لدينا الحقيقة الجلية بان السيد الجعفري لا يستوعب طبيعة وحدود عمله الجديدة كوزير لخارجية العراق، فالرجل يتصرف كرئيس وزراءن وتصل تصريحاته ومواقفه الى حدود غير طبيعية في مناقضتها لتوجهات الحكومة العراقية ورئيسها الدكتور العبادي، فاثناء زيارة السيد ابراهيم الجعفري الاخيرة لطهران صرح اثناء المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الايراني السيد ظريف، بان العراق يؤيد قيام ايران بشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش الارهابي، وهو تصريح يناقض موقف الحكومة العراقية ورئيسها الدكتور العبادي الذي نفى قيام ايران بقصف جوي لتنظيم داعش الارهابي ونفى موافقة الحكومة العراقية على اعطاء تخويل لايران،، وطبعا موقف الدكتور العبادي مفهوم لان التركة الكارثية التي ورثها من سلفه المالكي من جيش مهلهل، وميزانية خاويه على عروشها وفقدان السيطرة على اكثر من ثلث الاراضي العراقية لمصلحة تنظيم داعش الارهابي، جعل الدولة العراقية في مهب الريح ووصل الارهاب الى حدود مدينة بغداد مهددا اياها بالسقوط لولا تدخل الولايات المتحدة الامريكية من خلال الضربات الجوية المؤثرة والدعم اللوجستي والعسكري لاعادة تنظيم الجيش العراقي، وبالتأكيد فان وحدات الجيش العراقي ومسانديها من قوات حشد شعبي وبيشمركه استبسلوا في القتال ولكن لم يكونوا ليحققوا اي انتصار دونما الدعم الامريكي وهذه هي الحقيقة كرهناها ام لا ،، هذه هي الحقيقة، ومن الطبيعي ان العبادي وحكومته لا يمكن له تنسيق الجهد الحربي مع ايران دونما موافقة امريكية، وامريكا لحد هذه اللحظة لم توافق على تدخل ايران في العراق بضرب داعش او غيرها، ومن غير الممكن الان اغضاب الحليف الامريكي وبالتالي كان موقف الدكتور العبادي وحكومته مفهوماً، فالضربات الايرانية محدودة لا قيمة لها قياسا بالجهد الحربي الامريكي الذي ينفذ يومياً. اذن العبادي نفى الضربات الايرانية (بالرغم من انها حدثت) وصرح بانه لم يعطي موافقة لايران بالقيام بضربات جوية،، هذا موقف الحكومة العراقية ورئيسها، ولكن موقف وزير خارجية العراق مناقض لذلك فالسيد الجعفري اعلن ان العراق يوافق على شن ايران غارات جوية ضد داعش في العراق ليناقض رئيس حكومته البعادي ويضعه في حرج كبير امام الادارة الامريكية، وهذا ربما ما يفسر قيام وزير الخارجية الامريكية المستقيل (مازال يمارس عمله طبعا) بزيارة مفاجئة لبغداد اعتقد انها عمليا ستكرس للوم العبادي على الموافقة التي اعلنها الجعفري لايران والتي اصلا لم يمنحها العبادي، اذن العبادي سيؤنب بعنف فالولايات المتحدة الامريكية لم توافق على مشاركة ايران في الجهد الحربي ضد داعش، وسبب هذا التأنيب هو تصريحات الجعفري الغير صحيحة ولكن العبادي سيدفع الثمن وسيكون عليه ان ينفي ويعتذر عن تصريحات وزير خارجيته السيد الجعفري.. للاسف الشديد اخر ما نحتاجه حاليا هو ان يناقض وزير خارجية العراق موقف حكومته ورئيسها، فالعراق مطالب بان تظهر حكومته موحدة امام العالم في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها. السيد الجعفري مرة اخرى نقول لك انت قبلت وارتضيت ان تكون وزيرا للخارجية فانت لم تعد رئيساً للحكومة العراقية ولا يمكن لك حتى ان تتصرف كرئيس للتحالف الوطني الشيعي، فزيارتك لايران هي بصفتك وزير خارجية العراق وعليك ان تلتزم بحدود وطبيعة منصبك دونما اي خروج عشوائي عن صلاحياتك او تناقض غير طبيعي مع حكومتك،، واكرر انه في الدول الديمقراطية من المفروض ان يحاسب رئيس الحكومة وزير خارجيته ان ناقض توجهات حكومته السياسية، وطبعا على البرلمان ان يستدعي وزير الخارجية ويحاسبه برلمانيا ايضاً ولكن هذا في الدولة الديمقراطية وليس في العراق والتي ابتدع برلمانها مصطلح (الاستضافة البرلمانية).

