7 أبريل، 2024 12:03 م
Search
Close this search box.

وزارة الخارجية ليست دكانا والعمل الدبلوماسي ليس ترفا ومكسبا

Facebook
Twitter
LinkedIn

بسم الله الرحمن الرحيم (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ) صدق الله العظيم

قبل الخوض في قوائم ترشيحات الأحزاب السياسية لتعيين سفراء جدد .. اود ان ابين امرين مهمين

الاول : علينا التفريق بين السياسة الخارجية وبين تنفيذ تلك السياسة وادواتها ، ان السياسة الخارجية تقوم بها السلطات العليا في الدولة من رئيس جمهورية او رئيس الوزراء او مجلس الامن القومي ان وجد ، والسياسة الخارجية هي الوجه التشريعي لادارة العلاقات الدولية لتلك الدولة . اما الدبلوماسية الممثلة بوزارة الخارجية فهي الوجه التنفيذي للسياسة وماهي الا اداة للتنفيذ ليس الا .. والتنفيذ يتطلب جسما دبلوماسيا متعافيا وليس مريضا ( واذا كان الجسم التشريعي مريضا ماالعمل ؟ ) .

الثاني : ان نجاح السياسة الخارجية لأي بلد رهينة بصحة الجسم السياسي وحيويته وصحة المجتمع وحيويته ككل ، فهذا الجسم هو العمق الاستراتيجي للسياسة الخارجية .. والسياسة الخارجية تتطلب عمقا سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا وثقافيا سليما لكي تؤدي دورها وبدون جسما سليما للسياسة وللدول فان حركة الدبلوماسية لأي بلد هي حركة عرجاء ومريضة ولاتتمكن من تنفيذ المهام التي ترسمها السياسة الخارجية لها .

بعد هاتين الملاحظتين دعونا نلتفت الى الوضع العراقي.. فهل تملك السياسة الخارجية واداتها التنفيذية ( الدبلوماسية العراقية ) مثل هذا الظهير المتين ؟ كلا .. فلا يمكن الفصل فيما يدور في داخل العراق عن الدبلوماسية .. فالدبلوماسية العراقية كما قلت مريضة ومعوقة لان الداخل مريض ومعوق .. فالأزمة هي ان العراق جالس في قعر البئر وليس هناك من سبيل للخروج الا باسقاط النظام الحالي وسلطته (وهذا ليس موضوعنا ) فاذا كنت في قعر البئر هل لك من رؤية ما في خارجه .. كلا .. هذا هو وضع العراق الان مع الاسف ..

سؤالي هل يملك الجهاز الدبلوماسي العراقي بعد 2003 تلك الصحة والسلامة المطلوبة كما قدمنا ؟ الجواب كلا .. لان احزاب السلطة الطائفية تتعامل مع وزارة الخارجية مثل تعاملها مع باقي الوزارات العراقية ( فهي كعكة لابد لكل حزب او منظمة او رجل دين او شيخ عشيرة او صاحب حظوة من سياسي الصدفة ان يحصل على جزء من تلك الكعكة ويتزقنبها )..ان الاحزاب الطائفية تنظر لوزارة الخارجية كشركة مساهمة تتفاوت نسبة الارباح فيها بما يملك كل حزب او منظمة من اسهم .. لا يااحزاب السلطة ان الدبلوماسية ليس تكسبا ارحموا العراق يكفيكم خرابا وتقطيعا في الجسم العراقي فما جرته سلطتكم المتخلفة والجاهلة من الخراب لايتم اصلاحه لعقود ..

اسأل هل وزارة الخارجية العراقية ومن خلفها السلطة العميقة تاخذ بالأسس والمعايير التي تأخذها الدول ذات التقاليد الدبلوماسية العريقة في بناء الجهاز الدبلوماسي.. الجواب ..كلا لان السلطة الطائفية تتدخل في جهاز الدولة العراقية وتكون سببا في خرابه .. ولايضاح الاجابة من زاوية اخرى علينا ان نفهم ان مهمة الدبلوماسي كما تعرفها نظريات وعلم السياسة الخارجية هي اولا تمثيل بلاده تمثيل جيد وثانية حماية مصالح بلده .. والكثير يشبه الدبلوماسي بالجندي الذي يحافظ ويحمي ويدافع عن بلاده .. ان اعداد الدبلوماسي لتلك المهمة يتطلب بناءه وتربيته لبنة لبنة ليكون محترفا انه استثمار لكي يتمكن من تمثيل بلده خير تمثيل ويرعى مصالح بلده .. وهذا مالم يحصل في العراق بعد 2003 فلا الدبلوماسي مثل بلاده تمثيلا جيدا ولا هو رعا مصالح العراق !! مأساة كبيرة مع الاسف والحسرة والالم ليس لدينا مثل هذه الفلسفة ان الخارجية العراقية بعد 2003 مدمرة وخربة وصورتها عارية وكشفت عريها الاحزاب الطائفية التي تتعامل مع الخارجية العراقية بمقدار ما تكسبه منها من الوظائف الدبلوماسية ..

