استغربت أم نورس وحملقت في عندما أخبرتها أن هناك وزارة دولة لشؤون المرأة في العراق …ورغم أن أم نورس لا تفقه كثيرا بأمور الوزارات والسياسة – فالمرأة التي تجاوزت الخمسين عاما مشغولة جدا بتوفير ظروف معيشية جيدة لبناتها الخمس بعد أن أصبح أباهن مقعد نتيجة تعرضه لحادث إرهابي قبل عشر سنوات – ومع انشغالها قالت لي وكأنها تكذبني ” أتابع أحيانا نشرات الأخبار وارى وزراء الكهرباء والدفاع والصحة وغيرهم لكني لم أر يوما وزير المرأة ثم هل هو رجل أم امرأة ؟ “
حاولت أن ابرر لها بان وزارة المرأة ليست وزارة كاملة وميزانيتها قليلة لكنها لم تعبء لذلك وقالت : لو كان لنا وزيرة فعلا لفتحت فرع في الديوانية لاستقبال شكاوانا ولما اضطررت أن أجوب دوائر الدولة صباح كل يوم لاستجدي فرصة عمل لابنتي التي تخرجت من الجامعة منذ ثلاثة أعوام وهي عاطلة رغم أننا لا نملك قوت يومنا ……………وراحت تسرد لي مشاكل جمة تواجهها مع بناتها الخمس يوميا ….وبصدق نجحت تلك المرأة القوية والمثابرة أن تغرس في ذهني تساؤلات حول دور وزارة المرأة في محافظتنا …و كمتابعة لما يدور في مدينتي لا اذكر يوما أن هناك نشاطا نفذ للوزارة في الديوانية أو دورة تعليمية أو مبادرة للمساهمة بتسهيل تعيين عدد من الشابات المحتاجات أو فتح مشاغل او مدارس او حضانات توفر فرص عمل للنساء اللواتي يعانين من ظروف خاصة …….
ورغم أني اعلم أن وزارة الدولة لشؤون المرأة لا تملك إمكانيات كبيرة غير أني لم أجد تبريرا لعدم وجود أي مكتب او ممثلة او نشاط للوزارة في محافظتي التي تعد من أفقر المحافظات العراقية وتمثل المرأة فيها نحو 51% من السكان………..يبدو أنها تساؤلات طرحتها أم نورس تلك المرأة النحيلة والتي ملئت التجاعيد وجهها المسمر وبحاجة لإجابات مقنعة من الجهة ذات العلاقة .