أغلب دول العالم التي تحترم نفسها ، تحرص على تعزيز سمعتها الدولية وتبذل مبالغ طائلة على تنظيم المؤتمرات والمعارض والمهرجانات والمسابقات الرياضية وغيرها بهدف تحسين صورتها في الخارج ، وخير مثال على ذلك الحكومة الروسية (ثاني أعظم دولة بالعالم) التي صرفت اكثر من خمسين مليار دولار عدا ونقدا على تنظيم دورة الألعاب الشتوية في سوتشي مؤخرا دون أن تبالي بالانتقادات اللاذعة من الرئيس الامريكي اوباما وغيره بقدر اهتمامها بايصال رسالتها الى العالم حينما أوضح الرئيس بوتين في اختتام الدورة على أن الألعاب الأولمبية تحمل أهمية أكبر بكثير من كونها مباريات وسباقات دولية معتبرا أن الوصول إلى قمة الترتيب يساهم في تعزيز سمعة الدولة ، معتبرا انجاح الدورة ومشاركة الرياضيين الروس بمثابة الدفاع عن شرف الوطن : مشددا على أنهم يستحقون نيل أوسمة رياضية وأوسمة دولة أيضا.
نعم هكذا ينظر قادة الدول الى السمعة الدولية لبلدانهم وهناك دول تسعى لتسويق شخصياتها الدبلوماسية والثقافية والفنية والابداعية الى المقدمة وتكثف جهودها لتدفع برجالاتها لتولي مهام اممية ودولية لنفس الهدف الأسمى لانها تعلم جيدا بأن مرد هذه المهام سينعكس ايجابيا على سمعة البلد وصورتها بين الدول ! وقد تأتي مهمة تعزيز سمعة الدولة بين الامم في مقدمة مهمات الحكومات الحريصة المخلصة ومن أقدس مهماتها الاخلاقية ، وكلنا نذكر بأن العالم كان ينظر باحترام الى انتماءآت من استلم منصب الأمين العام للامم المتحدة • داغ همر شولد (السويد) ، يو ثانت (بورما) ، كورت فالدهايم (النمسا)، خافيير بيريز دي كويلار (بيرو) • بطرس بطرس غالي (مصر) • كوفي عنان (غانا) • بان كي مون (كوريا الجنوبية) وكم حرصت تركيا على بقاء اكمل الدين احسان اوغلو كأمين عام لمنظمة المؤتمر الاسلامي مثلما تحرص مصر على منصب امين عام الجامعة العربية .
كل الدول تسعى وتحرص بهذا الاتجاه حتى الخليجية حينما تنافست اكثر من دولة خليجية على استلام امانة الاتحاد الاسيوي وبذلتا الكثير من المال والجهد .
واليوم نكاد أن نفقد مكانة عربية واسلامية ليس من السهل ادراكها ، فقد عمدت الحكومة وفي لحظة مرور العقل بغيبوبة وهروب الحكمة من دهاليزها بسحب يد وزير الحج العراقي الشيخ محمد تقي المولى بحجة وجود تحقيق في الهيئة ! ولسنا بصدد الدفاع او الادانة أو الوقوف بجانب هذا او ذاك وتجنبا للدخول في جدل بيزنطي لا يقدم ولا يؤخر والخوض فيه يضر ولا ينفع ومن مصلحة العراق وسمعته في المحافل العربية والاسلامية والدولية عدم اللجوء الى هيكلة النجاح العراقي في جانب مهم وانما من باب العقل والمنطق والحكمة أن نحكم على خواتيم العمل ونتائج المشاريع والا ليس من الصعوبة بمكان الصاق التهم بأي انسان في العراق الجديد حتى لو كان نبيا مرسلا !
فهل يحق للحكومة او لكائن من يكون أن يطوي نجاحات وأمجاد وزارة عراقية تأسست وتفوقت خلال فترة قصيرة ومنذ تأسيسها عام 2007 من نقطة الصفر واستطاعت النهوض بمهماتها بافضل صورة وخلال مدة سبع سنوات من عمرها لتتألق على المستوى العربي كأفضل وزارة حج عربية لعامي 1012 و2013 ، ثم توجت دوليا لتصبح رابع أفضل دولة في تقديم الخدمة المثالية الى حجاجها ، ليس هذا فحسب وانما اختيرت الوزارة الأكثر نموا باعتراف وزارة الحج السعودية واعلنت بلسان وزيرها امام الوفد العراقي قبل اسابيع اعجابهم بالتجربة العراقية واعتبار هيئة الحج الوزارة الأسرع تطورا بين وزارات حج دول العالم ..
بالتأكيد هذا النجاح لم يأت من فراغ وهو محسوب لادارة الحكومة قبل أن يحسب لادارة الشيخ محمد تقي المولى والعاملين معه ، فهل من المعقول ان تلجأ الحكومة الى مصادرة امجادها وتفوقها وتألقها محليا وعربيا ودوليا لاهداف وغايات تقع خارج نطاق التغطية الوطنية نتيجة عصبيات حزبية لا غير؟ فالأمر يتعلق باسم العراق وسمعة حجاج العراق وسمعة علماء العراق .. ..و الله.. الله .. الله بالعراق ..