لم يسبق لها مثيل .. هكذا يمكن وصف الازمة التي يعيشها العراق حاليا و حكومة الكاظمي برغم ان رئيسها مصطفى الكاظمي صرح في بداية توليه رئاسة الحكومة ان حكومته هي حكومة حلول لا حكومة أزمات , الا انه كانت حكومة أزمات بامتياز , فأزمة الرواتب لم يسبق لها مثل في العراق تكشف عن سوء إدارة الحكومة الحالية , فالكاظمي كما كشفت عنه الازمة ضعيف غير قادر وغير مؤهل لادارة العراق لا من قريب ولا من بعيد والرجل سطحي بامتياز ودعائي بشكل واضح جدا , لكن لنكن منصفين فان ازمة الرواتب التي يشهد\ها العراق سببها وزارة النفط و حيث ان العراق سبق وان مر بظروف مشابهة من انخفاض أسعار النفط لأقل مما هو الان بكثير في حكومة حيدر العبادي لكن الرواتب لم تتأخر ولم تزداد نسبة الفقر والبطالة كما يحدث الان , والسبب ان وزير النفط في حكومة العبادي كان هو الخبير جبار اللعيبي والرجل له باع طويل ليس في صناعة النفط فقط لكن في الإدارة أيضا ويمكن القول انه الاب الروحي لقطاع الطاقة في العراق وشخص محوري وقطب في صناعة النفط والغاز , لذا لم تكن لا أوبك ولا غيرها قادرة على فرض تخفيض الإنتاج على العراق في عهده وكان مفاوضا شرسا وذكيا بحيث حافظ كميات الإنتاج والتصدير بشكل مستقر بل ومتصاعد مما جعل العراق في استقرار مالي وقادر على الوفاء بالتزاماته الداخلية والخارجية على العكس تماما من وزير النفط الحالي الذي يفتقر للخبرة والحنكة الإدارية ناهيك عن سيطرة مجموعة من المستشارين الفاشلين عليه , وزير النفط الحالي ضعيف غير قادر على إدارة المفاوضات مع أوبك وغير قادر على التفاوض مع شركات النفط الكبرى بل على العكس يظهر امامها ضعيف مهزوز غير متزن مما جعل العراق يخسر ما يقرب من مليون برميل يوميا فرضت عليه بموافقة الوزير وهذا مما جعل مدخولات العراق تهبط بمستوى قياسي وهو ما أدى لعجز الحكومة عن تسديد حتى الرواتب بحيث صار العراق مثل فلسطين التي لا تمتلك أي مورد عدا الزراعة , ان افتقار العراق الى عقول راجحة خبيرة في مجالها ومتمكنة في الملفات الحرجة هو ما أدى ويؤدي الى هذه الانتكاسات غير الضرورية والتي تعد في ابسط وصف لها فشل حكومة غير مسبوق يؤسس لفشل اكبر وانحدار في مستوى الأداء الحكومي وكان يمكن للكاظمي ان يعتمد – ان أراد النجاح – على عناصر مشهود لها بالكفاءة والنزاهة أمثال الخبير جبار اللعيبي الذي كانت له صولات وجولات مع أعضاء منظمة أوبك في مجال الحصص والذي تمكن طوال فترة توليه الوزارة من الحفاظ على ثبات حصة العراق دون أي تراجع او خضوع لكن ويبدو ان الكاظمي مرتاح للوضع الحالي والفشل الحكومي الذي سوف ينقلب عليه في الانتخابات القادمة حيث ان الشارع يغلي والعراقيون صاروا يعرفون قيمة كل رئيس وزراء سابق برغم سلبياتهم مقارنة بالكاظمي الذي فشل في كل شيء الا في التقاط الصور فهو مبدع فيها ولكن الشعب يحتاج الى القوت اليومي والى الرواتب والى فرص العمل وليس الى صور تملئ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ويبدو ن الكتل السياسية تعمدت افشال الكاظمي او بالأحرى قتله سياسية وانه مجرد حصان طروادة اخذوا منه ما يريدون مثل جهة سياسية معينة اخذ وزارة النفط لتمشية مصالحها ولا يهمها بعد ذلك ما سوف يصبح عليه الكاظمي وقد انطلت الحيلة على الرجل الذي لا يجيد لعبة السياسة فضلا عن إدارة الدولة