يقول هارولد ويلسون : ( كل من يرفض التغيير مآله الاضمحلال ، المؤسسات البشرية التي ترفض التطور هي المقابر ) وبما إننا كعراقيين نعيش التطور بأبهى صورة ونمتلك حيزا كبيرا من الديمقراطية في عراق الديمقراطية يُمَكنَنا من المطالبة بأي شيء نريد باعتبار قاعدة انطلاق عمل الحكومة هي ( الشعب يريد ) و (الشعب هو مصدر السلطات ) كما يقول دستورنا الموقر ، وللظلم الكبير الواقع على شريحة كبيرة ومهمة من شرائح المجتمع العراقي وهي شريحة المطيرجية لذلك صار لزاما أن تستحدث الحكومة وزارة خاصة تهتم وترعى مصالح وشؤونهم وتفض النزاعات التي تحدث بينهم في حالات ( الحُرب والحُرم ) ولمن لا يعرف معنى ( الحُرب والحُرم ) نقول إنها من الأعراف الراقية والإنسانية التي يتمتع بها المطيرجية فيما بينهم وتعتبر دستورهم الذي لا يُخرق وتتلخص بأنه في حالة الحرب بين المطيرجية فان الطير التابع للمطيرجي ( س ) والذي يكون في حالة حًرب مع المطيرجي ( ص ) حينما يقع في شباك أو سطح المطيرجي ( ص ) فانه لن يكون ملزما بإعادته إلى ( س ) ويكتفي ببيعه في احد محلات سوق المطيرجية ( جمباز ) أمام أنظار المطيرجي صاحب الطير بدون أن تكون له أي ردة فعل تجاه بيع طيره في الجمباز ، أما حالة الحُرم : فتتلخص بالتزام المطيرجية فيما بينهم بإعادة الطيور التي تقع في شباكهم أو على سطوحهم إلى بعضهم البعض بودٍ وسلام ، وخرق هذه القوانين تجعل من المطيرجي غير محترم في مجتمع المطيرجية ، ويعامل بازدراء وبعدم احترام .
لذلك صار لزاما على حكومة العراق الديمقراطية أن تعيد النظر في مشروع تشكيل وزارة تختص بمتابعة شؤون المطيرجية في العراق على شاكلة بقية وزارات العراق مثل وزارة مجلس النواب المختصة بشؤون ( حفاظات ) السيدات في البرلمان العراقي أو وزارة المحافظات وتخصيصاتها الكبيرة ووزيرها الديمقراطي رغم إن ثلاثة محافظات من اكبر واهم محافظات العراق تحت سيطرة داعش .
أو بالإمكان إذا تعذر أمر افتتاح وزارة للمطيرجية أن يتم تشكيل هيئة أو مديرية عامة ترتبط مثلا بوزارة الهجرة والمهجرين باعتبار إن معظم طيور العراق ( الزاجل ) تعود إلى أوطانها مهما ابتعدت المسافة بين موطنها والمكان الذي تُطلق منه وهي وأصحابها المطيرجية أوفى من كثير من ساسة ومسئولي العراق ، أو بالإمكان إلحاق هذه الهيئة أو المديرية بوزارة الزراعة كونها المسئولة عن توفير الحبوب والأعلاف لكل الطيور في العراق لعل المطيرجية في الهيئة الجديدة يُصلحوا الحال الفاسد الذي وصلت إليه الزراعة في العراق ويضعوا حدا للاستيراد الكبير من دول الجوار للمنتجات الزراعية والذي صار يؤثر على دخل مطيرجية العراق ، أو بالإمكان أن تلتحق الهيئة أو المديرية بجهاز المخابرات العراقي أو الاستخبارات العراقية من باب أن يحاول المطيرجية وطيورهم الزواجل إيصال الرسائل المستعجلة ونداءات الاستغاثة للقطعات والوحدات العسكرية التي تحاصرها داعش إلى الجهات ذات العلاقة للمحافظة على أرواح الجنود من ( ولد الخايبة ) الذين يذبحون يوميا بيد داعش .
كما يجب أن يتم تحديد يوما للمطيرجي العراقي يحتفل فيه مطيرجية العراق به عبر إطلاق طيورهم لتلامس وجه الرب في السماء وتحمل الرسائل إلى الله لعله يضع حداً لهذا الهراء الذي نعيشه في عراق يحكمه أمراء الطوائف والحروب ولصوص المال العام وشذاذ الآفاق .
تحية إجلال وتقدير لكل مطيرجية العراق لأنهم الشريحة الوحيدة في العراق التي لم تتلوث بأدران الطائفية البغيضة التي اجتاحت العراق وأهله .