23 ديسمبر، 2024 9:26 ص

وزير الدفاع العراقي بين فكي الشيطان … وهاوية الإرهاب

وزير الدفاع العراقي بين فكي الشيطان … وهاوية الإرهاب

تابع الملايين من أبناء الشعب العراقي والعربي والعالم جلسات استجواب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي يوم الاثنين الموافق الأول من اب عام 2016… ووقفوا مشدوهين صرخات الاستهجان والاستنكار والتقزز شدت وجوههم، وهم يطالعون ما تبثه شاشات الفضائيات العراقية. حيث شهدت الجلسة فضيحة كبرى، هزت بكل ما للكلمة من معنى قبة البرلمان العراقي لتتهاوى اخر حجارة فيه، ربما كانت هي طلقة الرحمة كما أسمتها النائبة حنان الفتلاوي… وتداعت معه بقايا ما يمكن ان يركن اليه المواطن العراقي من أمل في الإصلاح وإعادة بناء وطن. القائمون على الاستجواب، ورئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري، وعدد من النواب وجهت لهم مباشرة وبالأسماء وبتفاصيل دقيقة تُهم فساد وابتزاز وممارسات غير قانونية او دستورية يندى لها جبين الإنسانية في اي بقعة من العالم تجاه أوطانهم، فكيف لو كان هذا الوطن هو العراق الحر الجريح… الذي لم تنشف دماء أبناءه في سبايكر والكرادة وغيرها من الأماكن، وربما لازال هناك الكثير الكثير لا نعرف متى سينتهي ما دام جشع هؤلاء لا يقف عند حد معين. النائبة حنان الفتلاوي والمعروفة بسلاطة لسانها وقوة حجتها أطبقت شفتيها وبدت مأخوذة من وقع المفاجأة بعد ان ورد اسمها ضمن المتهمين من قبل حيدر الملا امام وزير الدفاع. النائبة عالية نصيف القائمة على الاستجواب، بدا واضحا انها وظفت خبرتها القانونية على تحوير وتوظيف ثغرات بشكل او باخر لأضعاف حجة الخصم، الا انها افتقرت الى الجانب الفني والدقة المعلوماتية والإداري في مجمل ما جمعته وأوردته خلال استجوابها، ربما هناك من عمد للإطاحة بها بمنحها معلومات قديمة لتقع في الفخ الذي نصبته للسيد وزير الدفاع، ناهيك عن  قيامها باستغلال القضية لابتزاز وترويج معاملات عقار وتعينات وإغلاق قضايا موكليها من متهمين امام القضاء (ام مؤيد) ووو…. الخ. ولا يفوتني مهاتراتها وضعف حجتها بترويج معاملات التعيين للأصدقاء والأقرباء لخدمة هؤلاء، بل قولها: انا أقر وأعترف وافتخر…..”. لتقع في دائرة اتهام المنصب واستغلاله لمنافع شخصية. نسأل النائبة هل هي دعاية انتخابية ام ماذا…؟ وربما هناك من يسأل هل مهمة النائب في البرلمان (التعيينات)..؟ النائبة التي خلال ثلاثة دورات انتخابية انتقلت بين أكثر من ثلاثة كتل ابتدائتها مع العراقية مرورا بالعراقية البيضاء، وانتهت مع دولة القانون… ولا نعرف الكتلة الجديدة التي ستنطوي تحت جناحها للدورة الرابعة، وأشار وزير الدفاع الى ان هناك ثمانية دعاوي امام القضاء تواجه هذه النائبة التي طالما شاهدناها في البرلمان تتبادل السب والشتم والتجاوز الكلامي والضرب بالأحذية… هل هذا سلوك يليق بنائبة تمثل المرأة العراقية… ثم ظهرت بعد ذلك على شاشة احدى الفضائيات تبكي العراق والعراقيين وحقوقهم المسلوبة. لقد تفاعل العراقيون مع القضية ونشرت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي اليوتيوبات الفاضحة وفي أحداها تظهر “النائبات” يجلسن جلسة خاصة ويعترفن بمكتسبات البرلمان العراقي من “عقود استثمار وتعينات”. بدا الجميع مشدوهين ينصتون الى مؤامرة مساومة بنودها “أعطيني أعطيك، غطيني أغطيك، ربحني أربحك.. تذبحني أذبحك.”.. وفي النهاية الشعب من سيدفع الثمن… الموقف كله كان مضحك. وزير الدفاع كان واثقا من نفسه يتحدث بهدوء وبدون تشنج، يبتسم عند مهاترات النائبة المستجوبة، لافتقارها الى دقة المعلومة وفنية فقرات العقود ومدى مسؤولية الوزير عنها.
