وأخيراً.. اعترفت وزارة الكهرباء بأن هناك بعض الموظفين يتسلمون رشوة مقابل التلاعب بتجهيز الكهرباء لهذه المدينة أو تلك داخل مناطق بغداد خاصة، إذ إن أغلب المحافظات تتمتع بـ”بحبوحة” كهربائية لا مثيل لها في بغداد، حيث أن تجهيز بعض المحافظات يكون طوال ساعات اليوم!
كما اعترفت وزارة الكهرباء يوم 24 شباط، على لسان المتحدث باسمها، بأن بعض العاملين في توزيع الكهرباء يتعرضون لتهديدات إذا ما تم قطع الكهرباء عن هذه المحلة أو تلك!
نقول.. حسناً، بعد اعتراف وزارة الكهرباء هذا ولو أنه جاء متأخراً، ما الذي فعلته الوزارة إزاء أولئك الذين تسلموا رشوة أو أولئك الذين يهددون بعدم قطع الكهرباء عن مناطقهم؟.. لم نسمع أو نقرأ شيئاً عن قيام الوزارة بمعاقبة “المرتشين” ليكونوا عبرة للغير! إذ أن الوزارة بفعلها هذا مثل الطبيب الذي يشخص حالة المريض من دون أن يمنحه الدواء!
اعتراف وزارة الكهرباء هذا كان قبل نحو خمسة أيام، ونعترف نحن بأنه خلال يومين من اعتراف وزارة الكهرباء ذاك، كان التجهيز في أغلب مناطق بغداد جيداً وكان بمعدل ساعتي قطع مقابل ساعتي تجهيز، لكن خلال اليومين الماضيين “عادت حليمة إلى عادتها القديمة”، إذ أصبح القطع أربع ساعات مقابل ساعتي تجهيز وخاصة في المساء حيث تزداد ساعات القطع، وذلك بالتأكيد لأن وزارة الكهرباء لم تتخذ إجراءات حاسمة بصدد أولئك المتلاعبين بالتجهيز “ومن أمن العقاب أساء الأدب”!
وإزاء هذه الحالة نضع أمام الوزارة مقترحاً ربما سيحد من تلاعب “المتلاعبين” بالتجهيز مقابل “رشوة” من أصحاب المولدات الأهلية الذين غالباً ما يتفقون مع بعض ضعاف النفوس في وزارة الكهرباء لزيادة ساعات تجهيز هذه المنطقة بالكهرباء الوطنية على حساب منطقة أخرى، وهذا هو السبب الحقيقي بتجهيز بعض المناطق بأكثر من 16 ساعة، في حين مناطق أخرى في بغداد لا تجهز إلا بست أو سبع ساعات يومياً!
عموماً.. نقترح على وزارة الكهرباء نشر جدول بساعات القطع اليومي على موقع الوزارة الالكتروني بشكل يومي ليطلع عليه المواطن ليعرف عدد ساعات التجهيز والقطع في منطقته السكنية، مع وضع رقم هاتف يتصل عليه المواطنون إذا ما لمسوا أن هناك تلاعباً في ساعات التجهيز.
وبتطبيق هذا المقترح ستكون هناك عدالة في التجهيز، مع تمنياتنا لوزارة الكهرباء بنجاح تجربتها الاستثمارية التي نتمنى أن تطبق بسرعة في كل مناطق بغداد، لأن المواطن بدلاً من دفع عشرات الآلاف من الدنانير لصاحب المولدة مقابل تجهيز متذبذب للكهرباء، ليدفعها أفضل لوزارة الكهرباء التي تجهزه بكهرباء مستقرة وطوال ساعات اليوم!!
نعم.. وزارة الكهرباء تعمل بكل جهودها لتوفير الكهرباء، لكن هناك بعض ضعاف النفوس من الموظفين الذين “يسرقون” جهود وزارة الكهرباء من خلال التلاعب بساعات التجهيز في هذه المنطقة السكنية أو تلك، مع تمنياتنا بالتوفيق لوزارة الكهرباء ومشروعها الاستثماري!!
نقلا عن المشرق