23 ديسمبر، 2024 6:59 ص

وزارة الكهرباء … الاحاديث والتصريحات الرنانة الطنانة غير المسؤولة

وزارة الكهرباء … الاحاديث والتصريحات الرنانة الطنانة غير المسؤولة

مرة اخرى … لم اتبع في كتاباتي في يوم ما اسلوب تسفيه اراء واحاديث الاخرين لان ذلك يفقتر الى ابسط الشروط الموضوعية لادبيات النقاش والحوار ويكرس الرؤية بعين واحدة تجاه الاحداث وتفاعلاتها التي وقع الصحفي والاعلامي في اتونها شاء ام ابى رغماً عنه انطلاقاً من كونه يتعايش مع ابناء بلده وقريبا منهم يلتمس احاسيس مشاعرهم واوجاعهم …

ان ما دفعني لكتابة هذه السطور هو حيثيات حديث الناطق الرسمي لوزارة الكهرباء في الجوانب المتعلقة بالاعلام حصراً خلال الحوار الذي اجرته معه قناة ان.ار.تي التلفازية الفضائية الذي اعتقد انه جانب الحقيقة في ايضاح مهمات تنشيط العمل الاعلامي لانجاح اي مشروع و تنصل به هو و وزارته عن مسؤولياتهم الاساسية ورمى بالكرة في ساحة المواطن المنتفظ او الشركات الاستثمارية التي لست بصدد الدفاع عنها اطلاقاً وليس لي بها ناقة او جمل .

خرج علينا الناطق الرسمي لوزارة الكهرباء الذي كانت تصريحاته بلاء من بين ما ابتلت به الوزارة بأعتقاده ان الرسائل النصية واستخدام الفيسبوك والمشاهد التمثيلية التي لا نسقط اهميتها هي وحدها الكفيلة بخلق الرضى والاطمئنان لدى المواطن وتكوين الرأي العام الواسع المتفاعل مع توجيهات الحكومة والوزارة خاصة في مثل مشروع الشراكة والخدمة والجباية الذي له تماس مباشر مع خدمات المواطنين والبلد بأكمله بدلاً من استخدام ثقافة ومنهج الاقناع الذي هو وحده يوصل الى النتائج الجيدة ويخلق ارتفاع الارتقاء بالمشروع وقبوله لدى الناس .

ياسيدنا الكريم … ماذا يفعل المهندسون والفنيون والاداريون والاعلاميون العزل العاملون في تلك الشركات الذين تعرض البعض منهم وخاصة في ذي قار لاطلاق الرصاص وتعرض مدير كهرباء المنطقة الجنوبية للاهانة والاساءة البالغة الذي اراد مع موظفي الشركة المستثمرة في محافظة البصرة شرح المشروع واهدافه واتهمتهم ووصفت عملهم في حديثك بالبدائي وغير المثمر والمؤثر واختفوا وهربوا بجلدهم امام افعال مجاميع غاضبة يحملون العصي ويطلقون التهديد والوعيد لغاية في نفس يعقوب من بينهم المتضرر والمنفذ لاجندة سياسية لتأجيج وتأليب الشارع لدواعي انتخابية بعيدة اسقطت من حساباتها المنفعة الوطنية ومصلحة البلد وفضلت مصالحها الشخصية الانانية الحالية والمستقبلية لكسب المغانم والمناصب والمسؤوليات المرتقبة .

ماذا فعلت … يا سيدنا الناطق الرسمي انت و وزارتك لحماية هؤلاء الموظفين العزل الذين يقدمون خدمات عامة بغض النظر عن الراتب الشخصي سيما وان اكثرهم موظفين لدى مديرياتكم اعيرت خدماتهم للعمل مع تلك الشركات التي تحملت دفع اجورهم … وهل شاهدت فعل البعض الذي نشرته مواقع التواصل الاجتماعي التي تتابعها في تكسير الاجهزة والمعدات في منطقة الغراف الذي هي ملك الشعب وليس المستثمر او الوزارة ومن موجودات المال العام التي لم تثر بك العزم الاداري في متابعته والوقوف على ابعاده .

هي اسئلة تطرح نفسها امام اي منصف … هل استخدمتهم سلطة قوة القانون التي بحوزتكم … ؟؟؟ وهل قمت بزيارة تلك المحافظات الرافضة لمشروعكم الجديد الذي جعلتم منه الفانوس السحري لحل مشكلة ازمة الكهرباء المستعصية … وهل فتح حوار مثمر مباشر مع الرافضين ومع الواقفين خلفهم ومع الوجهاء وشيوخ العشائر الذين لهم بصمة التأثير هنالك ومجالس المحافظات للوقوف على اسباب وخلفيات رفضهم المتصاعد يوماً بعد اخر وكلما اقتربت ايام الانتخابات البرلمانية والمحلية بدلاً من اطلاق القنابل الضبابية لتبرير الفشل الذريع في معالجة ازمة الكهرباء بالرغم من المليارات التي صرفت على مشاريعكم الانتاجية الفاشلة وخلق الارضية الجيدة لقبول المشروع الذي تتقاذف جوانبه التهم المتعددة كما تقول في حديثك … وهي كلها تساؤلات مشروعة تهدف الى الوصول الى النتائج الافضل والسير بالبلد والمواطن الى بر الامان على حد سواء .

واريد ان اسألك بتجرد … هل ان واجب الشركات القيام بحملات الترويج الاعلامية لقبول المشروع ام ان الامر الاساسي مناط بكم حصراً بأعتباركم المؤسسة الحكومية التي تقود الانتاج وضمان انسياب التيار الكهربائي بكل مفاصله ام انه يقع في اطار صيغ التفاهم المشترك مع الشركات المستثمرة لخدمة المواطن والبلد بدلاً من اللجوء الى حقل التجارب واستخلاص النتائج كما فعلتم في اجرائكم الجديد في بعض مناطق محافظة ذي قار والذي خلق اجواء الخوف والتردد لديها وجعلها تشعر انها تدافع باعلامها عن الوزارة بدلاً من دفاعها عن المشروع الذي تبنته الدولة برمته .

العبد الفقير الى الله سبحانه كاتب السطور والمحب لكم والذي يقدر بأعتزاز عالي جهود المهندسين والفنيين والعاملين في مديريات وزارتكم وتضحياتهم السخية الذي عمدت بالدم ونضح العرق في ايام الصيف اللاهبة والشتاء الباردة وفي احلك الظروف والصعاب اذ يضع هذه الملاحظات امامكم لتصحيح مسارات طروحاتكم … عسى ان تكون نقطة في جدار البناء وخدمة لبلدنا الحبيب والمواطن .