علمتني الحباة دروساً كثيرة ، تجاوزت حدود مايمكن أن يحمله العقل ! عقولنا نحنُ الّذين تجاوزنا الستين وأين ؟ في العراق .. حروب وحصار وأهوار من الكذب وجبال من الرياء وبحيرات من النفاق وغابات من المجاملات الفارغة .. لكننا نسينا أنها تسجل بدقة في سجلٍ خالد سيعرض علينا حرفاً حرفاً .. من الممكن أن يغفر الله لكذابٍ ممازح أو ما يسمى خطأً الكذب الأبيض .. لكني أسأل كيف يتعامل الرحمن مع كذابٍ يكذب بلا حياء على ثلاثين مليون إنسان بينهم ملايين الأطفال والمرضى واليتامى والمقعدين والأرامل والعجائز والشيوخ ؟ .. والكذب لدى هذا الكذاب الذي تبوأ منصب الناطق الاعلامي لوزارة الكهرباء سيحسب عليه يوم القيامة بالفولتية أو بالميغاواط ! وتبدأ مراحل تعذيبه في جهنم بالواط ثم بالأمبيرية .. وتختم بإذن الله بصعقه بثلاثين مليون ميغاواط .. ظهر هذا الكذاب قبل عام بدون خجل من على شاشة العراقية ليبشر العراقيين بإنَّ مشكلة الكهرباء ستحل في نهاية عام 2017 ثم صحح الخطأ وقال في نهاية عام 2018 أي بعد تولية كذاب آخر غيره منصب الوزارة لأنه سيذهب بلا أدنى شك إلى عمان أو لبنان أو دبي .. العراقيون ينتظرون رمضان الخير ودرجة الحرارة تصل الى أكثر من 50 درجة والفقراء حائرون بين المولدات والكاز والوطنية و( فصلت ) و ( متتحمل) ويكاد نومهم يشبه يقظتهم .. لماذا لايقول هذا الناطق الاعلامي الحقيقة ويعلن أن الكهرباء في العراق مسألة غير قابلة للحل إلى الأبد وأننا سنعود إلى عصر اللالات في الشتاء القابل .. أم أن الوزارة ستتحول إلى وزارة المولدات بدل وزارة الكهرباء ..ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير