في اربيل رأيت صورة وطن تتدفق الحياة في تفاصيلها الكثيرة , بهدوء ومن دون جعجعة تلمسها في الشارع ..أمن وآمان في نفوس الناس . تدغدغها مؤشرات جمال الطبيعة الأخاذ ووداعة وطيبة من حولك .
ولكن الغريب ان هناك تصرفات او سلوكيات تخدش حياة الناس , وتسيء الى حرص حكومة الاقليم على بناء تجربة مميزة في حياة العراقيين , لم تألفها مدن العراق الاخرى .. ولعلّ فئة من المستغلين والطماعين والهادفين الى جمع المال بشراهة , هم وراء تلك الظواهر المسيئة الى الحياة العامة , وسياسا ت الإقليم الداخلية , لتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين , وزوار الإقليم الذين بلغ عددهم مئات الآلاف خلال فترة عيد الأضحى لهذا العام , وجدوا المحبة والضيافة الاخوية ..ولكن !!!
اتحدث عن هذه ال(لكن)المؤلمة بمنتهى الصراحة ..صراحة المحب الحريص على انتعاش الحياة في مؤسسات التطبيب ومراتع السياحة في اربيل ومدن الاقليم الاخرى !
مستشفى (زين) الدولي
وانا في بلد الاقامة الاوربي , كنت اسمع عن ان (مستشفى زين الدولي) يتمتع بكونه ارقى وافضل مستشفى في اربيل , من خلال عمل عدد من الاساتذة الاطباء المبرزين ومن بينهم د .صفاء المختار , ولكن صديقا موثوقا خضع للعلاج في هذه المستشفى بقسم غسيل الكلية عبرلي معاناته مع ممرض هذا القسم , ود .صفاء المختار .. ولا يستغرب احدا حين اقول ان استعلامات المستششفى لاتفيد في الاتصال باطباءه الذي يأتي من خارج العراق , كما ان الطبيب صفاء المختار, لايجيب عن الهاتف لمدة شهر كامل , وعندما سأله المريض لماذا يحدث ذلك ؟أجاب أنه مشغول مرضى كثيرون ! وكأن اعتماد موظف امر صعب ولكنهملايريدون ان يدفعوا لموظف راتبا ..,أورد قصة صديقي بما يلي :
لقد استحضرت حكمة شعبية تفيد (انك تسمع بالمعيدي خير من ان تراه) !..ربما يكون للمستشفى اطباء مبرزون ,درسوا ونالوا شهاداتهم العليا على حساب الشعب العراقي ومن امواله الشرعية ,التي مكنتهم من المشاركة في بناء مستشفيات كبرى وامتلاك العمارات والمختبرات والصيدليا ت والأرصدة , وما الى ذلك في هذه المهنة , التي يقسم جميع الاطباء بعد تخرجهم على رعاية صحة المواطنين المرضى ,بروح انسانية عالية التجاوب مع ظروف ومصالح المرضى , ولكن الامر على ارض الواقع في مستشفة (زين) هو غير ذلك بكثير ..ولنتصور ان قسم (غسيل الكلية ) يديره ممرض يتلقى راتبه على حساب القطعة, ويعمل في اربع مستشفيات لغسيل الكلية , ويكيف مواعيد المرضى حسب جدول مواعيده , وكأنه خبرة نادرة ليس مثلها في المكان والزمان ,مع ان اية ممرضة او ممرض يتلقى تدريبا لشهر يتمكن من انجاز عملية غسل الكلية ! فإذا به مستفز ومتعب, وساعي كما هم بعض الأطباء الى نيل المزيد من المال , من دون تقديم خدمة كاملة وكافية للمرضى , وحتى نجعلكم بالصورة الواقعية ,نذكر ان هذا الممرض لايبذل جهدا في مساعدة مرضى لايستطيعون المشي او الوقوف من دون مساعدة ..كما ان قسم غسيل الكلية في مستشفى ( زين) يفتقد الى ماء الشرب , او تقديم وجبة غذائية او سوائل يحتاج اليها المريض , خلال اربع ساعات تشكل فترة الغسيل الكلوي , كما هو برنامج الغسيل الكلوي في كل مستشفيات العالم , متخلفها ومتطورها, وعندما نسأل عن كلفة جلسة الغسيل للمريض نحد انها 250الف دينار , واذا قبلنا بكل تلك الأوضاع فان وجدان المسئولين عن الصحة في الأقليم , وخاصة السيد وزير الصحة لايمكن ان يوافق على استخدام موظفين في المستشفيات بوجوه عابسة , ونفوس تحتاج الى خبراء في علم النفس لتحليلها , ابتداءا من باب المستشفى الذي يفتقر الى مساعدين للمرضى من كبار السن , ومرورا بالإستعلامات, ونهاية بقسم غسيل الكلية.. فهم يستقبلون المريض القادم اليهم من دون ترحيب وبقليل الكلمات , التي يبدو انهم مصرون على ان تكون وسيلة التخاطب بينهم وبين المرضى . فالمستشفى هي بيت العلا,ج واذا كان رب هذا البيت غير مرحب فإن الأمر يصبح في غاية السوء !مع انك لاتتلقى الخدمة بالمجان بل ب250الف دينار , لأربع ساعات ,فان الامر يصبح في غاية الغرابة ! ويطيح بكل تلك (السمعة ) المزيفة ,التي تتمتع بها اي مستشفى لاتخدم مرضاها القاصدين ..وأظن ان صفاء المختار او غيره, من الأطباء الذين يعملون ثمانية عشر ساعة في اليوم , لحسابهم الخاص وحتى الساعة الثالثة صباحا , وتصطف صفوف طويلة من المرضى البائسين القادمين من جميع المحافظات العراقية أمام عياداتهم , لايتمكنون قطعا من توفير الخدمة التشخيصية والعلاجية المطلوبة ..وهذا يفوق طاقة البشر , ولا يندرج ضمن القواعد الطبية المعتمدة في نقابة الأطباء ومؤسسات التقويم الدولي لعمل الأطباء , وحقوق الإنسان أيضا ! مما يجعل هذه الخدمة ناقصة بالتأكيد ! وهؤلاء المرضى الراجين علاجا متكاملا ينزفون الأموال , من دون تلقي العلاج المطلوب المقترن برحابة الصدر والبشاشة التي تشكل كما يعلم هؤلاء الأطباء عاملا مكملا لنجاعة اي علاج , وفي عرف الطبابة في العالم (أن المريض ملك ) ! فاين هذا من ذاك ؟ خاصة وان هؤلاء المرضى المتعبون يأتون الأطباء على (السمعة) ,والسمعة فقط ! وانا واثق من ان الأطباء في( زين ) يدركون في ضمائرهم ,انهم لايفعلون خيرا من خلال استغلال المرضى بشكل بشع , لايتناسب مع قدسية رسالة الطبيب ..وهذا الأمر وغيره ساتناوله في متابعات تفصيلية في الأيام القادمة !
