23 ديسمبر، 2024 6:58 م

 وزارة الثقافة العراقية  للأمن والدفاع ومحو الأمية  …!!

 وزارة الثقافة العراقية  للأمن والدفاع ومحو الأمية  …!!

يا أشباه الرجال وبقية السيوف
وصراخ الأكثريات تعالى : أين حقى ؟
1 – المقدمة ما بين عنترة ومظفر النواب ! :
قال عنترة بن شداد و زبيبة  !! ذات يوم   ، يا ترى ما سيقول الضعفاء منا هذا اليوم …؟!! 
أعاتبُ دهراً لا يلينُ لعـــاتبٍ*** **وأطلبُ أمناً من صروفِ النوائبِ
وتوعدني الأيــــــامُ وعداً تغرّني*** وأعلـــمُ حقـاً أنــــّـه وعد كاذبِ
خدمتُ أناساً واتخذت أقاربــــاً *** لعوني ولكـــنْ أصبحوا كالعقاربِ
ينادونني في السلم يا بن زبيبةٍ*** وعند صدامِ الخيل يا ابن الأطايبِ..!!
 أيها  الأقزام :لا ندعكم  تسرقون جهادنا ونضالنا ، وتعبرون على جماجم شهدائنا ، ودماء ضحايانا  ببذاءاتكم ولصوصاياتكم وعمالاتكم ، ولا أقول عمالتكم ، وأنتم الأدرى ، وهذه دماء الضحايا مرّة ثانية وثالثة ورابعة … تجري أنهارا…وهذا مشروع تقسيم العراق والأمة يمرّر خفاءً…!! وفي بيوت جيرانكم ، وأهل مدنكم – ناهيكم عن الوطن الذي تدعون ، ولا تمثلون –  التخلف الحضاري جلي حتى للأطفال ، والبسطاء من الناس ، قد تمَّ توريطكم بدهاء وخباثة  كمشروع فاشل عاجز متهرئٍ  للسيطرة على العراق وقتل تطلعاته ، وأنتم أعرف بهذا ، ثم  ليقولوا هذا أنتم العاجزون القاصرون المقصرون  ..!!
أخذتم تبعدون الكفاءات الوطنية المخلصة المتفتحة على الآخر ممن هي محسوبة على تياراتكم – ولا داعي لذكر الأسماء – والتيارات الأخرى مما تعرفون ، ولا تدركون ..!! ، وقال مظفر في يومه ، وما زال الحال هو الحال ، والمآل وبالْ ! :  
أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد إن بقيت حالتنا هذي الحالة
بين حكومات الكسبة
ولكن تذكّروا هذا العراق ابن الأصول والجذور ، لا يقف مكتوف اليد واللسان ، ويراكم عاجزين مرعوبين  خائفين ما بين لص وقاتل  ، وإرهابي وسافل ..!!
2 – العراق .. أو تعلمون ما العراق يا سادتي يا كرام ؟! :
 العراق هو عراق القائد الاكدي العظيم سرجون الاول ، ونظام كتابتة الصورية الذى شكّل الكتابة الرمزية التي سميت بالخط المسماري ، وهو أول خط في التاريخ الإنساني , و عراق حمورابي الذي وحّد الامبراطورية البابلية  لشخصيته الفذة في المجال العسكري والاداري والتنظيمي, وتعتبر مسلته الشهيرة التي تحمل 282 مادة اقدم واشمل وثيقة قانونية جزائية عادلة في العالم …وهو عراق   الاشوريين بملكهم اشوربانيبال , ويتميز عهده بالقوة العسكرية ونشر الثقافة والفنون ،  وتأسيس اول مكتبة في نينوى تضم معظم الادب المسماري في ذلك العصر.
وهو عراق الملوك اللخميون بأنبارهم وحيرتهم ، ومناذرتهم وسائحهم وماريتهم وهندهم ، وقصور خورنقهم وسديرهم وقبة سينقهم ، وأديرتهم ، ونابغتهم وأخطلهم …!!
وهو عراق الإمام (ع) بزهده وشجاعته وبلاغته وتقواه ، ألست أنا القائل مخاطباً إيّاه  :
مجالاتُ اتســــاعِكَ كلُّ أفقٍ *** بليغ ٌ أو تقيٌّ أو همـــــــــــامُ
ولو كانتْ سجيّة ُأيِّ فــــردٍ *** بواحدةٍ لحلَّ له القيــــــــــــامُ
وهو عراق الفرزدق التميمي ببصرته ، والكميت الأسدي بكوفته ، وأبي حنيفة بمدرسة قياسه ،  وبشار ببصيرته ،  والأصمعي برواياته وحافظته ، والحسن البصري بحديثة ، وواصل بن العطاء والجاحظ العظيم باعتزالهما  ،وأبي نؤاس بمجونه وتهتكه ،  ودعبل بخشبته وموقفه ،وأحمد بن حنبل بسنته ، وابن الرومي بعبقريته ،والكسائي بقراءته ، وسيبيويه بكتابه ، والفرَاء بنحوه ، وثعلب بمجالسه ، والمبرد بكامله ، وابن المعتز ببديعه ، والمتنبي بمالئ دنياه ، وشاغل ناسه ،  ، والشريف بنقابته ودوحة عليائه  ، والصفي بحلّته ورماح عواليه ، وقبل هؤلاء وهؤلاء ،  الرشيد بسحابته وملكه  ، والمـأمون بدار حكمته وحنكته ، وكما أقول :   
لو لم يكُ المجدُ علــى أحقابها

