أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مؤخراً أسماء الطلبة المقبولين في الكليات والمعاهد بالإعتماد على البطاقة الإلكترونية الخاصة بإختيار الطالب للكلية التي يريد .. كانت آلية التوزيع مخيبة لآمال العديد من الطلبة وخاصة المتفوقين منهم والذين حصلوا على معدلات عالية تؤهلهم تماماً للقبول في كليات المجموعة الطبية كما تمنى أغلبهم ، لقد أحبطت الوزارة عزيمة هؤلاء الشباب الذين أجهدوا أنفسهم بالمتابعة والدراسة بغية الحصول على مجموع درجات يحقق لهم رغبتهم في القبول في كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة وغيرها وعندما كان لهم ما أرادوا في تحقيق معدلات عالية إذا بهم يُقبلون في كليات دون مستوى تلك المعدلات وبغير رغبتهم وطموحهم … حري بنا أن ندفع بالمتفوقين إلى ما يرغبون كي تكون الركيزة العلمية وخاصة الطبية منها هي الأساس في البناء إذا ما علمنا أن الكثير من الكفاءات العلمية قد غادرتنا لسبب ٍ أو لآخر ، فلماذا نحدد أمر القبول على أساس عشر الدرجة مثلاً ، وهل هذه النسبة الضئيلة هي التي تحدد القبول لطالب متفوق بـ 95بالمائة من المجموع العام له تطلعاته وطموحه المشروع ، وإن كانت نسبة الدرجات عالية جدا ً هذه السنة الدراسية مقارنة مع السنوات السابقة فعلى الوزارة معالجة الأمر بطريقة تحقق طموح الكثير من الطلبة المتفوقين بإمتياز ، نتمنى على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تعيد النظر بالأمر وتبادر إلى السماح بإعادة الترشيح لعدد يشعر بالغبن في القبول ، ومعالجة الموضوع بترو ٍ وحكمة …. إذا ما علمنا أن ذلك سيؤثر حتما ً على إندفاعهم بطلب العلم والتفوق مستقبلا ً في بلد يحتاج لكل واحد منهم .
من يطلع على إختيارات الطالب ضمن البطاقة الإلكترونية يجد أنها كثيرة ومربكة بحيث يجب عليه أن يملأها كاملة مما يدفع به إلى إختيار عدد قليل من الكليات التي تلبي رغبته ووفق ما يتوقعه من معدله العالي ثم يحشو بقية أقسام البطاقة دون تركيز ، على أساس ضمانة القبول في الكلية التي يريد بالدرجات التي حصل عليها ، ولم يكن يعلم إن عشر الدرجة سيقتل تطلعاته وتذهب به إلى دراسة لا تتفق وهواه ورغبته وكفاءته .
بادر الكثير من السادة النواب إلى تبني المطالبة بمعالجة هذا الأمر ورفع الحيف عن قسم كبير من الطلبة المتفوقين لهذا العام ، نرجو منهم المتابعة الجادة ومن الجهات الإعلامية وغيرها التنبيه لتصحيح المسار في مرحلة هي الأهم في حياة كل واحد من أبنائنا الطلبة الأعزاء … دعوهم يحققون ما يريدون لبناء هذا البلد الذي يحتاج منهم الكثير … وعلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المبادرة وقبل بدء الدراسة الفعلية النظر بعلمية لتلبية مطلب الكثير من أبنائنا الذين تراهم مشغولين عبر ( الفيس بوك ) بمتابعة هذه المعضلة التي أرقتهم وهي تغتال فيهم الرغبة في التعلم المبني على أسس علمية متطورة .