واذا تركنا الموضوع السياسي فربما الكارثة الجلل التي ارتكبها وزير خارجيتنا السيد الجعفري هي حرمان خزينة الدولة الخاوية من ملايين الدولارات وبتصرف شخصي منه، فالسيد الجعفري اعلن ان العراق قرر تخفيض مبلغ سمة الدخول للزوار الايرانيين من 80 دولار الى دولار واحد. وبلغة الاقتصاد ومعروف لدينا كشيعة ان هناك اكثر من ثلاثين مناسبة دينية في السنة ولو فرضنا ان في كل مناسبة دينية زار العراق حوالي ثلاثمئة الف زائر ايراني (وطبعا العدد اكبر)، فهذا معناه انه في كل زيارة يدخل ميزانية الدولة 24 مليون دولار، وفي السنة يكون مجموعها ما يقارب 720 مليون دولار، هذا المورد الاقتصادي الهام فقده العراق بسبب رغبة الجعفري بالتزلف الى ايران،، لو ان سعر برميل النفط 140 دولار والتصدير على اعلى طاقته، ربما نقول بان هذا المبلغ لن يؤثر، ولكن الميزانية خاويه وبرميل النفط وصل عمليا الى 60 دولار، والحكومة العراقية عاجزة عن دفع رواتب موظفيها، وعاجزة عن توفير موارد كافية لتسليح جيشها لمحاربة تنظيم داعش الارهابي، ويأتي الجعفري ويحرم خزينة الدولة بجمله واحدة والبسمه تعلو محياه الكريم من حوالي 720 مليون دولار او اكثر، والمشكلة ان الدكتور العبادي وضع بين المطرقة الايرانية التي رحبت بالقرار وبين سندان افلاس خزينة الدولة العراقية، فعلا الله يساعد قلب العبادي ويخفف من ضغط الدم لديه بعد فعلة السيد الجعفري هذه، ولكن رب ضارة نافعة اولا على السيد العبادي ان يحسم تجاوز وزير الخارجية لصلاحياته وتناقضه مع توجهات الحكومة العراقية ورئيسها، وثانيا عليه ان يعيد رفع سمة الدخول للزوار الايرانيين الى 80 جولار لانه ليس من حق احد ان يحرم الشعب والجيش والشرطة العراقية من هذا المورد في ظل هذه الظروف العصيبة، ناهيك عن تدفق اكثر من مليون زائر ايراني في مناسبة واحدة وكلفة ذلك المادية من خدمات ماء وكهرباء وحماية امنية وغيرها، فبعدما كانت الزيارات الدينية تحقق عائدا للدولة اصحبت الدولة يجب ان تصرف عليها ملايين،،، ومن اين والميزانية خاوية؟؟؟؟ ببساطة هذه كارثة جديدة ألمت بالعراق بفعل تصرفات وزير خارجية العراق السيد الجعفري الانفرادية والمناقضة لمواقف الحكومة العراقية ورئيسها… وكلمة ربما لن تكون الاخيرة، يا سيد جعفري والله لا نعرف ماذا نقول لك، ولكن ان كنت لا تتقبل صلاحيات وحدود منصبك، فهناك في العراق وفي التحالف الوطني الشيعي اكفاء قادرين على ان يخدموا العراق بكل منونية بدلا من معاليك.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب