18 ديسمبر، 2024 9:39 م

لا أشك ولو للحظة أن إدارة اي مؤسسة عراقية في الوقت الحالي هي بمثابة اختبار هائل لقدرات اي شخص.. ظروف معقده تكتنف الساحة العراقية ومالم تكن متعكزا على قوى حزبية نافذة ومؤثرة فليس مستغربا أن تفشل في الإدارة ولو لساعات… عدة أسباب تتجاذب اي مدير أو متصدي للإدارة رغبات القوى السياسية الطارئة على الساحة العراقية.. متطلبات العشيرة التي تؤمن للمتصدي الدعم عندما يحتاجة. تدخلات الفصائل المسلحة وما تريده. بالإضافة إلى دول الجوار ممثلة ببعض اذرعها الداخلية وكلها تصل في مصلحة الفساد.. لذا حين تجد مديرا ناجحا نجده بطي في اتخاذ قراره لأنه يعرض اي قرار يتخذه على ممثلي تلك القوى قبل إصداره وما عدا ذلك فإن المتصدي يجب أن يمتلك قلب الاسد حتى يمضي ناجحا في إدارته.. وانا ومن خلال مراقبتي لسلوك غالية الوزراء منذ 3002 حتى اليوم لم أجد من يتحلى بالقوة والتمكن من الإدارة الا عدد أقل من أصابع اليد الواحده مثلا وزير النقل الحالي رغم الملاحظات التي تثار حول أدائه فإن قراره تجميد مكتب المفتش العام في الوزارة يحسب له خصوصا مع الدور السلبي لمكاتب المفتش العام وتشريع قانون الادعاء العام الجديد.. وزير آخر هو قوي ومتمكن من وزارته هو وزير النفط جبار اللعيبي الذي قام بزلزال في الوزارة والشركات التابعه لها فالتغييرات الاي أجراها والتي طالت الجميع دون أي ضغط من اي جهة كانت جعلته في موقع الوزير المقتدر متحملا ضغط هائل من القوى السياسية لثنيه عن تنفيذ قراراته الإصلاحية.. ولأول مره في وزارة النفط تشاهد أن الجميع يعمل بأقصى طاقته لأن العمل صار هو ضمان الاستمرار في المنصب وزير الداخلية أيضا قاسم الأعرجي له مواقف جريئة في وزارته والتي حققت إنجازات تحسب له وفيما عدا هؤلاء الوزراء لم أجد من يستحق البقاء في منصبه كوزير يعمل لخدمة الشعب