الثقافة مفهوم واسع يند عن الحصر في بضع كلمات، فهي حصيلة تراكمية للخبرة الإنسانية عبر الإمتداد التاريخي المتواصل ، وهي جماعية لا تنتجها النخبة فحسب وان كانت تقودها وتوجهها، ذلك أن النخبة ليست إلا جزءا من ذلك المجتمع وهي صاعدة متطورة متفاعلة مع ثقافات الأمم الأخرى تأثرا وتأثيرا أخذا وعطاءا.
كنت اسير بخطى ثابتة نحو مقر وزارة الثقافة العراقية التي اعلنت اليوم بدءها بتوزيع منحة الصحفيين والادباء والكتاب والفنانيين والتي طالت كثيرا نظرت من بعيد الى تكدس بشري كبير واصوات عالية وغضب كبير.
عدت ادراجي ليستوقفي الحارس ( استاذ… وين رايح بس لا تكولي استلمت المنحة ) استغربت من كلماته وابتسامته الماكرة واستهزائه … هل ملامح التعب والانهاك والقلق واضحة علي لهذه الدرجة ليكتشفها الحارس بهذه السرعة هل يعلم ان هنالك من ينتظرني لازف له البشرى اني قد تسلمت تلك المنحة التي ربما ليس لها قيمة مادية كبيرة لكنني اسلي نفسي بانني قد كرمت وان الدولة لا زالت تحتفظ بذاكرتها بان المثقفين والادباء والفنانين هم اعمدة الثقافة والبناء الفكري.
،، عدت من جديد وبعد صراع كبير وجهد كبير وصلت الى قاعة توزيع منحة الصحفيين في وزارة الثقافة العراقية توقفت اين انا… ومن هؤلاء… ولماذا هذا الصراخ والعويل ولماذا هذا الحشد من العسس هل تهت من جديد منظر لا يسر واسلوب اقرب منه للاستجداء… هل انا في دائرة امنية ام في منبر الثقافة والفنون والادب … تحدثت مع نفسي هل تظن ان هذا تكريما؟
واخيرا علا صوت احد موظفي وزارة الثقافة اخوان (( تعالوا باجر ))
اعلان توزيع المنحة جاء بكثير من الصحفيين من مناطق بعيد وبعد جهد جهيد وساعات طويلة علا هذا الصوت لينهي ساعات الانتظارمنهم من كان يقف في ذلك الطابورقرابة الثلاثة ساعات ومنهم من تحدى فايروس كورونا ومنهم من تحدى المرض لان الكثير من الزملاء والزميلات كبار في السن وقضوا حياتهم في صناعة الكلمة ليعودوا بخفي حنين متحملين سوء التنظيم وعدم وجود الية مناسبة تحفظ بها كرامتهم وانسانيتهم واقلامهم الشريفة ومهنيتهم العالية فكان التكريم مهانة وتحطيم واذلال للطبقة المثقفة .