23 ديسمبر، 2024 9:50 ص

وزارة الشباب والرياضة، للشباب أولا

وزارة الشباب والرياضة، للشباب أولا

الشباب أهم عنصر مجتمعي في البلدان، وتعرف بشبابها أو شيخوختها، من نسبة الشباب إلى عدد السكان الكلي في ذلك البلد، فيما لو استغلت ووفرت لها الدولة مستلزمات النجاح، سيقوم الشباب ببقية الدور، وستكون نتائجه عظيمة، تصب في مصلحة المجتمع والبلد ككل.
برغم الحروب المستمرة والأمراض المجتمعية، يبقى العراق من أكثر بلدان العالم شبابا، بنسبة تتعدى 60%، وبذلك تكون مادة الشباب متوفرة، عكس بعض الدول التي تعاني الشيخوخة كألمانيا مثلا، فهي مستورد رئيسي للشباب من كل دول العالم.
هذه النعمة إن لم نحافظ عليها، ستزول في يوم ما، حالها حال كل النعم الأخرى، فلَم تكن هناك إستراتيجية واضحة للشباب خلال السنوات الماضية، البطالة تمثل نسبة عالية منهم والأمراض المجتمعية، تأخذ نسبة أخرى، ووقت الفراغ القاتل، يلتهم الجزء المتبقي، إن لم يلتحقوا بعصابات الجريمة، أو المؤسسات الإرهابية العالمية.
وزارة الشباب والرياضة معنية بهذا الأمر، أكثر من غيرها من الوزارات الأخرى، كالتربية والتعليم العالي والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية، لأنها “أعلى جهة حكومية تعنى بقطاع الشبـاب الرياضة في العراق، وتكون مسؤولة عن وضع ومتابعة تنفيذ السياسة الشبابية والرياضية”، حسب المادة 2؛ ثانيا من قانون الوزارة.
ولأنها تهدف الى “إعداد الشباب وتحصينهم وحمايتهم وتأهيلهم فكرياً وسياسياً وعلمياً واجتماعياً وثقافياً ورياضياً وتوجيه طاقاتهم ومواهبهم نحو المســاهمة في بـناء العراق والتعبير عن روح المواطنة العراقية الصالحـة واحترام القانون ونبذ العنف وإشاعة ثقافة احترام الرأي والرأي الآخر”، حسب المادة 3 أولا من القانون.
الطريقة الأفضل التي يمكن أن تخدم الوزارة شبابها، من خلال توفير المؤسسات التي تحتضن الشباب، وحاليا المؤسسات قليلة جدا، نسبة لعدد الشباب، وبذلك لا تستطيع خدمة الشباب مهما صرفت من ميزانيات ضخمة بدون وجود المؤسسات.
بالرغم من أهمية المنشآت الرياضية العملاقة، كالمدن الرياضية والملاعب الكبيرة، لكن يجب أن تكون هناك أولية في بناء المنشآت التي تخدم الشباب أولا، كالمنتديات والمسابح والساحات الرياضية الصغيرة، المنتديات التي تهتم بالأنشطة النسوية.
في السنوات الماضية صرفت المليارات، على ترميم منشآت متهالكة أصلا، لا ينفعها التصليح، وصرفت مليارات على نشاطات لها علاقة بأنشطة سياسية، أكثر منها شبابية، واليوم نتطلع أن يكون التغيير لغرض خدمة هذه الطبقة العريضة والمهمة جدا من أبناء الشعب العراقي.