23 ديسمبر، 2024 3:32 م

وزارة الزراعة العراقية … إلى أين … ؟ هل تحوّلت الوزارة إلى … ورشة للحرفيين ؟؟

وزارة الزراعة العراقية … إلى أين … ؟ هل تحوّلت الوزارة إلى … ورشة للحرفيين ؟؟

كنا نتغنى طربا ونحن نستمع إلى أغنية ( يا عشك الكاع ) … كنا نفتخر ونباهي العالم أننا بلد زراعي يزهو بوزارة الزراعة على رأسها وزير يمتاز بالمهنية يدير الشؤون الزراعية من موقع متعارف عليه بالبساطة مكتب لا يتعدى الغرفة الواحدة … وسكرتير ينظم وينسق الأعمال السكرتارية عديدة النشاطات والتخصصات … ورجل أمني أو رجلين من أفراد الشرطة المسلكية … ! والكل منهمك في تأدية واجبه خدمة للمصلحة العامة ( أولا وأخيرا ) بلا أطماع ولا نوايا مغرضة أو دوافع دنيئة … كان العمل يجري بكل انضباط … ويتمتع المدير العام ( في حينها ) بصلاحياته دون تأثير مزاجي يثقل مهامه أو تدخل مكايد يربك سير العملية الإدارية أو الفنية … كان الوزير … وزيرا بحق يعرف حدوده … بل كان الوزير موظفا خدوما يعي ما عليه وما إليه بلا تجاوز فوضوي ولا استغلال للمنصب أو تسلط للاستحواذ … لم تكن الوزارة في يوم ما ضيعة من ضيعات السيد الوزير أو أي مسئول يعي المسئولية الا في يومنا هذا … هذا اليوم المشئوم الذي يشهده العراق وأبناء شعبه المغلوب على أمره … !

لن يخطر ـ سابقا ـ في بال الوزير … ولن يحلم أبدا أن يكون له ولا لأعوانه طابقا خاصا يتمركز فيه ـ للعبث ـ يتوارى خلف ثلـّته يتعثر في كيفية التملص عن كل من ليس له مصلحة خاصة معهم منتسبين كانوا أو مراجعين … !

وزير اليوم … بلا حرج ولا خجل … بلا وعي ولا استدراك لما يجري حوله… قابع في طابق ( مغلق الأبواب والمنافذ ) في بناية الوزارة ينفرد لعقد صفقات سرية يروّجها له زبانيته … وكأن بوابة طابق مكتبه أصبحت منفذا من المنافذ الحدودية المنقطعة عن الأخبار و النائية عن العالم …!

أبدا لن يمر ـ سابقا ـ في مخيلة معاليه ولا يوما ما أن ينعم بجيش جرار من الحمايات العامة أو الحراسات الشخصية وكأننا في ( هولي وود ) أمام كاميرا ت تصوير فلم من أفلام الكاوبوي …! هل هي خشية أم بروتوكول جديد من البروتوكولات الطارئة … أم يا ترى لفرض ( غطرسة وزير فاشل ) أو( مسئول قذفته تيارات الدخلاء على سياسة آخر زمان … ؟

مهزلتكم … أنكم توهّمتم في سلك طريق يقيم الوزن الاعتباري لمناصبكم ولكل شخوصكم …!

إن كنتم … تلهثون وراء الهيبة … فأي هيبة تأتي والرعاع يحتفون حولك يا أيها السيد الوزير … ؟ هكذا هو حال من لم يخوض غمار تجربة الوظيفة وممن لا يعرف الموازين الوظيفة !

( 1 )

ذهبت وتلاشت ( الهيبة ) ولن تجول في خواطركم الا ( أحلام العصافير ) وأنتم في عصر الديمقراطية بل أنتم من جلب الديمقراطية …تسرحون وتمرحون في وهم من السراب ساقكم إلى الوقوع بأيدي حفنة من الجهلة يخورون بينكم ويتحكمون بكم ومن بين هؤلاء النكرات ذلك ( القائمقام الفاشل ) الذي لم يذق طعما للخدمة الوظيفية ولا لأصولها والمطرود من القائممقامية عائدا يجر أذيال الخيبة إلى مجلس محافظة صلاح الدين … اجل انه الصبي البليد الذي نزح ليصبح واجهة لكم أخذ دوركم وكأنه أفلاطون الوزارة وليتنّعم بنفوذه نتيجة جهلكم في الادارة وعدم معرفتكم بالقيادة … فليس غريبا حين فركت عينيك وفتحتها يا سيدي الوزير وأنت لن تجد من يرشدك الا هذا النفر الضال المتلوّن والمتقمص شخصية الحاج … وتعارف الجميع على انه طفل يناغيك وتناغيه … طفل حالم يتشهّى انتقاء تسلق مناصب الثراء الوظيفية العليا … طفل حاج يتراءى متظاهرا بالمسكنة على أنه بلبل وديع الا أن في دواخله تختبئ وحوش كاسرة وفي جوانبه أحقاد مرضية … حاج يعج بالضلالة ما أن يرصد شخص يسعى لمواجهة سيده الوزير حتى يحمي حماه وينفش شعيرات شاربه ليقف حاجزا منيعا ضد كل من يحلم أن يصل إلى أعتاب مكتب وزيره المحفوف هو الآخر بزمرة مسعورة خلف كواليس موصدة …!

