الكفاءات العلمية العراقية وعودتها الى الوطن هذا الموضوع الشائك والمتشعب اذا ما اردنا التحدث فيه والخوض بأعماقه مع ما مر على العراق من أوضاع مظلمة من الجهل والانغلاق والابتعاد عن العالم المتطور في حقبة النظام البائد، حيث ان الكفاءات العلمية العراقية المهاجرة أذا ما اردنا التحدث عنها تعد ثروة حقيقية لايمكن الاستغناء عنها ويمكن تصنيفها في خارج العراق الى صنفين أساسيين كفاءات علمية مهجرة وكفاءات علمية مهاجرة وكلا الصنفين عاشا ظروف القهر والتشرد والحرمان التي وزعها النظام البائد في ربوع الوطن الحبيب وبعد سقوط النظام وزوال عهده الاستبدادي المظلم من المشهد السياسي شهد العراق تغيرات ايجابية وأنتقاله نوعية في جميع الاصعده والمياديين كان الابرز فيها الثقافية والعلمية والاجتماعية والتربوية والتعليمية وخاصتا” في مجال التعليم العالي والبحث العلمي الذي نحن بصدد الحديث عنه فقد تمثلت هذه التغيرات بالتوسع في فتح الجامعات والكليات والمعاهد العلمية الامر الذي تطلب تهيئة الكوادر العلمية الكفوءة للنهوض بواقع التعليم العالي والبحث العلمي في العراق لذلك توجب على وزارة التعليم العالي ان تتعامل مع هذه المرحلة من التغيربالعمل على جذب الكفاءات المهاجرة الى الوطن بعد اعطائهم جملة من الامتيازات التي تشجعهم بالعوده الى بلدهم واستثمار خدماتهم فيه وعند استلام السيد علي الاديب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كان من اولى أهتمامه وضع خطط مدروسة وسريعة لجذب العقول العراقية التي هجرت وهاجرت الى المنفى في ظل سياسات النظام البائد المتخبطة حيث كان الاديب مصرآ على التركيز على ملف اعادة الكفاءات العلمية المهاجرة عند أستلام الوزارة أيمانآ منه ان قوة اقتصاد العراق تقاس بنوعية الموارد البشرية وكفاءتها وحسن استخدامها لان استقطاب العقول الكفوءة في نظره يعد من عوامل القوة في الدول النامية والمتقدمه وركيزة أساسية في البناء الاقتصادي والمعرفي للبلد لذلك سخر الوزير كل امكانيات الوزارة لاستقطاب الكفاءات العلمية وكانت نظرة الوزير علي الاديب وطنية بحتة لان غياب او فقدان الكفاءات العلمية من بلد مثل العراق سيفقد ذلك البلد لاستقلاليته ويحوله الى مجتمع تابع لغيره من المجتمعات البشرية التي أحسنت استخدام مواردها البشرية الامر الذي سيكون من الصعب فيه حماية باقي الموارد والثروات الاقتصادية من عمليات النهب والسطو المنظم لها من قبل تلك المجتمعات الباحثة عن امكانية توسيع نطاق انتاجياتها وفعالياتها عن طريق البحث عن موارد اقتصادية تدعم ديمومة استمرار عجلة التنمية لديها فمن يتأمل بخطوات الاديب المدروسة عن خبرة وتجربة في جانب عودة الكفاءات فأنه يرى بشخص الاديب العراقي الوطني الذي يريد ان يجمع ويلم شتات عقول وكفاءات وعلماء الوطن الذين توزعوا في دول العالم فيما بقى بلدهم مرتعا” للجهل في فترات الانظمة السابقة المظلمة التي كانت سببا” في تشرذمهم بين الدول .