الأمر الجلل والمصيبة الأعظم … ان الاستجواب شمل قائد المؤسسة العسكرية وليس اي مؤسسة أخرى، ليكشف عن اختراق وتسرب معلومات سرية وسرقة أوراق وبيانات من مكتب السيد الوزير ومديرية الاستخبارات العسكرية وأقسام ودوائر حساسة جدا. السؤال الذي يطرح نفسه هل غرفة العمليات هي الأخرى مخترقة….؟ ربما هذا هو سبب خسائرنا للعديد من القادة والجنود في ساحات القتال مع داعش، واندحار قواتنا في مواقع أخرى. إذا كانت المؤسسة العسكرية مخترقة، رغم كل التحوطات الأمنية والاستخباراتية العسكرية، فما بال بقية المؤسسات، واذا كان الوزير يُبتز، فكيف حال الموظف البسيط الذي منصبه وراتبه لا يكفلان له العيش الكريم، كيف نحمي العراقي ونحن نضعف فيه روح المواطنة، وننتقص من أدميته وحياته وأمنه وعائلته وإنسانيته،  ونغذي فيه روح الانحراف….؟ الف كيف يجب إيجاد حل جذري وسريع وشامل. نحن مع الشرفاء… بغض النظر عن المسميات… فعلا انها فضيحة مدوية تلك التي هزت أركان البيت المتهاوي… وطلقة الرحمة في فضح وتعرية الوجوه المقنعة باسم الدين والوطنية والمسميات الأخرى. وزعت الاتهامات على العديد من أعضاء البرلمان، كاشفة وجه الفاسدين بدون استثناء… بين فاسد وساكت عن الحق ومنتفع ومن يبحث عن جاه ووجاهة ليغطي مشاعر النقص والتعويض… فالساكتون عن الحق هم شياطين خرساء… ناسين المقولة المأثورة لرسولنا العظيم: ” كلكم راع… وكلكم مسئولا عن رعيته”. كلنا كعراقيين شعرنا إننا امام رجل وطني يريد ان يشتغل بلا صوت وبلا منافع شخصية… يريد أداء الدور المناط له وفق المسؤولية الوطنية والأخلاقية والمهنية البحتة … رجل يدفع ثمن عطائه وقتاله ضد داعش ليعدم على أيدي الفاسدين المارقين للقانون فاقدي روح المواطنة… شكرا لك سيدي وزير الدفاع… لقد استطعت ان تؤكد ان العراق لازال بخير… ليكن الله معك والشرفاء الأحرار… وهذا كافي لتعبر الى بر الأمان فتكون أرضيت الله والشعب والجنود الذين وثقوا بك … وتبقى شريفا رغم انف الفاسدين. نعم وبكل قوة… رجل العراق اذا فضح كل صفقات الفساد وكشف عن وجه شيطان العصر … ثائرا لشهدائنا في سبايكر وفاجعة الكرادة وفي كل بقعة من عراقنا الجريح وشحن الهمم للوقوف والتصدي بوجه برلمان الفساد…دورنا كعراقيين من قادة الحراك الشعبي والتظاهرات وجماعات الرأي من نقابات ومنظمات واتحادات ومثقفين و إعلاميين ، أدباء، فنانين لنعلن شجبنا واستنكارنا ونضغط بقوة مطالبين بالتحقيق والاستجواب إمام الرأي العام، لهذه القضية وكافة الملفات المعلقة التي سوفت وأهملت وأغلقت في مدرج البرلمان، لإعادة التحقيق فيها، ومطالبة كافة الوزراء الذين تعرضوا لهكذا ممارسات وضغوط للكشف عنها، ومحاسبة المسؤولين المباشرين وأحالتهم الى القضاء العادل ليأخذ مجراه الحقيقي، وينال العقوبة التي يستحقها. نحن امام برلمان صاخب يعج بالفاسدين والمبتزين والمهاترين والمستغلين لمناصبهم لاستغلال المواطن العراقي.كلنا مع الضباط الأحرار الشرفاء، فهم رجال المؤسسة العسكرية التي لطالما افتخرنا بهم لشجاعتهم وخبرتهم القتالية الميدانية الحقيقية ضد الأعداء في كل وقت وزمان… أنهم رجال الصفوة التي ما برحت ساحات المعارك تذكر صولاتهم ومواقفهم ومهنيتهم … هم لا غيرهم… من ننتظر منهم ان ينقلوننا الى الضفة الأخرى حيث الكرامة والشجاعة والحرية غير المنقوصة ، هذا هو صوت العراق.. عراق الإيباء… نحمد الله إننا بوجود هؤلاء مازالنا بخير.. ليبقى العراق مرفوع الرأس شامخ الجبين … بوركت سيدي يا رجلا كانت ضربته بمائة إلف رجل صدح بصوته وسط عاليا بوجه نعيق الغربان من بوم وعارات… وهو يقول لهم” انتم حثالة أيها الفاسدون”.استحققت سيدي بجدارة حب العراقيين ووسام البطولة العراقي.. أعطيتنا درسا في المعنى الحقيقي للرجولة ليس فقط في ساحات القتال وانت تدحر فلول داعش، بل فجرت وكر الشياطين، فتناثروا أشلاء أشلاء خزيا وعار.