ماذا يريد الإعلام من خطابنا الخارجي ولأي طريق يريد الوصول؟يكفي خداع ومكر وتلاعب بالحقائق ,قلناها مراراً وتكراراً خطابنا اليوم ليس …كخطاب الأمس ,خطاب تسوده المعرفة والحكمة والتروي في اتخاذ القرار الذي يشير لعمق فهم التحدي في ظل التحديات التي يعيشها البلد ودول المنطقة ,هنالك وراء الكواليس غرف مظلمة لكنها غير خفية لمن يبحث عن الحقيقة ,تقوم بتوجيه الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ليمرر رسالة الى المجتمع الدولي تارة ,والى الرأي العام الدولي تارة أخرى,مفادها أن العراق الجديد لا يمتلك خطاب خارجي متزن لا توجد في مشروعه السياسي رؤية سياسية موحدة,وإنما تحركاته آنية ليست فيها أي عمق إستراتيجي,ولا يستطيع أن يؤثر بإقناع خصومه بما يريده منهم هناك تعتيم أعلامي متقصد وممنهج لتضليل الحقائق وأن لا تنقل الصورة الحقيقية كما هي للعيان, صورة تشوبها الضبابية باستخدام التضليل الإعلامي الذي يعني الكذب والتشويه والخداع والإخفاء للتأثير في اتجاهات الرأي العام من خلال تضليل الحقائق والوقائع بأحدث فنون التسويق الدعائي والسياسي وتقنيات التعامل النفسي باستعمال تكنولوجيا متقدمة إعلاميا لتحقيق أهدافها ,هدف ٌ يقود المتلقي للإيهام من خلال التدليس في المصادر والمعلومات وعرض لمعلومات مضللة بكلمات غير واضحة المصادر وهي معلومات وأخبار غير صحيحة, ولفت الأنظار عن قضية معينة بتسليط الأضواء على قضية أخرى، وحصر التفكير فيها،وتشتيت الانتباه عن القضية الأصلية,وهي قضية شعب يقاتل أعتى إرهاب بالعالم على كافة الصعد …قتال عجز عن فهمه الكثير لأنهم لا يريدون أن يفهموا أن العراقيين لديهم جذور ممتد بالأرض بعمق التاريخ ,ولديهم إصرار على تجاوز المحنة وعبورها ,هناك تضليل بالعناوين ومقدمات الأخبار المعتمدة على المبالغة والتهويل والغموض والمعلومات الناقصة، اشتركت به وبكل أسف قنوات فضائية وإذاعات عرفت بحياديتها على مدار نصف قرن ,بما لا يتفق مع مضمون الخبر أو المادة الصحفية,فما قيمة الإعلام وهولا يمتلك أخلاقيات الصدق والموضوعية والأمانة والنزاهة في نقل الحقيقة للجمهور وأدبيات تعامله مع الحدث هي بمستوى السقوط والانحدار الأخلاقي ,مستخدماً أسلوب القوة الناعمة التي تؤثر ببطء على المضمون في الفكرة ,أنها ضريبة المبدأ في التعامل بشرف ,لأننا لا نستخدم أسلوب الرشا كما كان يستخدمه النظام السابق بشراء ذمم كتاب وإعلاميين الجميع يعرفهم دون ذكر أسماءهم كانت وظيفتهم أظهار النظام بأبهى صوره الجميلة مع شعبه ,صورة الشعب الذي
يعيش أجواء الديمقراطية ويتمتع بحرية الكلمة والتعبير وإبداء رأيه,وأنه المنتخب بشرعية شعبه الذي انتخبه بنسبة 99% بالمائة ,تم أخفاء حقائق كثيرة عن جرائمه ومآسيه التي ارتكبها ,وأهمها جريمة إلغاء هوية الفرد العراقي ,حتى وصلت الرشوة لشخصيات مؤثرة في المؤسسات الدولية و مطبخ القرار الدولي وتجييره لصالحه ولصالح أهدافه العدوانية,وإعطاء تبريرات لأعماله الوحشية التي مارسها في وضح النهار دون رقيب وحسيب عليه,حتى وصل الأمر الى التنسيق مع صحف عربية مؤثرة على مستوى ثقافة القارئ العربي ومراكز للدراسات والبحوث عالمية وعربية رصينة وكل شيء مقابل ثمن وهو يدفع دون تردد ,والثمن فرض أظهار وجوده ضرورة ملحة في المنطقة للمحافظة على أمنها واستقرارها ,وأنه الضمان لتحرير فلسطين مدعوماً بخطاباته وشعاراته,صنع منه الإعلام بطلاً للتحرير وصانعاً للسلام ومهندس من الطراز الأول في تحقيق الانتصارات ,أنها كابونات النفط التي كانت تعطى لكل المساهمين في هذا المشروع الدنيء,لم نجد هناك فضائية عربية رصينة ذكرت حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها العراق وشعبه من مجازر يقوم بها تنظيم إرهابي تحت عنوان الدين,وأن وزارة الخارجية كان لها دور فاعل ومؤثر في تقريب وجهات النظر بين العديد من دول الجوار,وأنها لم تكن تدفع باتجاه الحرب في حل القضايا التي تشهدها الساحة العربية ومتغيراتها,لأنها تعرف حجم ما تخلفه الحروب من انهيار لبنى تحتية,ومآسي إنسانية ,وكان ولا يزال توجهها مع أرادة الجماهير في تقرير مصيرها,وليس التدخل في شؤون الدول الداخلية ,وأن اللجوء للحوار بين الأوساط المتنازعة هو الحل الأمثل لكل أزمة ,لم تعد نظرية غوبلز أكذب …أكذب …أكذب حتى يصدقك الناس ,لم ولن تجدي نفعاً مع إعلامكم الرخيص الثمن البذيء نحن نمتلك زمام المبادرة والقوة بالحق المنتصر وليس بالباطل المنهزم,ورهانكم على حربكم النفسية وأهدافها بعدم قدرة الخارجية على حسم الملف السياسي وتحديات الخارجية ,والتشكيك بعدم قدرة القوات المسلحة والحشد من القتال والتصدي لداعش والبقاء في حالة الدفاع دون الانتقال لمرحلة الهجوم,محاولات يائسة وباتت لعبة فاشلة ,لقد أقنعنا العالم بتقديمنا وثائق وأدلة دامغة بالأرقام تدين أفعال وممارسات الإرهاب وانتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان,وبات المجتمع الدولي يعي معنى الإرهاب وعدم التهاون معه لأنه سيطل عليهم من الشباك أذا منعوه في الدخول من الباب, وأصبح خطابنا أنموذج يحتذى به بين أروقة الأمم المتحدة والمحافل الدولية,أرجعوا لمهنيتكم وشرف مهنتكم كناقلي حقيقة في إعلامكم للشعوب ,واتركوا فلسفة الغث والسمين
والتلويث الفكري وخلط الأوراق,فالمتلقي يعرف جيداً من نحن ,ويعرف جيداً من يريد حرق الأخضر واليابس ليغطي على فشله ,لحسابات كان يريدها فخسر المعركة والرهان .