23 ديسمبر، 2024 4:45 ص

وزير الدفاع وصناعة البروباكاندا الإعلامية

وزير الدفاع وصناعة البروباكاندا الإعلامية

لم تكن صناعة الخبر مقتصرة على العاملين في القطاع الاعلامي واوراق الصحافة المكتوبة او الالكترونية بل تعدّت كثيرا على ذاك وبات اليوم من يقوم بصناعة البروباكاندا هو مهندس العمليات العسكرية وزير الدفاع فبدل ان يكون بين أبناء جيش العراق العزيز على خطوط النار المتقدمة في جبهات المعارك ضد داعش اصبح يتجول وسط المدن المقدسة وينتقل من جامع في الأعظمية الى صحن امام مقدس في الكاظمية وكربلاء ومن محافظة الى اخرى وكأننا امام تحرير دولة من احتلال دولة اخرى ويريد بذلك صناعة رمز وطني سني او اعادة بعض القيادات السابقة المغمورة او التي غمرتها الأحداث مثل آل النجيفي الى الواجهة السياسية والساحة العراقية بقوة وهو مطلب بعض دوائر القرار الامريكي ولذلك اعتمدوا على قدرات السيد وزير الدفاع خالد العبيدي والتي ظهرت بشكل واضح في المسرحية الاخيرة وهو يلتقي بشاهد زور تم اعداده للايقاع بخصومه مثل رئيس البرلمان والنائبة التي استجوبته تحت قبة البرلمان السيدة عالية نصيف وهنا أودّ القول لا تربطني صلة مصلحة او كراهية مع اي طرف من الأطراف سواء كان السيد العبيدي او النائبة نصيف او سليم الجبوري ولا حتى التقيت احدهم في يوم من الأيام بمكان خاص او عام وقد تكون النائبة نصيف ظهرت معي مرة واحدة في أحد البرامج الفضائية كضيفين ولا أنزّه هنا ايضا من اتهمهم العبيدي في تصريحاته فالقضاء له الدور في ذلك وان كان هناك بعض الشبهات او الوثائق التي تدين محمد الكربولي او غيره ممن تورطوا في قضايا الفساد ،، وعليه لا يوجد ما يدفعني الى المجاملة او الانتقام من احد وإنما هي نظرة لواقع الحدث والدخول في تفاصيل المعلومات كونها كقضية اراد منها المتخاصم من هذا الطرف او ذاك تسطيح عقولنا وإيقاعنا في حالة الوهن والاشتباه وعدم فهم الأمور بالشكل الصحيح ولذلك نستنتج من جميع ما حصل التالي ::
1- ان حركة وزير الدفاع السيد العبيدي التي قام فيها داخل البرلمان هي عملية مدروسة ولها ترتيب مسبق للتهرب من الاستجواب الذي من الممكن سيطيح به فيما لو أحكمت المستجوبة كل خلفيات ملفات الفساد اثناء السؤال والجواب فكان الهجوم خير وسيلة للهروب الى الامام ولا اعتقد هناك علاقة فيما صرح به اثناء الاستجواب وإجاباته على أسئلة التهم الموجهة اليه لان المهنية تستدعي ذلك وكان على رئيس الجلسة توجيهها بالشكل المهني المتّبع في الاستجواب داخل برلمانات العالم اما القضايا الاخرى فالقضاء والنزاهة ودوائر المراقبة والمحاسبة كفيلة بها.
2- اصبح واضحا جدا ان وزير الدفاع يبحث عن اجنحة إنقاذ ودعم من قبل الشارع العراقي وبالذات ملامسة مشاعر البسطاء منهم وهو ما حدث فعلا من خلال الزيارات التي قام بها مباشرة في نفس اليوم عصرا ومساءً وهو يتنقّل بين جامع وضريح امام وسط تعديلات الناس البسطاء التي بدأت تبحث عمن ينقذها من الفساد والضياع لرسم معالم دولة ناجحة عادلة مثل باقي الامم وهو ما جعلنا نرى الاشادة والترحيب ومحاولة رفع الرَجُل على الأكف وصيحات من قبيل ” علي وياك علي ” و”نريدك أتكمل للأخير” وما الى ذلك ولم نسمع من احد قال له كيف كتمت كل هذه المعلومات وكل هذا الفساد وكيف سكتْت على تلك المافيا الاجرامية وانت وزير الدفاع تقع عليك حماية البلد من كل ذلك لان الفساد يولد الارهاب بل التآمر على العراق ينطلق من هذه الملفات لماذا السكوت!! هنا السؤال ؟؟ !!! لكنهم كما قلنا اناسا بسطاء يحملون طيبة العراق وينسون آلامهم مع كل شخص يقدم لهم القليل.
3- شاهد الزُّور الذي قدمه وزير الدفاع في مسرحية مرفوضة والتي فضح كل أدوارها القضاء العراقي والتحقيقات كانت وجها اخر قام به الوزير لتلميع صورة الواقع السياسي الذي وضع فيه بعد طرح ملفات الفساد الكبيرة وهذه الحركة تضاف الى ما قام به من زيارات ميدانية بين المواطنين اسلفناها أعلاه لتكتمل صورة التنصل والتهرب الى الامام كما تخفي بين طياتها خطورة استخدام شخص معين من مذهب معين يوحي بأن الارهاب ربما ينطلق من هذا المكون الذي يمثل النسبة الاكبر لشعب العراق ولذلك تم تأكيد اعادته لجملة “وحق هذا جاي العباس ” .
4- دموع الالم التي ظهرت على احدى الفضائيات للنائبة عالية نصيف وهي تعاتب بعض النواب من ذوي القربى الذين شوّشوّا على منهجية الاستجواب من بعض النواب لاغراض لا زالت مجهولة في طريقة الاندفاع والهجوم على السيدة نصيف وهي دموع أراها صادقة وحقيقية وتخفي وراءها صدق الاخلاص للوطن لانه تعب ما يقارب عاما كاملا كما قالت وسط صعوبات واستحالة الحصول على المعلومة وسط مافيات الفساد.
وعملية التشويش كانت غير مقبولة خصوصا من السيد علي العلاق الذي خرج على المعتاد في الحوار والنقاش والذي أذهلني وصدم المشاهدين وهو ينتفض بهذا الشكل ،، لماذا وعلى اي شيء انتفض !!! هذا ما ستجيب عليه الايام وان بعدت.
5- تحركات وزير الدفاع كانت مبنية على أساس الخروج من الأزمة التي يمكن ان يصل اليها من عدم قناعة النواب بإجاباته وهو ما حصل بالفعل هذا اليوم بعد ان صوت البرلمان على عدم القناعة بالاجابات التي طرحها العبيدي وعندما سيصوت البرلمان على سحب الثقة عنه الأسبوع المقبل سنرى
كيف يتم تحريك الشارع وبيادق الشطرنج الذين يستخدمهم في مثل تلك الأزمات ليقول الشارع انه الرجل النزيه الذي يقيلوه لأنه فضح الفساد ولا ندري اي فساد أعلن عنه وهو موجود وكثير من المؤشرات تثار كل حين حول السيد محمد الكربولي واخرين فما هو الجديد سوى انه صفقات تمت بينهم وأعلن عنها الان بعد الخلاف بينهم وتسليم الوزير العبيدي الى حلبة الاستجواب والإقالة وتنصل الآخرين عنه بعد كل القهقهات والمسامرات والربت على الكتوف.
6- بعد كل تلك الانتكاسات رأينا السيد وزير الدفاع لم يدافع عن نفسه بهجومه على النائبة نصيف ورئيس البرلمان سليم الجبوري وإنما أغطش في جنبات التضليل والترويج التي اقنع بها الآخرين وحاول امتصاص غضب السلطة التشريعية ولم يفلح وإلا كيف للمسؤول عن الكيان العسكري العراقي يجلس امام إنسان يجهل حتى التحدث بلغة عربية فصيحة او يعتمد منهجا علميا صحيحا.
يمكن القول ان اللجوء الى التدليس والجلوس الى إنسان لا يعرف حتى قواعد المخاطبات وبلغة ركيكة وعقلية بسيطة لمقولة رددها كثيرا “” وجاي العباس “” مع اجلالنا واحترامنا وقدسيتنا لظهير الامام الحسين ع وساعده الأيمن أبي الفضل العباس ع فلم يكن هناك جاي للعباس الذي ردده كثيرا شاهد الزُّور لكنها تخفي ما تخفي . وعليه يمكننا القول تحليلا وواقعا ان السيدة عالية نصيف اتخذت القرار الصحيح بالاستجواب وصحة وقوعه والايام والشهور ستثبت ذلك.