22 نوفمبر، 2024 7:21 م
Search
Close this search box.

وزارة الثقافة تهين وتذل شرائح المجتمع العليا من الصحفيين والفنانين والادباء

وزارة الثقافة تهين وتذل شرائح المجتمع العليا من الصحفيين والفنانين والادباء

لم نعرف ماذا تقصده وزارة الثقافة في اجرائاتها الغير نظامية والغير مدروسة مطلقاً , مما يؤكد الارتباك الحاصل والفوضى التي سببته الوزارة في توزيع مكآفئات الصحفيين والفنانين والادباء التشجيعية بالرغم من تأخرها , حيث نعرف ان الطابورعند الحاجة في شراء الخبز أو البيض او المواد الغذائية الاخرى , وقد لا يتجاوز عدد اصابع اليد , وفي الصغر وقف الكثيرون منا في طابور العرض الصباحي المدرسي الذي كان يتم تحت إشراف أحد المعلمين، ونعلم أن احترام الطابور هو واجهة الشعوب الحضارية، لكن هناك من يستهين بأهميته والبعض يراها تصرفات بسيطة، ولا يدركون أنها الوسيلة المهمة في تقريب الأشخاص بعضهم من بعض ونقل صورة رائعة للنظام , ولكن ما حصل اثناء توزيع “المكآفئة ” التشجيعية هو اهانة تلك الشريحة الكبيرة من الصحفيين والفنانين والادباء بوقوفهم على اسوار الوزارة الخارجية “الطريق العام ” للسيارات والمارة لساعات طويلة قد تستغرق 4 ساعات او خمس لكي تأتيهم المرحلة الثانية وهو الدخول الى داخل الوزارة والوقوف بطابور آخر يجري خلاله التدافع وتحمل زخات المطر وبرودة الجو , وبعدها تدخل الى المرحلة الثالثة لدخول القاعة المكتضّة بالواقفين والجالسين بدون إجراءات وقائية في لبس الكمامة او التعقيم اليدوي الذي يجنبك اصابات فايروس كورونا ان وجد لا سامح الله , وقد لمسنا تدهور الحالة الصحية لبعض كبار السن الذين يعانون من الامراض المزمنة كالضغط والسكر والربو والام المفاصل والذبحة القلبية الخ الموضوع ,معظم الوزارات العراقية ألغت الطابور بالتكنولوجيا الحديثة التي تعتمد على الأرقام وبطاقات الصرف المالي “الماستر كارد ” او الصكوك المباشرة بمراجعة المصارف الحكومية والاهلية ومنافذ توزيع الرواتب والسلف والمكآفئات , وكان على وزارة الثقافية التخطيط المسبق لوضع الية الكترونية حضارية لاستلام تلك “المكآفئة ” السنوية والتي تقدر بنحو “600” الف دينار وهو مبلغ بسيط لا يحتاج الى حسابات معقدة وارباك ، لكن يبقى الطابور موجودا في بعض المواقع الخدمية والمطاعم والمحلات التجارية، ليس لساعات طويلة قد تستغرق الـ “10” ساعات تقريباً وقد تؤجل لليوم الثاني , ومازال بيننا من لا يحترم الطابور ويرى أن التلاعب وخداع المنتظرين ومحاولة كسر النظام هو ذكاء شخصي. والغريب أن هذه الظاهرة لا تختص بفئة عمرية محددة، لكنها تكثر بين الشباب الذين يحاولون الوقوف في المقدمة مستغلين تعاطف الكبار معهم. وكان يجب على وزارة الثقافة وضع آلية تعتمد الحروف الابجدية او توزيع بطاقات مرقمة وتوقيتات مضبوطة للقضاء على تلك المهزلة التي ادت الى تذمر تلك الشرائح الثقافية المتنوعة واذلالها واعتبار ان هذه “المكآفئة ” هي ضرر وتعطيل ومعاناة , أن ثقافة تنظيم الطابور والالتزام بقيمه التربوية السامية تعد سلوكاً حضارياً ومنهجاً أخلاقيا يعطي مؤشراً مهماً على تحضر “وزارة الثقافة ” وهي تحمل اسم الثقافة وللثقافة عنوان وتنظيم وقيم واخلاق وعليها ان تضع حلولاً ناجعة لبقية الايام القادمة وان دل على شيء فانما يدل على النجاح في مهمة سهلة للغاية ولكن ازعجت الوزارة بتصرفها الغير مدروس الكثيرين من الصحفيين والادباء فالطابور لم يوضع لإضاعة أوقاتنا وهدر طاقتنا، بل وضع لحفظ حقوق الغير وحمايتهم من التعدي اللا قيمي، فالاصطفاف بنظام وترتيب وانضباط يؤصل مبدأ العدل والمساواة بين الناس، ويعطي مظهرا حضارياً جميلاً، في حين أن الفوضوية واللا مبالاة في هذا السياق تهدر الوقت، وتسلب الحقوق، وتسبب التوترات والأحقاد والصراعات والمشكلات لكل من يتجاوز الدور أو الطابور بلا حياء أو خجل. ولكن مع الأسف نجد أن ثقافة احترام الدورغير موجودة ، والالتزام بقواعد الطابور في مجتمعنا وبعض الوزارات كوزارة الثقافة مثلاً تحتاج إلى مزيد من الوعي فكثير ما نشاهد بعض التصرفات السلبية والسلوكيات غير الحضارية عند الاصطفاف في الطابور، مثل تدافع بعض الشباب ، في مظهر يكرس العشوائية والفوضوية والتخلف في البيئة الحضارية والثقافية والمهنية التي تعد أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تعزيز القيم الثقافية والانسانية والتنظيمية .

أحدث المقالات