23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

وزارة الكهرباء … الاداء المتدحرج … وتراجع المواقف

وزارة الكهرباء … الاداء المتدحرج … وتراجع المواقف

خرجت علينا وزارة الكهرباء منذ ايام بقرار غريب مفاجئ يمثل تراجعنا عن مواقفها السابقة وتصريحات المسؤولين فيها بشأن المضي بقوة في اجراءات تنفيذ مشروع الشراكة بينها وبين شركات القطاع الخاص في اطار توزيع الطاقة الكهربائية … وخلاصة القرار الذي سربته الوزارة بشكل خجول ونسبته الى احد مصادرها الى احدى الوكالات الاخبارية الاعلان عن تخليها عن مشروع الشراكة مع الشركة المستثمرة في محافظة ذي قار والاتيان بمشروع بديل عنه تديره مديرية توزيع الكهرباء في تلك المناطق وانه تجربة بديلة في مناطق محددة يسير بشكل منفصل عن الشركات الاستثمارية لبيان مدى قدرتها على ادارة كهرباء المحافظة بعيداً عن الاستشمار .

وبعيداً عن ابعاد القرار وخلفياته الذي ضرب عرض الحائط تصريحات رئيس الوزراء لاكثر من مرة بأن المشروع يمثل حلاً مقنعاً سريعاً لازمة الكهرباء المستعصية منذ سنوات فأن الاجراء المذكور يعكس حالة التخبط في رسم سياسة الوزارة الصحيحة ونكوص عن فقرات الصيغ التعاقدية التي ابرمت مع تلك الشركات التي انيطت بها مهمة توزيع الطاقة سواء في العاصمة او المحافظات الاخرى … كما انه يمثل اذعان للرفض غير المبرر للمشروع بالمحافظة الذي تقف خلفه وتغذي تظاهراته من حين لاخر جهات سياسية معروفة تستهدف اسقاط هيبة الدولة ومشاريعها المختلفة .

اتساءل … ويتساءل معي الكثيرون هل اصبح المواطن حقل تجارب لدى بعض الوزارة التي اخفقت في مجالات عملها والتي فشلت جمعيها في ايجاد الحل … اتقوا الله يا وزارة الكهرباء في اجراءاتكم وقراراتكم الارتجالية التي لا تستند الى ارضية قوية بعد ان ارتميتم في المضي بالمشروع دون تهيأة الاجواء المناسبة لكي يقبله المواطن ويساعد في انجاحه اذا كان يهدف الى تطوير قدرات ايصال الكهرباء الى داره بعد ان ضاق ذرعاً بأنقطاعها المستمر خاصة خلال اجواء اشهر الصيف اللاهبة .

ولست بصدد الدفاع عن المشروع وشركاته المستثمرة بقدر دفاعي عن المواطن الذي ذاق الامرين من سوء خدماتكم اعود لاناقش ابعاد قراركم الذي هو تنصل عن الالتزامات المتقابلة … التي لجأتم اليها دون تمحيص ودراسة النتائج التي افرحتكم بعض نجاحاتها في احياء العاصمة المستقرة وشجعتكم على تطبيقه في المحافظات وهو حق يكفل لوزارتكم الدخول بمشاريع تطوير واقع الحال المتردي .. فأقول أليس من الاجدر والافضل والانسب المبادرة الى تشكيل وفد هندسي وفني تناط رئاسته بالامانة العامة لمجلس الوزراء ليأخذ قوته المعنوية الفعالة والاجتماع مع المحافظين و رؤساء واعضاء مجالس المحافظات وشيوخ العشائر والوجهاء والشخصيات البارزة للوقوف على تبريرات رفضهم للمشروع الذي تحدثتم كثيراً عن منافعه وفوائده الكبيرة للمحافظات والمواطن على حد سواء والاستماع الى وجهات نظرهم وايجاد المعالجات الانية السريعة لتلافي الاخطاء بدلاً من رمي الشركات المستثمرة وتركها تواجه مصيرها لوحدها المحفوف بالخوف والمخاطر وفق مفاهيم “اذهب انت وربك يا موسى ” وبدلا من اتخاذ قرارات تعيدنا الى الربع الاول وانتظار ما تسفر عنه من نتائج … وكأن الموضوع حقل تجارب وتلاعب بعواطف الناس ومشاعرهم .

كما اقول لكم بكل صيغ الاحترام ان قراركم البائس قد يشجع بقية المحافظات بالاصرار على الرفض المتعنت التي تقف خلفه الاجندة والصراعات السياسية بين الكتل والاحزاب في اطار السيطرة على الشارع لدواعي الانتخابات النيابية والمحلية المقبلة دون فهم بعض الحقائق المتمثلة في تقليل الضائعات وانخفاض الاحمال وانارة الشوارع وتأهيل الشبكة وايجاد فرص عمل للعاطلين وهي تمثل مطالب المواطن الطيب البسيط المقتنع بأبسط ضرورات الحياة ومؤشرات ايجابية للتطور الجديد اذا اقترنت بالمتابعة الميدانية الدقيقة واتخاذ قرار شجاع بفتح قنوات الحوار المثمر للوصول الى النتائج المرضية ونزع هاجس الخوف من الشركات المستثمرة في هذا القطاع او القطاعات الاستثمارية الاخرى التي تمتلك رأس المال الجبان الباحث عن اجواء الاستقرار والابتعاد عن التقلبات السريعة المفاجئة .

ايها السادة المسؤولين في وزارة الكهرباء … اتعبتنا مشاريعكم غير المجدية بالرغم من انفاق عشرات المليارات من الدولارات عليها … وارهقتنا تقلبات توجهاتكم … واصبحنا حقل تجارب يتقاذفنا فلان .. وعلان دون رحمة دون ان نصل الى بعد امتار من جرف الامان …

اتقوا الله …