في لقاءٍ متلفز ومكرّر ومعاد أجرته قناة ” التغيير ” الفضائية مع الطبيب ” موفّق الربيعي ” مستشار الأمن الوطني السابق ومن اعضاء دولة القانون , طرحَ السيد الربيعي مشروع تشكيل وزارة للحشد الشعبي واخرى للحرس الوطني .! , ولكي يحاول ايجاد ارضيّة لإقناع وقبول مقترحه , فقد زعم المستشار السابق انه في ايطاليا توجد مثل هذه الوزارة ! < ولا ندري اذا ما يوجد في العاصمة روما وزارةٌ على شكلِ حشد من الميليشيات المسلحة ولم نسمع به في الإعلام !!! > ثمّ اضاف الربيعي : هنالك وزارة للحرس الوطني في الولايات المتحدة ! والواقع أنّ الحرس الوطني في امريكا هو بمثابة الحرس الجمهوري في العديد من دول العالم لكنه ليس بوزارة على الأطلاق , واضاف كذلك هناك ” الدَرَك ” في تركيا معتبرا إياه كحرس وطني بينما هو صنف من الشرطة لحراسة الحدود ويتبع لوزارة الداخلية , وواقع الحال أنها ليست المرّة الأولى التي يستخف موفق الربيعي بعقول الرأي العام ورجال الأعلام ولا اظنها المرة الأخيرة في ذلك , فالأرشيف الصحفي يسجّل ويحتفظ بتصريحاتٍ غير قابلةٍ للإعراب والإدراك للسيد مستشار الأمن – الطبيب .
ثمَّ , لو افترضنا جدلاً او عبثاً جدّية طرح ” الربيعي ” فهل انه يفترض ويفرض ” ضمنياً ” أن يكون وزير الحشد من دولة القانون .؟ ثمَّ ايضاً مَنْ ذا الذي سيكون وكيل الوزارة .! وهل سيقبل كافة قادة الميليشيات به من دون منافسة ! ولا نعرف ماذا عن المدراء العامين في هذه الوزارة ! كما يا ترى مَنْ سوف يكونُ رئيس أركان قوات الحشد الذي سيجمع عليه اولئك القادة , بينما من غير المعروف في ” الإعلام ” وجود ضبّاط ركن بمرتبة قائد في صفوف تنظيمات الميليشيات ” وكم سيكون مفيداً وجودهم ” لو صحّ ذلك ” في تطوير ومضاعفة أداؤهم القتالي في المعارك . والى ذلك فهل يوافق مجلس النواب بمختلف الكتل السياسية التي يحويها على مثل هذه الأفكار .! , وبالأنتقالِ منْ وزارة الحشد المفترضة الى مثيلتها ” في الأفتراض ” وزارة الحرس الوطني , وهو الحرس الذي يراد تشكيله من محافظاتٍ قليلةٍ محدّده .!! فهل كان في كافة حكومات الدولة العراقية منذ تاسيسها وزارةٌ خاصة لعددٍ محدود من المحافظات .!! أَمْ إنّها موجودة في ايطاليا ايضاً .!
أظُنُّ – وبعضُ الظنِّ ليس إثماً ايضاً – أنَّ المنطلقات السيكولوجية والأساسية لما يفكّر به السيد موفق الربيعي < من دونِ سيناريو ولا إخراج ولا مونتاج ودونما مكياج > هو محاولة بحثٍ و ايجادٍ لدورٍ اقوى لتنظيم ” دولة القانون ” بزعامة نوري المالكي بغية التأثير في القرار السياسي .. واخيرا ً هل هناك ضوء اخضر من الأمريكان على تشكيل مثل هاتين الوارتين , وهو ضوءٌ غيرُ قابلٍ للرؤيةِ إلاّ منْ قِبَلْ موفق الربيعي ..!