أن العراق اليوم يواجهه معركة ليست فقط مع الارهاب وانما هي حرب مفتوحة في جميع الاصعدة أهمها الاقتصاد والثقافة والتعليم لذلك أن عودة الكفاءات المهاجرة الى ارض الوطن تمثل للاديب انشاء معسكرمضاد من العقول والطاقات العلمية تحافظ على اقتصاد وثروات وثقافة وحضارة البلد وتكون حصنا”واقيا” يصد هجمات الطامعين. لهذا شرعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و منذ أستلام علي الاديب الوزارة بأن تقوم في كل سنة على تخصيص درجات وظيفية مدعومة بأمتيازات للكفاءات العلمية العائدة الى العراق و استطاعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أعادة اعداد كبيرة من الكفاءات العراقية حيث قامت بتعين مايقارب 400 من الكفاءات العلمية العائدة واصحاب الشهادات العليا بعد ان خصصت لهم درجات وظيفية في الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية للاستفادة منهم في تطوير قطاع التعليم والنهوض به وجعله يسير في مصاف الدول المتقدمة وهناك من يعيب على الوزارة من المتصيدين في الماء العكربعدم قيامها من استيعاب او جذب جميع الكفاءات العلمية العراقية في الخارج فنحن نقول كلمة حق أنه من غير الممكن ان تستوعب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اعداد هائلة من الكفاءات العلمية دفعة واحدة ! هل الوزير برأيكم يمتلك العصا السحرية لاعادتهم دفعة واحده وفي سنه مالية واحدة ؟ حتمآ لا فلابد من تقسيمهم وتجزئتهم على شكل دفعات بمايتناسب مع الموازنة المالية المخصصة للوزارة والقوانيين التي تلتزم فيها ومن يتابع ذلك يرى ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على رغم الصعوبات التي تواجهها في عملية البناء الجديد لهذه الوزارة التي عاشت سنين من الهدم والظلام والانقطاع التام عن العالم بسبب سياسات الانظمة السابقة المنحرفة لكن لم تتقاعس عن عملها من خدمة الكفاءات العلمية العائدة وكان لها تنسيق عالي مع الامانة العامه لمجلس الوزراء ووزارة الهجرة والمهجريين على توزيع الكفاءات وحسب الاختصاصات العلمية على وزارات الدولة الاخرى وعدم اقتصار عودتهم فقط على الحقل الاكاديمي ولاننسى كذلك الدور الذي لعبه الوزير علي الاديب بأعادة الكفاءات العلمية من خلال قيامه بوضع أجراءات وآليات مبسطة تتيح لمكتب الوزير الاشراف على اجراءات عودتهم الى وظائفهم في الجامعات والمؤسسات التعليمية التابعة للوزارة أكرامآ لعودتهم وأختصارآ للروتيين القاتل والممل فكانت خطوات الوزير علي الاديب بهذا الجانب مرضية لجميع الاطراف حتى للكفاءات العلمية الذين لم يحصلو ا على فرصة التوظيف هذا العام فهناك امل كبير لان هناك دفعات من الذين سبقوهم بالعودة وان حقهم مضمون لان الوزير شخصيآ يشرف على هذا الملف و ليطمئن الجميع انهم سينالوا مكانتهم الكريمة وأستحقاقهم وفق الضوابط والقانون ولن يغبن حقهم في العراق ما عليهم الا ان يصبروا ولايتمللوا لأن الوطن يناشدهم انه بحاجه لهم وحاجته تكمن بان يرفع رأسه الى الفوق ويتباهى بعلم وفكر ابناءه الاوفياء . اما رسالتي الى السيد الوزير علي الاديب اقولها وبفخر بارك الله لك سيدي كل مسعى طيب قمت به لابناء وطنك فليس لكفاءات وعلماء العراق في خارج الوطن غيرك سيدي يكون سندآ لقضيتهم ونصيرآ لمظلوميتهم فاستمر بالمطالبة لانتزاع حقوقهم وهذا الانجاز سيسجل لفترة حقبتك الوزارية بأنك كنت سبب في عودة كذا عدد من الكفاءات العلمية الى العراق ومصدرآ لرزقهم وانت أهلا لذلك وحفظ الله العراق وشعبه وجعله منارآ للتقدم والبناء ….