لعل حملة التشويه المكثفة التي تعرض لها الحشد الشعبي منذ تأسيسه الى اليوم ، لم تشهده اي جهة قطاعية او مجموعة عسكرية في التأريخ الحديث… بدءا من ادعاءات خارجية بالانتهاكات من قبل بعض المنظمات الدولية وصولا الى اتهامات داخلية لا تستند الى دليل مادي ملموس لسياسيين مشاركين في العملية السياسية.
ورغم ان هذا التشكيل المتنوع من ابطال الفتوى؛ متطوعين وفصائل مجاهدة لا يتجاوز عمر بعضه السنوات الثلاث واكثر ، فان ابطاله ما زالوا يسطرون الانتصارات الباهرة المعمدة بدماء الشهداء في مواجهة أعتى ماكنة إرهابية في التاريخ.. وما زال الحشد مستمرا بالعطاء في معارك ستتكلل وبإذن الله بالنصر في تلعفر وغيرها بالتشارك مع ابطال القوات الامنية بمختلف صنوفها.
والذي يتابع الحشد الشعبي يجده امام تحدي آخر جديد ليس على الصعيد العسكري هذه المرة بل في كل الميادين… واول اختبار حقيقي على الصعيد المدني كان في تصدي السيد قاسم الاعرجي لوزارة الداخلية؛ وهو من قيادات الحشد المعروفين.
فقد ضرب الرجل اروع الأمثلة عن الوجه الآخر الناصع للحشد الشعبي ، الحشد القادر على ادارة المسؤولية في الحرب والسلم ، فقد مثله مقاتلا على الجبهة الداخلية وفي اكثر من صعيد ، وبالشكل التالي:
· الزيارات الميدانية النهارية عموما والمسائية خصوصا للسيطرات بشوارع بغداد في محاولة لفرض الانضباط اولا. وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب ثانيا.
· زيارة مناطق بغداد دون استثناء بما بعث الامن والطمأنينة بين السكان للمرحلة المقبلة وبما يعزز التعايش المجتمعي اولا. واعطاء صورة إيجابية عن رجالات الحشد الشعبي ثانيا.
· إقرار مبدأ المواطنة على المستوى الشعبي بالوقوف الى جانب المواطن السوداني الذي تعرض للأذى وزيارته ومنحه الجنسية العراقية بما عزز شعور المواطنة الانسانية اولا. وأعطى صورة مشرفة عن المسؤول المتابع لأعمال وزارته ثانيا. والمعالج للخطأ والقادر على تصحيحه ثالثا.
· اعلان قرارات إدارية ذات لمحة تنظيمية واقعية مثل اعادة بعض افراد الشرطة المغيبين نتيجة الانقطاع في فترة دخول داعش الى الموصل والرمادي ، وإلغاء المجالس المترتبة على بعض ضباط الوزارة دون وجه حق ، وقرارات اخرى سعت الى تحقيق جانبين:
– اولا: تنظيم شؤون الوزارة على أسس مهنية.
– ثانيا: انصاف المتظلمين من الضباط والأفراد.
· زيارة مناطق متفرقة وخطيرة في العراق والعمل عن قرب للاطلاع على حقيقة الأوضاع ، اولها زيارات مناطق الساحل الأيسر بالموصل في قمة احتدام معارك التحرير مع داعش ، وآخرها زيارة منفذ طريبيل لإعطاء صورة جديدة عن المسؤول الامني الذي لا يختبئ خلف أرتال الحمايات اولا. والذي لا تحده منطقة خضراء ثانيا؛ فالعراق كله ساحته.
· زيارات دول الجوار دون استثناء ، ما أعطى صورة ناصعة عن مستقبل الحشد الشعبي سياسيا وحياديته التي لا تميل الا لمصلحة العراق.
ناهيك عن مراعاة الحالات الانسانية واطلاق تغيير الاسماء والنظر برأفة وإنسانية لبعض الحالات مستلهما روح القانون لا التعسف في تطبيقه وآخرها قضية العريس المشتبه به.
انها صورة مطلوبة للمسؤول.. حلم بها العراقي منذ سنوات التغيير الاولى ، انها فرصة امام قيادات الحشد الشعبي: قدموا كفاءاتكم للمناصب العامة وادعموهم وادحضوا مقولة الحشد للمعارك والقتال ، بل رجالات الحشد للمناصب والقيادة والبناء ، وهم اجدر من غيرهم ولا يطلبون اكثر من خدمة العراق.. ونحن لا نطلب منهم اكثر من ذلك.