23 ديسمبر، 2024 1:49 م

وزارة الثقافة وشبكة ألآعلام العراقي وأقصاء المفكرين

وزارة الثقافة وشبكة ألآعلام العراقي وأقصاء المفكرين

بيان ثقافي يفند مزاعم وزارة الثقافة وشبكة ألآعلام العراقي حول دعم المثقف :
طالعتنا وزارة الثقافة وشبكة ألآعلام العراقي بخبر عن أجتماع بينهما أعلنا فيه تشجيع الدراما ودعم المثقف العراقي ؟
وبغض النظر عن أسماء المجتمعين , فالمناصب أصبحت بعد 2003 م تعطى بالمحاصصة الحزبية لآحزاب السلطة وحواشيهم مع ملاحظة ما يوافق المزاج ألآمريكي , بعد أن كانت قبل 2003 حكرا على حزب واحد وحاشية واحدة , ومن المفيد أن يعرف القراء أن بعض المناصب في كلا الحقلين أعطيت لمن كانوا من حواشي سلطة الحزب الواحد قبل 2003 والذي أظهر عدائية للشعب وللقيم ألآخلاقية والوطنية غير مسبوقة تاريخيا مما جعله منبوذا على كل المستويات بالرغم من فساد من جاءوا بعده من أحزاب السلطة .
ولآن أعلان وزارة الثقافة وشبكة ألآعلام العراقي عن دعم المثقف الذي جاء متأخرا مع ما يحمله من شكوك في مصداقيته نتيجة سلوك أحزاب السلطة الفاشل والفاسد والذي أوصل العراق الى أتون أزمة مالية عنوانها أفلاس الخزينة , والى أتون أزمة أمنية أصبحت من جرائها مدن خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة عصابات داعش , والى أتون أزمة سيادة وطنية يتلاعب بها ألآمريكي بأستخفاف مذل مما جعل أتباع ألآمريكي لايتورعون عن أختراق تراب الوطن كما فعلت تركيا ولا يتورعون عن خلق الفتن الطائفية والتدخل السافر في شؤون العراق الداخلية كما فعلت السعودية وقطر , والتلاعب ألآمريكي وألآستخفاف التركي والقطري والسعودي هو الذي منح عصابات داعش ألآرهابية التكفيرية ومن معها فرصة التمدد في العراق وسورية وسرقة بترولهما بألآف الشاحنات عبر ألآراضي التركية التي أصبحت موانئها تزود ميناء أسدروت ألآسرائيلي بالبترول مما جعل محسن السعدون عضو حزب مسعود البرزاني والنائب في البرلمان العراقي يقول في مقابلة على قناة المنار اللبنانية بأن نفط أقليم كردستان يصدر الى ميناء جيهان التركي ومن هناك تشتري الشركات التي تأخذه الى حيث تريد وذلك في تبرير مبطن لنفي تصدير ألآقليم للنفط العراقي الى أسرائيل , وفرياد راوندوزي وزير الثقافة بالمحاصصة ومن معه ممن هم أعضاء في هيئة أمناء شبكة ألآعلام العراقي بالمحاصصة غير معنيين بالمواقف ألآمريكية والتركية والسعودية والقطرية ومواقف أقليم كردستان العراق تجاه أسرائيل التي يقول وزير أمنها ” يعالون ” : لو خيرت بين أيران وداعش , لآخترت داعش ؟ ثم يقول ألآعلام ألآسرائيلي نقلا عن صحيفة ” يديعوت أحرونوت ” الصهيونية ونقلا عن ضباط أسرائيليين : أن هزيمة داعش أمام الراديكاليين هي نتيجة غير جيدة لآسرائيل , وعلى أسرائيل أن تعمل لعدم تحقق ذلك ؟
أمام هذا التحدي ألآعلامي ألآسرائيلي في ظروف مرحلة تختلط فيها ألآوراق , وتتهيأ لآنتصار محور المقاومة والممانعة الذي كسب الموقفين الروسي والصيني , لانجد للآعلام العراقي عبر وزارة الثقافة وشبكة ألآعلام العراقي سوى ألآنشغال بتدوير وتوزيع المواقع والمناصب التي أصبحت أجترارا وأستهلاكا للوقت والجهود نتيجة العمل على تعطيل كل حيوية ثقافية وأعلامية من خلال أقصاء المثقفين الحقيقيين والمفكرين المبدعين .
ولآن الشعب العراقي اليوم مهموم بأمنه المهدد بألآرهاب والفلتان لعصابات الخطف والسرقة التي وجدت في فساد أحزاب السلطة فرصتها للتمادي والفوضى والعبث والعمل على فقدان الثقة بين الشعب والحكومة التي لم تستفد من دعم المرجعية الدينية والدعم الشعبي من أجل ألآصلاح ومحاربة الرؤوس الكبيرة للفساد , لآن الشعب العراقي طغت عليه هموم ثقيلة وتحديات خطيرة أنسته ما يعاني منه الواقع الثقافي من تسيب وضياع متعمد تمارسه شبكة ألآعلام العراقي ووزارة الثقافة , ولآن شبكة ألآعلام العراقي تمتلك الفضائية العراقية بفروعها وألآذاعة العراقية بأقسامها وصحيفة الصباح التي أصبحت صحيفة أعلانات , ومجلة الشبكة التي لاتنتمي للهوية الوطنية العراقية عبر موروثها الممتد مع تاريخ الهداية ألآلهية عبر سلسلة ألآنبياء وألآئمة ألآطهار عليهم السلام .