واذا تذكرنا ان هذا الصنف من الاطباء , قد امتلأت خزائنهم بالمال , فان الواجب الشرعي والأخلاقي يحتم عليهم التعامل انسانيا مع هؤلاء المرضى. فإن مصدر هذا المال مرتين ..المرة الأولى حين انفق المال العام على دراساتهم ليخدموا المواطنين وفق المقاييس الأخلاقية والعلمية , والمرة الثانية حين يبيع كثير من المرضى بيوتهم ووسائل عيشهم من اجل تلقي العلاج المتعثر ! ..وهل يمكننا ان نصدق ان مريضا يخضع للغسيل الكلوي لثلاثة عشر يوما , لم يحظ بزيارة الطبيب صفاء المختار له سوى مرة واحدة ! حتى ان هذا الطبيب أخلف موعدا مع مريضه ,كان عليه خلاله الإطلاع على ادوية المريض القادم من اوربا , كما ان (بيروقراطية ) د. صفاء المختار منعت من تناول المريض حقنة خاصة ل( الهيموكلوبين) يتوجب أخذها كل اسبوع . بسبب ان الممرض وجه المريض بالذهاب الى عيادة د صفاء والإصطفاف في صف طويل ودفع 50 الف دينار , من اجل ان يرى الطبيب صفاء هذا الحقنة , التي جلبها المريض معه من اوربا ,وهي احدى مكملات علاجه في غسيل الكلية ,كما حدث ذلك في سورية والاردن والشارقة .. فتناولها أمر روتيني, يصاحب عملية غسيل الكلى ! ,!
كما ان امرا فريدا قد حصل في مستشفى (زين ) من خلال توجيه المريض باجراء تحليل الدم الاسبوعي في نفس المستشفى التي يشارك فيها المختار, وعندما تاتي نتيجة التحليل الى الممرض.. يقول الممرض “علينا تاكيد التحليل وهذا لن يتم الّا في مختبر د. صفاء المختار” ! ومعنى ذلك أيضا دفع 50 ألف دينار لعيادة صفاء المختار !
اننا ليعترينا العجب العجاب من هذا السلوك المستنكر ..فهؤلاء الأطباء , ليسوا بأفضل من أطباء جراحين , واطباء آخرين عطفوا على دراسة امراض الدم والباطنية, والمختار لايأت بمعجزات يعجز عنها الأطباء , انما هو وغيره من بعض الأطباء قد عرفوا كيف ومن اين تؤكل الكتف ؟ ..وهذا لايستقيم مع خدمة نبيلة وانسانية , يتوجب ان يقدمها الطبيب الناجح , لاتمر بالإنفعالية والغاء عقل وفكر ووعي المريض أو استغلاله واللعب على محنته, وان حصل هذا او ذاك من قبل بعض الأطباء فان على المرضى عدم الإنعال ب( السمعة) فقط !, فان ذلك لايعني ان هذا الطبيب قد اصبح فلتة زمانه ! فقد عرفنا اساتذة مثل هذا الطبيب وعاشرناهم وانتفع الناس بعلمهم , فكانوا مثالا للخلق ورعاية المرضى ,حتى ان كثيرا منهم كان ينفق من جيبه الخاص على مرضاه المعوزين ! اذن المسألة مسألة اخلاق , وما نرجوه ان يهدي الله هذا الطبيب وغيره , الى رؤية انفسهم في مرآة كتب عليها (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) !
كما اننا نطرح الأمر أمام السيد وزير الصحة ,ووزير صحة الإقليم , ونقيب الاطباء العراقيين ونقيب الاطباء في كردستان, لإجراء التدقيق في اوضاع مستشفى (زين) , وعيادة د .صفاء المختار والأساليب المعتمدة في هذه المستشفى (ذائعة الصيت) , بما يؤمن الخدمات الطبية النزيهة للمواطنين من الإقليم والمواطنين القادمين من شتى المحافظات , و يؤمن الحفاظ على سمعة القطاع الطبي , وحصول المرضى على الخدمات الطبية المتوقعة , من دون وقوعهم في حبائل الإستغلال والعسف الذي بانت ظواهره لكل عين ثاقبة !
(والى سلسلة من المتابعات الصريحة والبناءة لحياة المواطنين )