23 ديسمبر، 2024 1:49 ص

ابنتي في الصف الثالث الابتدائي ذهبت الى مدرستها وهي فرحة ببداية العام الدراسي الجديد كي تستلم كتبها الجديدة لكنها عادت حزينة لعدم توفر الكتب في مدرستها ؛ متساءلة هل يعقل ان سنة كاملة غير كافية لطباعة الكتب المدرسية ؟ ! تساؤل هذه الطفلة يؤشر على مكامن الفشل الذريع الذي منيت به وزارة التربية وهو عدم توفير الكتب المدرسية لكافة المراحل الدراسية والذي لايحتاج الى كثير من الجهد والعبقرية والفلسفة والتأويل والأخذ والعطاء بل يحتاج الى همة ومسؤولية وحرقة قلب على جيل متعلم يقع على عاتق هذه الوزارة ؛ لكنها لم تأبه بهذا الأمر وراحت تبحث عن ” كومشنات ” ومنافع شخصية بعيدة كل البعد عن عملها التربوي والأخلاقي كل الحجج التي تتحجج بها الوزارة هي حجج واهية لاتصمد امام الواقع ولاتبرر أفعالها الشنيعة بحق الطلبة ؛ فتارة تقول ان الوزارة جهزت الكتب والخلل يقع على المديريات لعدم تسلم حصصها من الكتب وتارة أخرى تنفي وجودها وتعزو السبب لعدم توفر السيولة النقدية لطباعة الكتب ؛ هذه الحجة الأخيرة رد عليها اصحاب المكتبات العراقية واعلنوا امام الملأ انهم قادرون على طباعة كافة الكتب ولكافة المراحل الدراسية ولديهم مطابع حديثة جدا تفوق المطابع التي تعاقدت معها الوزارة في عمان وانهم على استعداد تام على تزويد الوزارة بطريقة الدفع بالآجل وأكدوا ان مطابعهم العملاقة تعرضت للتلف لانها لم تقم بالطباعة منذ زمن بعيد ؛ حيث ارجعوا اسباب ابعادهم لوجود مافية مسيطرة على الوزراة يديرها شخص بعيد كل البعد عن هذا الإختصاص !لو كانت الوزارة حريصة على المال العام وفعلا تعاني من عدم توفر السيولة المالية لما تعاقدت مع الشركات الأردنية ولما رأينا الكتب منتشرة في السوق السوداء بكثرة ؛ كان الأولى بها ان توجه مديرياتها بالاحتفاظ بالنسخ القديمة وتوزيعها على الطلبة بالعام الجديد تفاديا لهذه الاشكالات التي وقعت بها ؛ 
الطباعة الجديدة والطباعة القديمة معاناة جديدة تعاني منها المدارس العراقية هذا العام إضافة الى معاناة الدوام الثلاثي وشحة الابنية المدرسية وانتشار المدارس الطينية وملف المدارس الحديدية وانخفاض المستوى العلمي 
الان يفترض ان يتم إجراء امتحان الشهر الأول من هذه السنة الدراسية لكن المعلمين والمدرسين حائرون بين المنهج القديم والمنهج الجديد وايهما أفضل وهم غير قادرين على محاسبة طلبتهم لان المناهج غير مكتملة ؛ وان المختصين يؤكدون ان التعديلات على المناهج الجديدة هي عبارة عن رتوشات وتقديم وتأخير بالعناوين ليس الا وما هي الا حالة من التخبط وعدم قدرة على اتخاذ القرارات الصائبة التي تؤدي الى تحسين صورة التعليم في العراق فتارة تجمع ثلاثة كتب في كتاب واحد وتارة اخرى تعود للتفريق ؛ وهي لاتستحق هذا الإرباك الشديد الذي حصل في المدارس واثر سلبا على مجريات التعليم لهذا العام ؛ وزاد الوضع سوءا لا اعرف هل هي مصادفة ام هي مؤامرة على الشعب العراقي ان يتم اختيار وزراء الثقافة والتربية وهم بعيدون كل البعد عن هذا الاختصاص وكذلك يمتازون بالفساد المالي والاداري العلني واحدهم ثبت انه من الارهابيين الكبار والآخر من الفاسدين الكبار ووزيرنا الحالي ليس بعيدا عن هذه التهم ان لم يبرر موقفه بالأدلة الواضحة التي تثبت براءته 
هذه الأفعال التي قامت بها الوزارة كأنها مقصودة ومدروسة لزراعة كره المدارس في نفوس الطلبة ؛ كيف يستطيع الطالب شراء الكتاب المدرسي من السوق السوداء وهو إبن لأب شهيد ويعيش في بيوت ” التنك ” مع عائلة تعاني من الفقر والحرمان ! حين تتحول المناهج الدراسية الى كتب يتم تحميلها بطريقة الــ pdf عندئذ يحق لنا تسمية وزارة التربية بوزارة الـــ pdf .