نعود الى ماتسرب من قوائم مرشحي السفراء .. من الواضح انها محاصصة وانها اقرباء وعوائل اللصوص ( فليس من المعقول ان يرشح يزن مشعان سفيرا ) وليس من المعقول ان محمد وائل القيسي مواليد 1987 يرشح سفيرا ( عمره 34 الا اذا كان ابوه الحقيقي هو هنري كيسنجر يجب ان نسأل امه معزز ياسين وعد الله طه ) للعلم انا لااعرفه ولم اسمع من هو والده !!! .. او ان بهروز ياسين مصطفى مواليد 1960 يعني عمره 62 بلا تعليق .. وانا لااريد ان ادخل بتفاصيل الاسماء ( فكلهم فضائح ) … وهكذا بقية الاسماء بل ان العديد منهم هو خريج اعدادية وقدم شهادة كلية مزورة … هل من المعقول ان يمثل هؤلاء العراق .. نعم معقول .. فلا نتوقع ان يمثل العراق المريض افضل من هؤلاء المرضى .. نسال هل من هؤلاء المرشحين السفراء اوالدبلوماسين من تم اعداده بشكل جيد اكاد اجزم ان الكثير منهم ليس لديه ابجديات الثقافة السياسية وكثير منهم غير مطلع على التاريخ السياسي للعراق الحديث والقديم ولايعرف شيئا عن الواقع الثقافي العراقي ادبا وشعرا وفنا ، وهل لديه معرفة بالنزاع العراقي الايراني او الازمة مع الكويت اكيد لا ..لايعرف شيء .. قد يجيد البعض من هؤلاء المرشحين كسفراء حضور مراسم العزاء او عمل القيمة في ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام ولااعتراض على ذلك ولكن ليتم ذلك خارج السفارة فالسفارة ليست حسينية لاقامة العزاء فيها ..

هناك تصور خاطيء يحمله الكثير من مسؤولي سلطة مابعد 2003 من ان العمل الدبلوماسي هو ترف وامتيازات مادية ومكسبا شخصيا وجواز دبلوماسي ان هذا التصور خاطيء فالعمل الدبلوماسي هو عمل نبيل وخدمة للبلد الذي يمثله فالامتيازات التي يحصل عليها الدبلوماسي هي ليست شخصية بل هي وسائل اقرتها الاتفاقيات الدولية لتسهيل مهامه وواجباته بدون معوقات وبما يساعد على خدمة بلده وتنفيذ مهامه بسهولة وكفاءة .. اما احزاب السلطة فمبدأها ان الوظيفة الدبلوماسية مكسب لها ولانصارها ولزيادة النفوذ والكسب المادي لها .( وليس هناك افضل من دليل قيام اللص خلف عبد الصمد بأقامة مؤتمر في وزارة الخارجية لذوي الشهداء والطلب من وزير الخارجية تعيين مجموعة من الجهلة كدبلوماسيين .. . تفاهات خلف ) .

ان السفراء العراقيون والدبلوماسيون الكثير منهم ما هم الا هياكل عظمية ليس بها نفس ولاتملك معرفة فكرية او ادارية وليس لديها مؤهلات لادارة السفارة او تمثيل العراق ..

ولااعلم ان كان ذلك من سوء حظ العراق ام كانت مقصودة الغرض منها تدمير العراق وان يأتي وزراء خارجية بعد 2003 حثالات ( زبالة ) مثل هوشيار زيباري وابراهيم الجعفري ومحمد علي الحكيم وفؤاد حسين .. واخيرا انها حلقة واحدة لايمكن فصلها لانتوقع في العراق الخربة ان تكون الرياضة جيدة او الصحة جيدة او التعليم جيد او النقل جيد او الكهرباء جيد او الخارجية جيدة .. وهكذا كلها مهدمة .. ولاسبيل الا بطرد هؤلاء جميعا .. ان محاولة تعيين النواب واقرباؤهم وابناؤهم سفراء ربما شعورهم بان ايامهم اصبحت قريبة على يد الثوار وليكسبوا مغانم اخيرة ولكن نسوا ان ذلك لا ينفعهم لا جواز دبلوماسي او منصب سفير .. ربما سنتكلم عن وزارة الخارجية العراقية المريضة او المحتضرة والفساد والسرقات والدعارة فيها

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب