الاف الطلبة الجامعيين كانوا يدرسون بعيدا عن اهاليهم،قسم منهم اختاروا الدراسة في غير محافظاتهم برغبتهم، وقسم اخر اختارهم نظام القبول المركزي ووضعهم في جامعات بعيدة عن الاهل .وكان الامر عاديا والكل راض .ولم يشكوا احد الى ان وقعت الكارثة حين استولت داعش الارهابية على ثلاث محافظات ونصف الرابعة ( نينوى الانبارو صلاح الدين ونصف كركوك) .
وعندها بدأت محنة الطلبة الجامعيين الدارسين في جامعات المحافظات المحتلة..وحين هاجرت العوائل من هناك سبقهم الطلبة ان كانوا من ابناء تلك المحافظات او من الدارسين في جامعاتها من محافظات اخرى.لكن وزارة التعليم العالى لم تتركهم للضياع، فقدالحقت ابناء المحافظات الساخنة بجامعات قريبة من اماكن سكنهم الجديدة، واعادت ابناء المحافظات الامنة الى اهليهم ووفرت لهم استضافة في جامعات محافظاتهم ،وحلت المشكلة الى حين .شرط ان يعود الكل الى جامعته الاولى عندما يستتب الامن .ومضت السنة الدراسية الاولى بيسر .وحلت السنة الدراسية الثانية ،ولما كانت الحال لم تتغيّر ،بادرت وزارة التعليم الى اصدار امر وزاري برقم3848 في 23ـ 7 ـ 2015 يتضمن استمرار الحال كما كان في السنة الدراسية الماضية ،اما ابناءالمحافظات في المناطق الوسطى والجنوبية ،وبغداد منها تحديدا ،فقد وجهت الوزارة بقبولهم بجامعاتهاكطلاب دائميين او استضافتهم الى حين استتباب الامن في المحافظات المحتلة بعد طرد داعش منها .وفعلا نفذت معظم جامعات بغداد الرسمية الامر الوزاري ،فيما تلكأت بعض الكليات عن تنفيذه ،ومن بينها كلية الطب التابعة للجامعة المستنصرية،مما ترك الطلاب المستضافين فيها بحالة مزرية .ولعل ما يثير الاستغراب هو ان معظم الطلاب الذين رفض العميد تسجيلهم او استضافتهم هم من البنات .وحجة العميد هي ان محافظة صلاح الدين صارت امنة !ويستطيع الطلبة مواصلة دراستهم فيها من دون خوف !ويبدو ان العميد لا يدري بان بناية كلية الطب في تكريت قد احرقت ،واقسامها الداخلية قد دمرت بعد ان نهبت ،وان زيارة اي تكريتي هاجر من مدينته بعد احداث العام الماضي لا تتم بسهولة ،وان تمت فلابد من وجود كفيل ضامن !.. فكيف والحال هذه تستطيع الطالبة ان تطمئن ومن ثم تدرس ؟ يا معالى الوزير هل تقبل لابنتك ان تدرس في هكذا حال ؟ يا سيادة رئيس الجامعة المستنصرية ..هل يرضيك هذا؟ ياسيادةعميد كلية الطب ..هل العراقيات عندك لاقيمة لهن ؟