ان الاحداث التي يطلع عليها المواطن من خلال وسائل الاعلام في كل يوم في النهار وفي الليل تنقل اخبارا تكاد ان لاتكون واقعية في بعض الاحيان وخاصة في الوضع العراقي وتحديدا على الساحة السياسية وفي الخندق الحكومي وقبل ان ندخل في غمار هذه الاشكالية التي تقف عند مسؤولين حكوميين الذين يعملون بصفة وزراء ولكن تكون مرجعيتهم الادارية تعود الى تكويناتهم الحزبية او الفئوية او الدينية وهذا الامر منافي لمبدا الديمقراطية اذا كان الجميع يسعى الى بناء دولة مؤسسات وقبل ان نشير الى قسم من الوزراء والبعض من البرلمانيين الذين يعملون على تنفيذ مامطلوب منهم من خلال مرجعياتهم منذ عام 2003 والى يومنا هذا والغريب والمؤلم في الموضوع اننا كلما تقدمنا الى الامام تظهر هذه الحالة بشكل ملفت للنظر ولايعرف المواطن ماذا يريد هؤلاء؟ وهم يحملون عناوين وظيفية عالية ويطلق على بعضهم او على جميعهم صاحب المعالي او حضرة النائب المحترم وهذه المكانة فيها رفعة لغوية ومكانة اجتماعية ومسؤوليات شرعية واخلاقية وعرفية..الخ تتحد في هذه الرفعة وتعلي من شانها فلا يدري المواطن ماذا يريد هؤلاء؟ اذ ان من المعلوم ان كل شخص توكل اليه مهمة رسمية في مناصب قيادية وياتي عن طريق الانتخاب او الاختيار اول مايقوم به من اعمال هو تقديم استقالته على اقل تقدير او التنحي عن منصبه الحزبي او أي منصب اخر كان يتمتع به قبل تسلمه هذا المنصب ولكن في عراقنا الجديد هذا موجود والمشكلة هي اكثر من ذلك لكون قسم من الوزراء تجده على شاشات التلفاز وهو يتسابق في تحليل هذا الموقف وذاك وكانه خبير ستراتيجي في الشؤون السياسية والقسم الاخر منهم لايقف عند السياسة بل يذهب الى الاقتصاد ويتحدث في الصغيرة والكبيرة وكان الكلام مسنود اليه لا لغيره ومن المعلوم ان الوزراء هم اناس يحملون امانة وكل منهم مؤتمن على مصالح الناس لان الوزارة تعمل لخدمة المواطنين وهل سمع احدا ان هناك تسمية لوزارة او عنوان سياسي واضح على طول الدهر ام ان الوزارات تسمى في اغلب امرها على المهام المسند اليها بالواقع الفعلي لماذا هذا التدخل من مرجعيات البعض هنا وهناك في الصغيرة والكبيرة وكان الامر مسند اليهم لماذا لاينظر البعض من هؤلاء لمصلحة المواطن فوق كل مصلحة ولماذا هذا التخندق على الصغيرة والكبيرة؟ وكان كل الامور تعنيهم واذا اطلقت كلمة في الصومال او في امريكا وحتى لندن يتحسسون منها وكان هذا الامر يخدشهم اين هي مصلحة المواطن ياحضرة المنتخب؟ اين شعاراتكم؟ اين انتم من احلام الفقراء؟ هل اتيتم بشيء جديد ينقذ الفقراء؟ ام ان المواطن في حيرة على ما انتم عليه؟ فرواتبكم كبيرة ومخصصاتكم هي الاخرى كثيرة وتقاعدكم مبالغ فيه ونحن نقر ان المناصب السيادية تحتاج الى هذه الامتيازات ولكن قبل هذه الامتيازات من اعطاكم هذه الامتيازات ومن جعلكم في الاماكن التي انتم فيها؟ اليس المواطن اليس حلم المواطن في تغيير شيء من امره ام ان قسما منكم اصبح من تجار كلمات وحروف املائية وشعارات ما انزل الله بها من سلطان ولكن التاريخ يكتب لكل صالح وطالح فالمرجعيات التي تريد للبلاد خيرا تحت أي مسمى كانت فلها كل الحب والتقدير والمرجعيات التي تريد للبلد شرا فلا خير بها ولا تمثل الا نفسها او ثلة من المنتفعين باعمالها فالوزير يمثل دولة والدولة قائمة على مصالح الناس.
[email protected]