22 ديسمبر، 2024 2:45 م

وزارة المركة العراقية

وزارة المركة العراقية

المركة العراقية أكلة عراقية بامتياز لكن تتداخل في مكوناتها أشياء محلية وأخرى من منشأ هندي وآخر صيني، وتتعدد مناشيء مكونات المركة العراقية لتكون خصوصا في ايامنا هذه من دول جوار مثل تركيا وايران والسعودية وأخرى تصدر للعراق محتويات المركة معلبة وجاهزة وهي لا تطبخ المركة في مطابخها. ورغم كل المحتويات الدخيلة على بيئة المركة العراقية، إلا إن شعار “تبقى المركة على زياكنا” هو عنوان الفخر والوطنية. أمريكا مثلا لديهم الشوربة والصوص لكن ليس لديهم مثل المركة العراقية. ورغم وجود مفردة للمركة باللغة الانجليزية في معجم مفردات اللغة الانجليزية (أوكسفورد)، إلا أن المركة المعنية (بروث) تترجم بحساء رقيق وليست بثخن المركة العراقية.
قضايانا العراقية ثخينة جدا، وليس فقط مرقتنا هي الوحيدة معروفة بالثخن. تشكيل الحكومة الجديدة، التي يتفاخر بها بعض المغفلين والبسطاء والعملاء في العراق، مثلها مثل المرقة، جاءت بعد عسر ولادة ويأس وطول انتظار وانسداد سياسي ومظاهرات واحتجاجات ووقفات اعتصام امام مبنى البرلمان واستقالات برلمانيين وانسحابات من العملية السياسية واقتتال، محملة بنوعيات من الوزراء راهنت اميركا ودول اوروبية وشرقية على توزيرهم رغم انف اي عراقي من سياسي الصدفة وهؤلاء بالطبع اختيروا ليبقوا وزراء في اكثر من وزارة تشكل لكي يقدموا الخدمات لتلك الدول التي جعلت منهم وزراء. المتتبع للأسماء التي قدمت لشغل المناصب الوزارية يرى بوضوح عدم اختيار اي وكيل لأي وزارة لكي يصبح وزيرا بإستثناء وزير واحد كان يعمل بصلاحية وكيل وزير قبل ان يصبح وزيرا في هذه التشكيلة الجديدة. الوزراء الثلاثة الذين بقوا كوزراء في الحكومة الجديدة كانوا قد تسلموا موافقة مبدئية وضمان سلم لهم في زياراتهم لواشنطن باستمراهم كوزراء في اي حكومة تتشكل. أما الوزيران السابقان اللذان احدهما شيعي والآخر سني، فقد تمكنوا بقوة كتلهم فرض اسماءهم وبقوة على الرئيس المكلف محمد شياع السوداني. كعراقي لا ارى اي بوادر امل في تشكيلة الحكومة الجديدة وانا ارى الوزير دخيل على وزارته بما امتلك من خبرات عملية وادارية لا تذكر وشهادات مزورة لا تؤهله لان يقود قطيع من الاغنام مكون من ثلاثة نعجات. مصير هذه الحكومة كغيرها مثل مصير المرقة العراقية ، لا ينتفع منها لوحدها بدون تقديم الخبز او الرز معها.