وكفّ ُ (هارون ٍ) على سحابها

وهيّـبَ (المأمونُ) في كتّابـــها

والعـــلمُ ضاءَ منْ سنا شهابها

والشـعرُ باتَ منْ علا خطـّابـها

ليعقدَ الــــدرَّ   (أبو أطيابــــها )

وتزدهي ( عشتارُ)في (سيّـابها)
 
لما نظمتُ الحزنَ فـي غيابــهـا

وأخيرا ،  وفي زماننا الأخير ، أنتم الأعرف بالجواهري العظيم وقرنه الزمني ، والرصافي وموقفه الوطني ، والسياب ونازك والبياتي وريادتهم للشعر الحر (التفعيلة) ، والوردي وملامحه الاجتماعية وما حولها ، ومصطفى جواد بعلم لغته وبرنامجه (قل ولا تقل) ، وجواد سليم ولوحته ، ويوسف العاتي ومسرحه ، والقبنجي ومقامه ….!!

3 – كلّ هذا التراث العظيم من ثقافة العراق الأعظم ، تسلم لنصف رجل من جذور عسكرية و أمنية …!! :
كلّ هذا الموجز لموجز التراث الثقافي العراقي الزاخر ، تسلم قيادته لنصف رجل حصل درجاته العلمية لدواعي أمنية، وليست لدوافع ثقافية في علمي الاجتماع و النفس ، وهذا الأمر أعلنه الرجل بنفسه ، ويعرفه القاصي والداني ، ولا أطيل ، ولن أذهب بعيداً ! ، مهما يكن من أمر دراساته وتدريسه في الجامعات العربية والأنكليزية وبحوثه العربية والأجنبية ، هذه لا تدل على تفتح ذهني ، أو إبداع فكري ، وإنما تراكم معرفي ، قد لا يثمر شيئاً  ، قولوا ما شئتم وما تشاءون ، أين النتائج ؟  على مستوى الدفاع هذه المذابح والتفجيرات الدموية في كل أنحاء العراق – سيأتي الكلام – وعلى المستوى الثقافي ، لا مشروع النجف كعاصمة إسلامية   قد تم ، فقد قُبر في مهده  ، ولا بغداد عاصمة للثقافة العربية قد نجح سوى خسائر مئات الملايين من الدولارات على حساب قوت الفقراء ، ومستقبل الأجيال المساكين  ، فما كانت بغداد  إلا عاصمة محاصصة ، وعلاقات شخصية  متسمة بالجهل  ، ومطعمة ببعض الشهادات من المتعلقين بهم ، والمحسوبين عليهم ، دع عنك العاصمتين المزعومتين ، الإسلامية المقبورة ، والعربية المخذولة ، أين دور الثقافة في توعية الشعب وطنيا ؟ هذا الأصطفاف الطائفي المقيت بين جنباتكم  ، ومذابح قرابينه أمامكم  يوميا ً،  – على بالكم  – …الضحايا  ليس من القيادات  والمسؤولين الكبار، وإنما من بسطاء الناس ، وبقرب الجوامع والحسينيات ، لإثارة النعرات الطائفية ، وتاريخنا المعاصر يحدثنا عن مقتل الملك غازي ، ويقال بعمل مدبر ، ومقتل العائلة المالكة ، ثم إعدام عبد الكريم قاسم ، وسقوط عبد السلام عارف … والشخصيات المهمة التي استهدفت من بعد في عهد الطاغية ، وهذا موضوع مهم سنأتي عليه بدقة، لأن لا إعرف لماذا هؤلاء الأرهابيون ،لا يتقصدون أصحاب المسؤوليات الكبيرة  لزعزعة النظام وإسقاطه ، إن كانوا راغبين حقّاً صدقاً !! 
ثم أين دور وزارة الثقافة العراقية..!!  من طبع مؤلفات المثقفين؟ وإحياء التراث ، وبناء المتاحف ، وإقامة المهرجانات الأدبية والشعرية الرفيعة دون تمييز ،  ، وتكريم رجالات العراق ، وإقامة المسارح ، والفرق الوطنية ؟ وأين …؟وأين…؟ يا صغار القوم وأشباه الرجال ..!! 
أما كان بالإمكان تعيين رجل عراقي مثقف كبيرمتفرغ تماماً لهذا المنصب الحساس ، وفي أدق الظروف ؟    ما أكثر الشخصيات العراقية الرفيعة المؤهلة لغسل هذه الوزارة الرائدة من  الكراسي العفنة الجاهلة المتقوقعة والمتملقة ، والتي توزع ثروات العراق وخزائنه الثمينة على المرتزقة ، وضعاف النفوس ،  وماسحي الأكتاف ، بل الأحذية  باسم الإعلام والثقافة ، وتترك مؤسسات ثقافية  ، ومراكز بحوث أكاديمية وأدبية ، وهيئات ومواقع إعلامية رصينة على حافة الأنهيار والعوز ، وتسعى جاهدة مضحية لإيصال الفكر الوطني والعربي والإنساني لأبناء الشعب والأمة ، والعراق أصبحت ميزانيته السنوية أكثر من مائتي ضعف – تأملوا جيداً ، ولا تعبروا – مما كان عليه في أوائل الستينات ، حيث كانت الثقافة في أوج أزدهارها ، ، لماذا ..؟ وأين …؟  وكيف ..؟   يا …! ويا …! ويا…!    ؟  
 لماذا لم يُترك الرجل الوزير متفرغاً لوزارة الدفاع ؟ ، وما أعقد مهامها ؟
أليس من حقي ، وأنا شاعر يعبر عن طموح الأمة ، أن نظمت قصيدة رائعة عن هذه الوزارة العجيبة الغربية ، تحت عنوان ( أمست ثقافتنا تغري أغانينا ) ، وكان بودي لو أبدلت باتت بأمست…!! ، إليكم منها :
هدْهدْ بشعركَ مـــا أهــدتْ ليالينا

أمسـتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـانينا !!

 
وغضّتِ الطـّرفَ عنْ نون ٍوما سطـَرتْ

أقـلامُـــها للنهى والذّكـــر ِتبْيينا

كـأنَّ بغدادَ مــــا كانــتْ بحاضــــرة ٍ

ولا الرشيدً، ولا المـــــأمونَ ماضينا(1)

فـ ( دار حكمتِها ) تاهــــتْ نواجزُها

بـحاضراتٍ تعرّتْ مــــــن مآسينا

إنـــّي أعرّي زماناً بَيْعــــهُ أفقٌ

للحالمينَ بنهـــبٍ مـــن أراضينا

إنَّ الــدنانيرَ حيــنَ الـعودِ داعبها

توهّمتْ ، فــزهتْ زهــوَ المُغنـّينا

تبّـــاً لذاكرةٍ قــــد أغفلتْ قمماً

مـــن العلوم ، ونخلاتٍ لــوادينا

لا تعذل ِ القـــومَ نسياناً ، فيومهمو

نهْب الصراع ، فمـا يدريكَ يدرينا !

يا أيّها النجــفُ الأعلى إذا جهلوا

ميراثكَ الثـّر َّ، والغرَّ الميامينا (2)

ما بالهم رقدوا عن أنفس ٍنهضتْ

يومَ النضال ِ، وما كانت شياطينا

الفكرُ سلطانُ أجيال ٍ ،ومـا نجبتْ

واللحدُ يتربُ للجهل ِ الســـلاطينا

شــاد (المعرّي) بشدو ٍحين قينتهُ

في(دار سابورَ)، قد لاقتْ معرّينا (3)

*************

يا منبعَ الشعر ِ: أيــامٌ ستــطوينا

ويسخرَالدّهرُ ممّن كــان يُزرينــا

إنْ أنـسَ لاأنس تاريخـاً مررتُ بهِ

قد هدَّ عودي ، وهل تـُنسى عوادينا ؟!

*********************

عـــذرا لبغدادَ ، إنْ أقلامــــــنا كشفتْ

غســـــــقَ الظلام ِ،فما يشــجيكِ يشجينا

بغدادُ يا بســـــــــــمة َ التاريخ ِ راغمـةً ً

أنــــــــفَ الأنوفِ ، ولا تمحي الدواوينا

نحنُ الأبــــــــــــاةُ ، ولا رأسٌ يطــاولنا

حتـّى نقـــــــــــولَ ، يقولُ الدّهرُ : آمينا

وإليكم هذه المقطوعة من قصيدة أخرى ، ونعقب على قرود التاريخ!! 
ألا لله يا بغـــــدادُ مجـــــداً
تعثّرَ بيـــنَ ديجـــــورٍعِثارا

 فهمّـتْ عتمة ٌ تعلو علاهــا
ومـا ذاقت لياليها النهـــارا!

