18 ديسمبر، 2024 10:19 م

وزير التربية وشهداء الصحافة العراقية

وزير التربية وشهداء الصحافة العراقية

خطوة رائعة من السيد وزير التربية الدكتور محمد علي تميم في توجيهه بتعيين ابناء وذوي شهداء الصحافة العراقية باعطاءهم اولوية التعيين في وظائف التعليم والتدريس والوظائف الأدارية على ملاك وزارة التربية.
خطوة الوزير هذه هي هدية وعرفان جميل من رجل تربوي الى اولئك الفرسان الذين رسموا من احلام القلم والكاميرا مشهدا رائعا للوفاء من أجل مهنة المتاعب التي دفع العراق بأحداثه الساخنة ارتال من الشهداء والجرحى وهم يعيشون لحظة الحدث الساخن ومجريات الاوضاع غير عابئين بخطورة ما يواجهون ، ومنهم من دفع حياته ثمنا بالرغم من التهديدات والقلق من الكاتم والارهابي وبعضهم تعرضوا حتى الى اذى مضايقات القوات الامنية وخراطيم المياه. لكن معظم شهداء العراق من الصحفيين قتلوا غدرا بكاتم او الموت خطفا او كانوا ضحية مفخخات الارهاب.
واتذكر مرة عندما تعرض الزميل والصديق عماد العبادي لمحاولة اغتيال بثلاثة رصاصات في عنقه ورأسه ونقل للعلاج في احدى مستشفيات مدينة ميونخ في المانيا ، زرته هناك في المستشفى ولخطورة جروحه طلبت منه البقاء في المانيا وطلب اللجوء فيها وسيعطوه فورا . فرد علي : قدري ان أكون هناك ، ولن اتخلى عن قلمي ولساني من اجل بضعة رصاصات غادرة..!
لهذا تكريم وزير التربية العراقي لشهداء صحافة العراق خطوة رائدة وأهتمام خاص باولئك الذين يرتبطون بنبض قلب النظام التربوي من خلال مداد القلم وحبره والورق ، فحتما اغلبهم لم يكن ليصل صحفيا وينال شرف الشهادة دون ان يكون قد درس في المدرسة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية ولهذا سجل الوزير له عرفانا ومودة وتكريما لأولئك الذين يتوسدون ثرى الصمت بعد ان اعطوا للوطن حقيقة ان يكون الانسان وطنيا ومهنيا وبطلا .
خطوة وزير التربية الاحادية ينبغي أن يُلتفتْ اليها من قبل بقية الوزراء ويقتدوا بها خطوة لأتخاذ قرارات مشابهة  للاختصاصات الاخرى التي تشمل ذوي الشهداء الصحفيين في وزاراتهم ويمكن لوزير الاعمار أن يفعلها من ذوي الشهداء من المهندسين ومثله وزير التعليم العالي والصحة والتجارة والصناعة والنقل والثقافة والداخلية والدفاع ، وهكذا تكون الدولة بكامل مؤسساتها قد انتبهت الى ابناء شهداء الصحافة العراقية وكرمتهم وهي ليست منة او فضل انما هو من بعض احساس المسؤول وواجبه الوطني والحضاري والانساني وكانت انتباهة الوزير التربوي الاولى .
اشعر بالفخر وانا الصحفي والتربوي والاديب أن يكون وزيري السَباق لرعاية ابناء الشهداء من الصحافة واتمناه أن يشمل بقراره هذا ابناء الرواد من الصحفيين العراقيين وكذلك الراغبيين بالعودة الى الخدمة من العاملين في الخدمة التربوية من المستقيلين وكذلك ابناء وزوجات اساتذة الكليات واكاديمية الفنون الجميلة وأنا اعرف بعضا منهم لايعرف طريقا ليعيد زوجته الى الخدمة.
الأهتمام بالصحافة وأهلها جزء من اهتمام الدولة بواجهتها الحضارية الذي يمثل الاعلام الصورة العاكسة لمجمل الفعاليات والانشطة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وعلى الصحافة ممثلة بنقابة الصحفيين أن تنتبه الى خطوة وزير التربية وعمق مغزاها الانساني والوطني والتربوي وتحث صحفيها وعرفانا لهذه الخطوة أن يتابعوا انشطة الوزارة في كل مجالتها ورصد جميع الظاهر الايجابية والسلبية لأجل تكريم الايجابي ومعالجة السلبي من قبل الوزير نفسه .
باقة الورد هذه المقدمة لشهداء من قبل وزارة التربية تمثل رؤيا متسعة الجوانب والمضامين لكن الاجمل فيها وطنيتها وانسانيتها……….!