23 ديسمبر، 2024 7:28 م

وزارة مكافحة الدواعش

وزارة مكافحة الدواعش

ينبغي أن نتوقف عن الركض نحو الامام بلا ونجلس لنفكر ماذا فعل الوقفان الشيعي والسني في مكافحة التطرف؟  وهل يتناسب جهدهما في هذا المجال مع الاموال الكبيرة جدا التي تخصص لهما كل عام، السؤال المفتوح بلا قيد، يبتعد عن النمط التفكير السائد في هاتين الدائرتين، فالعنف اليوم نتيجة لاسبب وغاية وسليتة التطرف الديني الذي لاينبغي ابدا أن نبتعد عن تشخيص كمرض مزمن وفايروس فتاك يهدد جميع العراقيين.  
نجح الطائفيون السياسيون بأمتياز في شرخ المجتمع فكرياً، وباتت مقولة  أن السنة والشيعة كالجسد الواحد غير مجدية كثيرا امام سيل الشحن الطائفي الذي تديمه الكتل السياسية الطائفية، كرة الامان الان بيد الحكومة المقبلة عبر التفكير عمليا ً في استحداث  وزارة  او هيئة أو مركز  لمكافحة التطرف الديني يديره مختصون ومعنيون بهذا الشأن تدعمهم دراسات اجنبية واقعية ، يهدف هذا الاستحداث لتتبع اسباب نشوء الحركات الجهادية الارهابية والحركات المتطرفة الاخرى في العراق تتبعا مستندا لمعطيات علمية لتقوم الحكومة بمعالجتها معالجة سريعة، كل ذلك سراب مالم تراجع المناهج الدراسية الدينية و التأريخية في المدارس والجامعات مراجعة جادة، لانها تغذي التطرف الديني وتجهزه كوقود للحرب الطائفية  .

صحيح أن العنف في العراق ليس دينيا فقط بل هناك عنفاً طائفيا واضحا  قد طفح على السطح ينبغي تشكيل غرفة عمليات لمعالجته لاتكفي الاسلحة ولا التطوع والا طائرات سيخوي ولا كل اسلحة العالم أن توقفه مالم تتم معالجة اسبابه جذريا بعد تشخصيها. 

ينبغي  للقضاء العراقي في هذه المدة أن لايقف متفرجا ً امام الخطب والحوارات الطائفية والفضائيات المصدرة للغة الطائفية وعليه أن يطبق  اقسى الاحكام  وعليه أن يحاكم كل خطيب يتحدث بنفس طائفي أو يتسبب بتاجيج العنف فقد مللنا تلك النظريات الجاهزة التي يحفظها بعض ائمة الجوامع  من مراهقي الدين الذين يلبسون عمامات بيضاء بقلوب سوداء .
يفترض من المؤسسات الحكومية أن تكافح التطرف الديني منذ مدة طويلة، منذ أول عنف طائفي راح ضحيته الابرياء ، من المهم  أن تؤدي هذه الوزارة  أو المركز أو الهيئة المفترضة دورا تنويرياً في تصفية الخلافات الماضوية بين السنة والشيعة ،فلم يعد لدينا مزيدا من الوقت لنقتل لحساب خلافات الماضية .
العراقيون بحاجة إلى ثورة بلا بوصلة ضد التطرف الديني والبدء بطي صفحة الماضي القديم الذي ندفع فاتورته الان، الحقيقة غير المألوفه أنه لاحل لنا سوى أن تشخص الحكومة اسباب شهر العسل الطائفي وبروز الدواعش  ، ومن بعد ذلك  يقف الشيعة والسنة جميهم كالبنيان المرصوص، لطرد الدواعش وحواضنهم ويتذكروا أنهم عراقيون  فقط ، التطرف يقتلنا فلاتهملوه ..