ترومُ ســــيادة ً للظلمِ عسْفاً
وإنْ رسمتْ على الجيلِ افتقارا

وتنهـشُ في لحومِ الفكرِ خسْفاً
ومَنْ خَصِم العقولَ هفَ انهيارا

فمــــــا عيش الفتى إلاّ هباءً
وما فكرُ الفتـــــــى إلاّ  بحارا

ستُطوى في حشى الأيّامِ صغراً
وكلُّ صغيرةٍ تلُـــــــدُ الصغـــارا
ثم أليس من حقي أن أدافع عن نفسي ثقافيا ، وأقول :  لو كان ثمة مثقف قي وزارة الثقافة المزعومة ، ويحمل ذرة من الوطنية ، وقد شرب كرعة من ماء دجلة والفرات  ، لانحنى خجلاً أمام العبقرية والنضال المرير لخمس وأربعين سنة متواصلة ، يا كفرة بالوطن والعبقرية والنضال والأيام ، وقبل هذا وذاك لخجلتم من الإنسانية، إن كنتم بشرا حقّاً ، وتعلمون هذا الشعر الشامخ لثلاثة دواوين مطبوعة ، اشترى رئيس وزراء العراق الحالي نفسه عشرين نسخة من ديواني الثاني (حصاد أيّام وأيّام) أيام الوجد  – لا تستعجلوا ستأتيكم الشهادات في الحلقة القادمة ، كيف كرمنا الآخرون معنوياً مرغمين تحت طائلة الشاعرية الفذة – وديوانين مخطوطين  ، والشعر الشامخ الذي أطاول فيه العمالقة بعض أدواتي ، هذا أمامكم كتاب النحو ونشأته العربية / مقارنة بين النحو البصري والنحو الكوفي ، يوجد في كل الجامعات والمكتبات  العربية من أغادير حتى البحرين ، ولدي استنساخ عن فهارسها .. والعروض والقوافي والضرائر الشعرية توجد في معظم المواقع العربية مجانا لأجل عيون دارسي لغتنا الجميلة  ، والتاريخ فهذا مؤلفي عن تاريخ الحيرة والكوفة والأطوار المبكرة للنجف الأشرف ، – سيحكم عليه التاريخ ، وكل تاريخ العراق مخزون في صندوق  صدري، ربما أكثر مما كان مخزوناً في صندوق اليعقوبي ، وحافظة المصطفى الجواد  ، والدراسات الأدبية والقراءات النقدية للشعراء من الشنفرى ومن قبله وحتى الجواهري ومن بعده ، وعن كلّ شاعر عدّة حلقات .
لا أفتح هذا الموضوع من باب الفخر والزهو الرخيص ، ولكن من باب المظلومية  والتحدي والشموخ الوطني في مثل هذا الزمن الوضيع ، وللتاريخ والأجيال ، يا ترى كم عراقي مثلي قد وضعتموه تحت الخط الأحمر؟  وكم من عراقي مسحوق ظلمه الزمان ، وأنتم عليه أظلم !!  وترفعون شأن من لا يساوي حتى الخبز الذي أكله ،لمجرد أنه من التكتل الفلاني ، أو الحزب الفلاني ، يا عديمي الضمير والإنساتية  رحم الله المتنبي ،حيث يقول :
سيظهر الجهل بي وأعرفه ُ*** والدّر درٌّ برغم من جهلهْ
وربّما يشهد الطعامَ معي **مَن لا يساوي الخبز الذي أكله
لا تتوقعوا مني يا ممجدي المتنبي وقاتليه من ألفه حتى  يائه ، سأختم به مقالتي ، وإنما بنفسي وبشعري ، الأمة لا تموت ولن تموت ، وستستلم الراية أجيال قادرة على غسل عاركم …!!

بلادي وأحزانها :

لو أرضعتني الجهلَ منْ أوطابها

ولم تمـــطْ لي عــنْ ذكــا نقابـــها

وصيّرتني الصفرَ مــــنْ أسـرابـها

لا يفقــهُ الرؤوسَ مـنْ أذنابها

أو يدركُ الإحــاسَ فــي آدابـها

ولمْ تــرَ الأيّــــامَ فـــي مصابهــا

وتأنسُ الريـــمُ أســــــــودَ غابـها

ويستظلّ ُ الطيــــــــــرُ مــنْ عقابها

وكــلّ ُ إنســــــــــان ٍ لها أولى بهــا

لمــــا نظمـــتُ الحــزنَ فــي غيابـهـا

عاتبتُــــها أرهــــــفُ مـــنْ   عتابــــها

وستأتيكم الحلقة الثالثة ، وفيها شهادات للحاضر والتاريخ ، ولتحكم الضمائر ، عن أبناء ….!!