23 ديسمبر، 2024 4:27 ص

وزارة الموارد المائية لا تهش ولا تنش

وزارة الموارد المائية لا تهش ولا تنش

في جميع دول العالم هناك وزارة للموارد المائية, تختص في السياسات المائية الداخلية وكيفية تنظيمها وكذلك سياسات الموارد المائية التي تأتي من خارج الحدود لتستغلها بالشكل الأمثل حيث توفر طاقات خزنيه كبيرة وإمكانات متعددة من اجل استثمار الطاقة المائية وتوزيعها بالشكل الصحيح عبر خارطة مرسومة لها وفق قانون متزن..
إلا إن وزارة الموارد المائية العراقية نراها تعمل وفق ما يمليه عليها مجرى النهر وما تفرضه عليها السيول المتدفقة من خارج الحدود.. حيث لم يكن ضمن مرتسماتها أو مخططاتها إي مشروع يمكنها من احتواء أزمة المياه وكيفية التعامل معها خاصة وأن الأزمات المائية في العراق مستمرة دون إي استقرار ملحوظ منذ سنوات,, ففي فصل الصيف نجد تفشي ظاهرة الجفاف والتصحر تعم البلاد من أقصاه إلى أقصاه فيما نجد السيول والفيضانات وكثرة الإمطار في بعض أيام الشتاء هي السائدة في اغلب مواسمها, ورغم هذا وذاك إلا إن الحكومة نراها مكتوفة الأيدي لا حراك لها في هذا الاتجاه إي لا تخطط أو تعمل بمنهاج إستراتيجي تستطيع من خلاله استغلال هذه الظروف المناخية من اجل مصلحة البلاد.. مليارات الأمتار المكعبة من الماء الصالح تهدر سنويا وتذهب بلا فائدة تذكر إلى الخليج المتنازع عليه تاركته خلفها ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية تشكو الجفاف ناهيك عن عدم الاكتفاء منه في حياة المواطنين وما يعانوه من شدة الضعف في هذه القضية..
منذ سنوات ووزارة الموارد المائية لا تهش ولا تنش في برنامجها المائي فقد اكتفت بالتغريد على صفحات التواصل الاجتماعي محذرة مواطنيها من خطر السيول وارتفاع درجات الحرارة فقد.. في سنوات الجفاف الأخيرة اكتفى وزير الموارد المائية وحاشيته بالزيارات الميدانية والوقوف على اغلب السدود والخزانات الطبيعية التي أنقذنا بها الله ولولا تدخله سبحانه لكان حال العراق أسوء من جفاف الربع الخالي أو أواسط إفريقيا.. كان الوزير ومن معه يكتفون بأخذ السلفيات في تلك الأماكن ليحصلوا على أكثر عدد ممكن من اللايكات وسمايلات الحب من قبل بعض متابعيهم..
متى يدرك القائمون إن معركة المياه اشد واقسي من معركة داعش كونها تستعر نارا في قلوب الناس.