24 نوفمبر، 2024 7:27 ص
Search
Close this search box.

وزير التعليم العالي: (إحلام الباهلي ضرورة…) والضرورات تبيح المحضورات

وزير التعليم العالي: (إحلام الباهلي ضرورة…) والضرورات تبيح المحضورات

في كثير من الاحيان تكون المتغيرات والتفاعلات السياسية التي تمور بها جنبات بلادنا هي نتيجة او حصيلة لبنية فوقية ناتجة أو عاكسة لجملة تفاعلات البنية التحتية أو (المجتمعية) الراهنة، وليس بالضرورة ان تفضي هذه المتغيرات الى نتائج ايجابية جديدة تقودنا الى قصب السبق وتحقق التقدم المنشود..فقد تكون عائقاً وحجر عثرة في ترسيخ وتأصيل مفاهيم نهضة حقيقية نطمح اليها جميعا..لعل المدخل لما اريد التطرق اليه مانسمعه ونلمسه هذه الايام من حراك محموم لأستبدال الكابينة الوزارية او طاقم السيد العبادي رئيس الحكومة بأسماء وزاء آخرين او (تكنوقراط) كما تشير الى ذلك احاديث السياسة والمهتمين بالشأن السياسي..وطبعا حتى لو قيّض للسيد العبادي استبدال كل وزراءه بهذه الكيفيات وتحت ظل هذه الظروف الراهنة،يخيل الي ان الفشل والقصور في الاداء سينتقل مثل (فيروس كومبيوتر) من السلف الى الخلف مادامت المعالجات للمشكلات الاكبر كالفساد والارهاب والمحسوبية متجذرة وتنمو وتترعرع كشجر الصفاف او الايكنوكاربس في العراق..عموما ولكي لا أشط بعيدا في حديثي الذي لاصلة له بالتغييرات الوزارية،لكنه يرتبط بعملية التغييرات الحاصلة ببعض المناصب الادارية والوظيفية التي تنهج مؤسسات الدولة مختلف السبل الى اتباعها..برغم يقيني ان معضمها مجدٍ وقانوني، لكن البعض منها بالضد من ذلك، بإعتباره ضرورة ملحة..وكمثال:فقد تناهى الى مسامعي خبر انتهاء فترة خدمة المستشار الثقافي العراقي في الملحقية العراقية في بيروت الدكتورة  احلام الباهلي واعادتها للعمل في مرجعيتها (وزارة التعليم العالي) ببغداد.حقيقة انا شاهد عيان لعمل هذه السيدة العراقية العظيمة، النخلة العراقية الباسقة، ورأيت وتابعت بكثير من الشغف،جهدها وحركتها الدؤوب في تفعيل اطر التعاون مع مختلف الجهات الاكاديمية والعلمية اللبنانية في سياق خدمة الطلبة العراقيين الموجودين في لبنان وبما يحقق اقصى استفادة لهم وتسخير كل الامكانيات لمنفعتهم وعودتهم بشهادات علمية رصينة ومفيدة لبلدهم..كانت الباهلي تتجشم عناء الزيارات المتكررة الى مكاتب مسؤولي ورؤوساء وعمداء تلك الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية والبحثية وتطرح على طاولاتهم مختلف الافكار التي من شأنها ضخ العلم في شرايين الدولة العراقية عبر منابت العلم وتفرعاته المختلفة، وهذا مالم يحققه غيرها .وقد يبدو ان من صميم واجبها القيام بذلك،لكن وللحقيقة فقد كانت تتجاوز هذه الواجبات الى اجتهادات ومتابعات شخصية تختزل من وقت راحتها للسهر على مصالح طلبتنا وبما يعزز التقارب منهم ومن همومهم ،فهي تحضر جلسات المناقشة لعشرات الرسائل والاطاريح الجامعية لطلابنا كي تؤازرهم وتشحذ هممهم،ولم نعلم سابقا ان مسؤولا عراقيا يحضر جلسة مناقشة لطالب عراقي بسيط.. كما أنها تمتاز بعلاقات شخصية مع رؤساء ومسؤولي جميع المؤسسات الأكاديمية والثقافية في بيروت، وتسخيرها لخدمة الطلبة العراقيين ونقل تجارب هذه المؤسسات الى العراق .ليس ذلك وحسب،فقد كان مكتبها اشبه بالمجلس،فهي تلتقي يوميا وعلى مدار الساعات الطوال لعشرات الطلبة وتستمع اليهم وتتفهم مشكلاتهم وتتصل هاتفيا بجهات مختلفة لحل تلك الاشكاليات او تقوم بنفسها بزيارة مختلف الجهات للبت بهذه المطالب وتحقيقها، كي يتفرغ طلبتنا للتحصيل العلمي وليس لحل المشكلات الادارية او الفنية..فماذا نريد منها اكثر من ذلك؟أعتقد ان الأساس الذي يجب ان نستند عليه من حيث المبدأ،يتوافق معه في بناء الفكرة..وترويجها..ودعمها لتكون في المقدمة،كما ان علينا ان نفصل بين التفاعلات المجتمعية والتفاعلات السياسية قدر الإمكان  وان كان ذلك صعبا ً بعض الشيء حتى لانجعل الاخيرة محور الفعل المجتمعي،مادمنا نبتغي خدمة العراق والسعي لتقدمه ونهضته بين الامم. وما دامت هي ناجحة في عملها بإمتياز ووطنية ومخلصة ونزيهة، ومثلت بلدها خير تمثيل .لقد تغاضيت عن ذكر الكثير من الامور والمحاور لكي لا اتهم بالمحاباة،لكني اشير هنا الى مسألة ماجدوى نقل مثل هذه السيدة مادامت تعمل بمنتهى الحرص والانضباط لخدمة ابنائنا وطلبتنا،في موقع نجحت فيه بأمتياز واثبتت عراقيتها واخلاصها فيه..ان تغييرها وجلب مسؤول آخر قد يحتاج الى شهور عديدة لمعرفة محاور العمل وعناوينه وتفصيلاته قد يلحق ضررا كبيرا بمستقبل طلبتنا العلمي..هذا اذا سلمنا انه سيكون بنفس مستوى كفاءة السيدة احلام الباهلي وخبرتها واستقلاليتها وعدم تحزبها..برغم اني اشك بذلك..ارجو ان يعاد النظر بمثل هذه القرارات غير المدروسة،وان ننهج لخدمة الصالح العام ولوجه العراق الحبيب وليس لأي هدف آخر والله من وراء القصد..

أحدث المقالات

أحدث المقالات