وزارة الثقافة والسّياحة والآثار العراقيّة سياديّة وزيرها اختصاص حازَ ثقة مجلس النوّاب بحضور 261 نائباً للشَّعب وأدّى القَسم في كانون الأوَّل العام الماضيّ، وأعلنَ تشرّفه بإعادة الهُويّة الوطنيّة وإحياء الثقافة العراقيّة اُولى مَهمّات اختصاصه الأكاديميّ علوم آثار سومر وأهوار العراق، مِن مهد الحضارات الإنسانيّة ماقبل التأريخ ذي قار، بخلاف شخص آخر يضع اسمه وزيراً للوزارة على شبكة الإنترنت؛ على موقعيّ “ الوزارة و ويكيپيديا Wikipedia!”. تنبيه.
آشوربانيبال ملك العالم (نحو 669- نحو 640 ق. م تُوفي عام 627 ق.م) آخر ملوك الإمبراطوريّة الآشوريّة الحديثة، الإبن الثالث للمَلك آسرحدون بن سنحاريب. عرفه الإغريق باسم Sardanapalos، تُشير إليه اللّاتينيّة بمُسمّى Sardanapalus. وسُمّي في التوراة أوسنابير. نظم المُتحف البريطانيُّ مَعرضاً بعُنوان «أنا آشوربانيبال ملك العالَم». فترة حُكمه بلغت 40 عاماً وحدود مملكته تشمل تركيا وقبرص شَمالاً، وجَنوباً إلى الخليج العربي وغرباً حتى الأردُن ومصر. قصره في نينوى زُيّن مدخله بالثيران المُجنَّحة، تلقى العِلم صغيراً على يد كاهن اسمه «بلاسي»، في لوح طينيّ معروض في إحدى الواجهات الزّجاجيّة، ترجمة لشكر الكاهن للملك آسرحدون على اختياره لهذه المَهمَّة، ونقرأ في لوح طينيّ صغير رسالة مِن آشوربانيبال الصَّبي إلى أبيه وفيها إشارة واضحة إلى إتقانه عدَّة لُغات مِنها السّومريّة والأكديّة والآراميّة: «مولاي المَلك مِن خادمك آشوربانيبال، لقد تعلمتُ حكمة آدابا، والعِلم السّرّي للطّباعة، بمقدوري الآن التفريق بين نبوءات الآلهة، وبين التكهنات الأرضيّة ولي القدرة على مُناقشتها علانية مع الكهنة، وقد تفحصتُ بعنايةٍ كُل ما نُقش على الحجر، حتى من عصر قبل الطوفان». جداريّة اُولى تصوّر بدقة وتفصيل، الملك يُصارع الأسود التي ترمز إلى الأخطار المُحدقة بالإمبراطوريّة، المَلك بقامته وبزيه المُزركش وحصانه المُزيَّن، في نحت نافر للأسود وبقيَّة الحيوان، ويُصوّر المشهد الملكي بعرباته، وأزميل الكتابة في حزام الملك، يُظهره مُحارباً شديد القوّة والكبرياء، مُحبّاً للكتابة والعِلم، أوَّل حاكم في التاريخ البشري جمع الشجاعة بحُبّ التدوين. نزولاً في أطراف مملكته لاحقاً، جَنوبيّ شِبه جزيرة العرب؛ مُعلَّقة امرئ القيس حُندج بن حجر بن الحارث يُكنى بأبي وهب ويُلقب بذي القروح والمَلك الضّلّيل، وأمرؤ القيس معناه الرَّجُل الشَّديد والقيس صنم الجاهليّة. وُلد في بني أسد مِن “‘قبيلة كِندة'” في ‘”حضرموت'” شَرقيّ أصل العرب العاربة اليمن دفين أنقرة (عاصمة تركيا اليوم) هضبة الأناضول منبع الرّافدين، لاميّة مِن البحر الطَّويل:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ * بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْمَلِ
أفاطِمَ مَهْلًا بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ * وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
وَأَلْقى بِبَيسانَ مَعَ الليلِ بَرْكَهُ * فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْزِلِ.
لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجَبَلْ * مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَلْ
تَعَلَّقَ قَلبِي طَفلَةً عَرَبِيَّةً * تَنَعمُ فِي الدِّيبَاجِ والحُلِيِّ والحُلَلْ
لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَا * إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ للهِ وابتَهَلْ
لأصبَحَ مَفتُوناً مُعَنًّى بِحُبِّهَا * كَأَن لَمْ يَصُمْ للهِ يَوماً ولَمْ يُصَلْ
حِجَازيَّة العَينَين مَكيَّةُ الحَشَا * عِرَاقِيَّةُ الأَطرَافِ رُومِيَّةُ الكَفَلْ
تِهامِيَّةَ الأَبدانِ عَبسِيَّةُ اللَمَى * خُزَاعِيَّة الأَسنَانِ دُرِّيَّة القبَلْ
وقد كان لعبي كُل دست بقُبلةٍ * اُقبّلُ ثغراً كالهلالِ إذا أهَلْ
فَقَبَّلتُهَا تِسعاً وتِسعِينَ قُبلَةً * ووَاحِدَةً أيضاً وكُنتُ عَلَى عَجَلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّعَ عِقدُهَا وحَتَّى * فَصُوصُ الطَّوقِ مِن جِيدِهَا انفَصَلْ
كأَنَّ فُصُوصَ الطَوقِ لَمَّا تَنَاثَرَت * ضِيَاءُ مَصابِيحٍ تَطَايَرنَ عَن شَعَلْ
وآخِرُ قَولِي مِثلُ مَا قَلتُ أَوَّلاً * لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجَبَل.