الله يكون في عون كل شخص له مقاصد شريفة نظيفة يتسنم منصب كبيرا في حكومة هذا البلد .. فقد اصبح الفساد ثقافة ونهجا ثابتا بفضل سياسات حكومات العشر سنوات السابقة ، ومن المؤكد انه سيخوض حربا على جبهات عديدة مع كتائب الفساد (الأنشطارية) من اجل اعادة الأمور الى مسارها الطبيعي الصحيح ، وانصاف المواطن والدولة على حد سواء .
ولأننا ما زلنا في الشهور الأولى من تكليفك يا سيادة وزير الكهرباء بهذه الوزارة الخدمية المهمة والتي لا تقل اهمية عن وزاراتنا الأمنية والسيادة الأخرى ، فأننا نفترض حسن النية والمقاصد النظيفة والمهنية التي جئت بها وفقا لتصريحاتك المعلنة من اجل تطوير عمل وزارتك والخروج بها من براثن الفساد سالمة غانمة .. لذلك نشيرك الى (لوبي) خطير في سيطرات الكهرباء وخصوصا في سيطرة الكهرباء الكائنة في حي العدل .. وقد انتبه اليه المواطن العراقي النبيه المفتح باللبن بعد ان تكررت حالة شاذة في قطع التيار الكهربائي نهاية كل شهر .. فمن المعلوم ان التحسن الكبير في تجهيز الطاقة الكهربائية كان قد طال معظم مناطق بغداد ، ووصل التجهيز في بعضها الى 24 او 23 او حتى 20 ساعة .. خصوصا خلال هذه الأيام التي تسجل اعتدالا ملحوظا في درجات الحرارة مما يؤدي الى تقليل الأحمال بصورة كبيرة .. الأمر الذي انعكس ايجابيا على المواطن من ناحية جشع وطمع (اصحاب المولدات) الذين اذاقوه الأمرين .. بعد أن هبطت تسعيرة الأمبير المجهز من قبلهم الى أدنى مستوى له .
لكن ذلك اللوبي العفن في سيطرات الكهرباء من بعض السختجية الذين تربوا هم وعوائلهم على السحت الحرام .. أوجدوا تخريجة ذات مكر ودهاء بالأتفاق مع اصحاب المولدات ، وذلك بزيادة ساعة القطع بصورة كبيرة في آخر أيام كل شهر مقدمين طوق النجاة لأصحاب المولدات الأهلية ، لكي يأتي اليوم الأول من الشهر الذي يليه مباشرة (يوم الدفع) ويسارع اصحاب المولدات الأهلية لزيادة التسعيرة من جديد .. معللين ذلك بطول فترة الأنقطاعات خلال اليومين الذين سبقا موعد دفع الأجور .. وقد تكررت تلك الحالة لعدة شهور وما زالت .. والمواطن يتسائل لماذا الكهرباء لا تنقطع خلال معظم ايام الشهر ، وتنقطع فقط خلال يوم 28 و29 و30 منه .. فهل لسيادتك أن تنتبه وتريح المواطن البغدادي بايجاد جوابا شافيا له حول هذا اللغز المحير ؟.