منذ أعمال القتل الطائفي القذرة التي شهدها العراق الأغر ابان تفجير المرقدين العسكريين الطاهرين والتي رسمت بليل أظلم كالح السواد ، كان العراقيون قد شخصوا بذكاء وحنكة ضعف ووهن القيادات الأمنية التي تمسك بمقدرات الملف الأمني في حينها وعلى رأسهم المدعو سعدون الدليمي الذي كان يشغل حقيبة الدفاع أثناء حكومة الجعفري الأنتقالية … والذي كان ضعفه وقلة خبرته عاملان أساسيان في حدوث تلك المأسات الأليمة والتي ما كانت ستحدث لو سارع المذكور في حينه لأبسط اجراءات الأحتراز والأحتياط ومن ضمنها منع التجول على أقل تقدير … لكن حنكة الكثير من شيوخ عشائر العراق الأبية وبعض رجالات الدين الأشراف طوق الفتنة ووئدها في منابعها وبعون من الله الرحمن الرحيم .
اليوم يستغرب الكثير من المراقبين والمتطلعين على بعض خبايا السياسة في العراق من أصرار رئيس الوزراء على هذا الشخص بعينه لكي يوليه نفس المنصب بالوكالة متحججا بالخلافات السياسية اضافة لمنصبه وزيرا للثقافة خلال هذه الحكومة … وبالرغم من أن وكيل وزارة الثقافة جابر الجابري قد ظهر من على الكثير من قنواتنا الفضائية وفضح ملفات فساد سعدون الدليمي والتي تضاف الى ضعفه وجهله وضعفه في القيادة والسيطرة والتخطيط … إلا أن ملف فساد صفقة التسليح الروسية والذي بدأت رائحتها تزكم الأنوف ، قد أعطت صورة واضحة للجميع للسبب الحقيقي وراء التمسك بهذا الوزير المقدام ومن ضمنهم أولائك المستغربين المتحيرين .
فمنذ منح المذكور منصب وزير الدفاع وكالة قبل أكثر من عام مضى اضافة الى منصبه الأصلي كوزير للثقافة ، وسعدون الدليمي لم يقم بأي نشاط في وزارة الثقافة ، بل أن نشرات الأخبار وطيلة تلك المدة قد خلت وبشكل غريب من أي نشاط أو فعالية ثقافية تشهدها وزارة الثقافة تحسب لهذا الوزير … وقد ( فرّغ ) نفسه وأدواته وزبانيته للدفاع حصرا … الأكثر عجبا من ذلك أن نشاطه الأعظم في وزارة الدفاع كان قد تمثل بكثرة سفراته للغرب والشرق مختصا بعقود التسليح والتجهيز وما ( خلفهما ) وكأنه أوتي به خصيصا لأنجاز هذا الموضوع … على أعتبار تطبيق المبدأ المعروف في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب … ومن غيره يستطيع أن يأتي بأعلى نسبة كومـّيشـن للشاري … وبين البائع والشاري يفتح الله .
من المؤكد أن الجرّة لم تسلم هذه المرّة … ومئات ملايين الكومـيشن من صفقة السلاح الروسي قد فاح شذاها ، وبدأت وسائل الأعلام تشير الى هذا الوزير مع آخرين اشتركوا معه في تلك الملفات … مما حدى برئيس الوزراء الى أن يوقف تلك الصفقة كما تقول الأنباء بأنتظار المخرج المناسب في الوقت المناسب .