وآخرون كثيرون من ( لملوم ) الشراذم أعجبتك ياوزيرنا ( فخفختهم ) والتفافهم حولك وغرك انتسابهم القبلي والجغرافي إليك .

أليست هذه ( الكب كبة ) تمريرا للاعوجاج … ! وتغطية للمحافظة على استمرار الطغيان واستغفال الآخرين بهذه السذاجة … ؟

كثيرا ما نسمع أن درجة ( الوزير ) موقع وموقف سياسي … وكثيرا ما أوهمونا أن درجة ( وزير ) منصب سيادي يفترض أن يتحلى بالخلق القيادي العقلاني …!

لا أريد عزيزي القارئ الكريم : أن أطيل عليك طرح ما يجري في وزارة الزراعة من أمور مؤلمة فالقاصي والداني يدرك الكثير من مساوئ الادارة في الوزارة والمطلع يعرف على الفور الخلل الكبير الواضح في إصدار الأوامر الوزارية العشوائية الناتجة عن قصر نظر في العمل الوظيفي … حيث جلسات سيادة الوزير

الليلية التي يتصدرها برفقة حاشيته من الخدم والحشم المتنفذين في صنع القرار المصيري للوزارة هم أول المشرعين اللذين يصغي إليهم باستسلام ملحوظ تحت أجواء من الأنس الخاص جدا … ناهيك عن الطارئين من الوصوليين المنتفعين والدخلاء المتوغلين اللذين ساقوا الوزارة إلى الحضيض .

البؤس يزداد سوءا قرّائي الأفاضل : ومكتب الوزير ينتعش بعزلته التامة عن جميع دوائر الوزارة … المكابرة هي السياسة الطاغية في المكتب … والتمادي في الغرور أذهل منتسبي الوزارة في عموم محافظات جمهورية العراق .

( 2 )

طبيعيا جدا ومن المعقول أن يحال موظف قديم على التقاعد … وطبيعيا أكثر أن يعيّن موظف جديد في مقتبل العمر … الا أنه من غير الطبيعي نهائيا ومن غير المعقول أن يحال ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ موظف بدرجة رئيس مهندسين زراعيين أقدم وبالتالي يتم مخاطبة وزارة المالية في مفاتحتها لحذف درجة مرموقة واستحداث درجة بائسة لتحل محلها بديلا تحت عنوان ( حرفي ) لمجرد تعيين مقرّب من مقرّبي مكتب السيد الوزير أو أحد بطانته من محافظة صلاح الدين .

فليس عجبا أن نجد نازحون من محافظة صلاح الدين على وجه التحديد وبامتياز عال يغزون العاصمة بغداد ويحتلون المناصب والمراكز الوظيفية في وزارة الزراعة ومن غير استحقاق لما يتناسب مع التخصص العلمي أو التحصيل الدراسي ولا حتى من ناحية ما يتلاءم مع مدة الخدمة الوظيفية واستبعاد اغلب موظفي الوزارة مع تهميش للكفاءات العليا وإقصاء للكوادر من ذوات الباع الطويل في خدمة البلد . أيعقل أن تكون الوزارة قد خلت من كفاءاتها العلمية ليحل البدائل من فطاحل أميّة صلاح الدين …!؟

إن عدم مراعاة السياقات والأصول الوظيفية أخذت أشكالا غير مقبولة نهائيا ويتعين على المسئولين من ذوي الحس الوطني تدارك الأمر قبل تفاقمه أكثر مما نحن عليه فالمجريات في الوزارة تدور وتتقاذف بين أيدي رهط من الجياع … رهط من صعاليك مسحوقة فاقدة لكل القيم ـ اجتماعيا وأخلاقيا وتكوينيا شاملا بدون استثناء ـ ينحدرون من مستويات شرائح منحطة … قضوا معظم حياتهم في السجون … تحت أحكام غير مشرفة … ! سرّاق امتازوا باللصوصية والتهريب … قطاع طرق محترفين … عصابات ناصرت تنظيم داعش … جذورهم تمتد إلى أيام تنظيمات القاعدة وما زالوا على اتصال مع كل التنظيمات الطامعة إلى تخريب ودمار البلد !

الوزارة … أسيرة ترزح والمسئولين فيها قلقون أمام وزير فاقدا صوابه … وزير سلم أمره لمخلوقات عابثة عبث الصبايا الأحداث لا همّ لها غير الافتراس .

وزير جاهل يعانق الجهلاء … وداء الجهل ليس له طبيب …!

خبرونا يا سادتي القراء وأرشدونا إلى الصواب لما وقع علينا وحل بنا من ساسة اليوم … فأي سياسة وأي سيادة نرجوها بعد هذه المرارة …!

أغيثوا الأمة من هذا البلاء … !

ارجعوا إلى صوابكم … قبل أن ينهار العراق …!