أن أدعاء شبكة ألآعلام العراقي ووزارة الثقافة عن دعمهما للدراما وللمثقف العراقي هو مجرد تخدير للرأي العام وتسويق لرخص أعلامي بضاعته معروفه بعزوف وسخرية المراكز الثقافية وألآعلامية في كل من بيروت وعمان وأسطنبول وطهران ودبي والقاهرة وما هو أبعد من دول الجوار .
وسأترك الحديث عن الدراما الى مناسبة أخرى , وسأركز الحديث بأختصار عن المثقف والمفكر العراقي وما يعانيه من أقصاء متعمد من قبل المسؤولين عن شبكة ألآعلام العراقي , مثلما سأترك الحديث عن تقصير وزارة الثقافة تجاه المثقفين والمفكرين الذي يصل الى حدود غير مسموح بها وطنيا وأخلاقيا الى وقت أخر .
وأضع أمام القراء والمتابعين مثالين واقعيين حدثا لآحد المفكرين مع شبكة ألآعلام العراقي في سنة 2015 م , حيث أخذ مدير عام شبكة ألآعلام العراقي من أحد المفكرين العراقيين مؤلفين هما : ألآعلام بين الرواية والدراية ” و ” الشعراء في مجمع البيان في تفسير القرأن ” على أن تقوم شبكة ألآعلام العراقي بطباعتهما ضمن برنامجها ” العراقية تطبع ” وبعد مرور ما يقرب من سنة لم يعرف مؤلف الكتابين أي شيئ عن مصير طباعتهما , ولم يتواصل معه مدير الشبكة حول الموضوع , والتواصل في مثل هذه الحالة تفرضه قيم الثقافة وأخلاقها ؟ فأين دعم المثقف في مثل هذا المثال ؟
المثال الثاني : عرض أحد المفكرين الحريصين على الثقافة العراقية وهويتها الوطنية , عرض على مدير شبكة ألآعلام العراقي أن يقدم برنامجا ثقافيا فكريا بعنوان : ” حديث أهل العراق ” وذلك في محاولة لآرجاع هيبة الهوية الثقافية العراقية في بعدها الفكري الذي لم يجد له فرصة في برامج الفضائية العراقية التي سادها تسطيح لايتناسب وتاريخ العراق الثقافي الزاخر بالثراء الفكري المتعدد الجوانب في مختلف الشؤون ألآجتماعية والسياسية والتربوية وألآقتصادية والنفسية , وأبدى  مدير شبكة ألآعلام العراقي موافقته على ذلك دون تحديد مدة زمنية للشروع بالبرنامج , وعندما ألمح المفكر بضرورة تحديد الوقت ليتسنى له تنظيم بقية مواعيده , أخبره مدير الشبكة بأن الموعد سيكون بعد شهر رمضان المبارك الماضي , وعندما مرت مدة بعد شهر رمضان ولم يتم تحديد موعد البدء بالبرنامج أراد المفكر تذكير مدير الشبكة فبعث له رسالة عبر الموبايل يقول له فيها ” أن الله عزوجل مدح نبيا من أنبيائه فقال له ” كان صادق الوعد نبيا ” فما كان من مدير الشبكة ألآ أن أجاب المفكر وعبر سالة بالموبايل : ” صدق الله العظيم ” ؟ وجواب من هذا المستوى يحمل وجوها كلها ليست لصالح مدير الشبكة , فكان جواب المفكر: ” لا حول ولا قوة ألآ بالله العظيم ” ومن يومها أنقطع التواصل وتبخر الموعد , ولم يجد البرنامج الفكري طريقه لفضاء الفضائية العراقية الذي هو بأمس الحاجة لحضور المفكرين , لاسيما وأن هذا المفكر قدم محاضرات بعنوان ” الهداية عبر التاريخ ” لمدة شهر عبر ألآذاعة العراقية الثانية والتي نالت أعجاب المستمعين والموظفين في ألآذاعة مثلما نقل ذلك مدير ألآذاعة , وعندما سمع مدير الشبكة بتأثير المحاضرات الجيد على المستمعين : أيد ذلك وأعترف بقدرة ذلك المحاضر المعروف بمؤلفاته ونشاطه الفكري ؟ ولكنه لم يتواصل معه ولم يفي بوعده , فأين دعم المثقف أمام هذا المثال المعبر عن مأساة الثقافة ومعاناة المثقفين ؟
أترك هذين المثالين أمام المثقفين والقراء , وأمام الرأي العام , وأمام من يعملون في اللجان الثقافية في مجلس النواب ومجلس الوزراء , وكل من يهمه ألآمر الثقافي الذي يعتبر لدى ألآمم الواعية شأنا سياديا لايمكن التفريط فيه .
[email protected]