22 ديسمبر، 2024 9:56 م

وزير النقل قبطان سفينة نوح.!!

وزير النقل قبطان سفينة نوح.!!

بعد أن أصبح العراق ساحة مفتوحة للتجاذبات؛ والمصالح الشخصية والحزبية، وأخرها عولمت الإصلاح والمصلحين والإصلاحيين، والجميع ينادي بالإصلاح وتغيير الطاقم الحكومي؛ حتى أراد البعض” شلع قلع”، وأصبحت جميع الكابينة الوزارية محل إتهام وتشكيك وتخوين، بالرغم من أن بعضهم أثبت كفاءته بالإدارة في وقت قياسي؛ وبظرف استثنائي إنهيار النفط والمشاكل الأمنية والإقتصادية، وإنحدار المجتمع في زوايا طائفية وقبلية. 
معظم الوزراء قدموا إستقالتهم على طاولة رئيس الوزراء؛ منذ اليوم الأول لانطلاق المظاهرات في وسط العاصمة بغداد، لفسح المجال أمام السيد العبادي والمصلحين أن يقوموا بعملهم الإصلاحي، وأن يأتوا بطاقم جديد مستقل وذو إختصاص وكفاءه وتكنوقراط؛ وبين شداً وجذباً مداً وجزراً إستغرقت العملية القيصرية للتبديل ما يقارب العام( أي 12 شهراً)، حتى وقعت الإستقالات وتقديم الطاقم الجديد. في مقدمة التغير الوزاري وزير النفط؛ الذي هو من ملاكات الوزارة منذ ثمانينات القرن المنصرم، ومدير عام أحد فروعها في الجنوب، ووزير النقل أيضاً من ملاكات وزارة النقل، منذ سبعينات القرن المنصرم؛ ورئيس مهندسين أقدم وقبطان منذ أربعة عقود حسب قولة، هاذان الوزيران الجنوبيان” البصريان” أصحاب البشرة السمراء، الممزوجة بملوحة الهور ومعطرة برائحة البردي، يحملون طيبة الجنوب وحسجت العرب وفنون الحديث؛ ولغز الدواوين يفهم بعظهم ببيت شعري أو أبوذية، أو نكتة أو دارمي أو مثل، وهذا هو موروثهم السومري. 
وزير النقل الجديد بعد تسنمه المنصب؛ عقد مؤتمر صحفي أمام معظم ملاكات الوزارة وبدأ بالحسجة الجنوبية السومرية، حيث قال أنا تعينت في وزارة النقل منذ 44 عام( أي أول سفينه أبحرت سفينة نوح ع أنا كنت قبطانها).! هذه الحسجة ضحك لها ساسة اللنكه وأستهزأ بها السفهاء، وبكى لها الفاسدون وفرح بها العارفون؛ أي بهذه الحسجة قد بعث رسالة وأضحه، وبين رؤيته منذ الوهلة الأولى. 
حيث أراد أن يوصل هذه الرسالة بطريقة الحسجة الجنوبية؛ مفادها يا ملاكات الوزارة إني أقدم منكم جميعاً، وأعرف جميع زواياها وخفاياها، ولا أحد يستطيع أن يمرر مصالحة الخاصة أو يستغفلني بإمراً ما، ولديه الخبرة الكافية بإدارتها ومشخص جيداً كوادرها والعاملين فيها؛ ولدي رؤية وأضحه عن مجمل الأمور قبل أن تتحدثون فيها، فجميعكم أصغر مني سناً وأقل مني خدمة وسابقكم معرفة، وكما قال المثل الجنوبي( ألي أكبر منك بيوم أفهم منك بسنه).