هل يعلم وزير التعليم العالي والبحث العلمي ماحدث في وزارته من هدر لملايين الدولارات , هل ابلغه رجالاته المتدينين حقيقة ما حصل هل صدقوا معه بنقل الامور وتوضيحها له هل تبين له نتيجة وضع اشخاص ليس لديهم اي قدرة او خبرة عملية في المناصب سوف يؤدي الى كوارث لايحمد عقباها , وهل يعلم معالي الوزير ان هذا الخطاء قد شمل جميع وزارات الدولة وكافة الهيئات المستقلة ومن ضمنها الرئاسات الثلاث.والقضية هي ببساطة وكما نقلها لي احد الاشخاص وقد تاكدت منها بصورة دقيقة.
ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قامت بصرف راتب بالدولار لطالب البعثة وطالب الاجازة الدراسية في الخارج وقامت بصرف نصف هذا الراتب الى المرافق ولكن استطاعت الموظفة في قسم شؤون الدارسين في الخارج في دائرة البعثات والعلاقات الثقافية ان تكتشف هذا الخطاء الفادح الذي تم ارتكابه حيث وجدت ان هنالك قرار لمجلس قيادة الثورة المنحل رقم 1283 لسنة 1980 والتعليمات الصادرة والتي منعت صرف اي مبلغ للمرافق اذا كان موظف .ولكن هذه الحقيقة تم اكتشافها بعد مرور مدة طويلة وبعد ان صرفت الكثير من الدولارات , وهنا وقعت الصاعقة على الجميع بعد ان تبين بان فعلا ما قد صرف من اموال هو خطا وطلب من جميع الموظفيين التكتم على هذا الخطا بل تم تحذير الجميع بان الكلام بهذا الموضوع فيه مخاطر ووصلت الى تهديد كل موظف يتكلم بهذا الامر .
المصيبة الكبيرة لم تقف عند هذا الحد بالنسبة الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فقد امتد هذا الخطاء الى كافة الوزارات حيث قامت الوزارات بصرف نفس المبلغ الى موظفيها الذين يدرسون في الخارج ومعهم مرافق موظف . وجن جنون كافة اقسام المالية والقانونية في هذه الوزارات بعد ان وصل الى مسامعهم هذا الخطاء الذي وقعوا به واخذ الجميع يبعث بالكتب العاجلة طالبا ايجاد حل لهم واخراجهم من هذه المصيبة.
الشيء المضحك ان وزارة العدل صاحبة الباع الطويل بالقوانين وتشريعاتها هي نفسها وقعت بهذا الخطاء وقد صرفت الملايين بدون وجه حق الى موظفيها الحاصلين على اجازات دراسية ويدرسون في الخارج ومعهم مرافق . اما وزارة المالية صاحبة التعليمات الخاصة بتطبيق القرار فقد صرفت وبسخاء على موظفيها وهنا مفارقة عجيبة فكيف تم ذلك واين الدائرة القانونية في وزارة المالية. وقبل ان ننسى فان الرئاسات الثلاث كانت اول السباقيين الى الوقوع بهذا الخطاء (ولله الحمد اخيرا كدرنا نوقع موظفيين الرئاسات الثلاثة) حيث ان لهذه الرئاسات الثلاث موظفيين مثل المنشار طالعين واكلين نازلين واكلين .
اصبح الجميع يحمل وزارة التعليم العالي هذا الخطاء فهي من فتحت الباب للبعثات والدراسات بالخارج وكان الاولى بها ان تنظم كل شيء قبل ان تشرع بهذا الموضوع ولكن ماذا سوف تفعل هيئة النزاهة بهذه المشكلة الكبيرة وكيف يتم استرجاع المبالغ الكبيرة التي صرفت بدون وجه حق فجميع الرئاسات والوزارات والهيئات صرفت هذه المبالغ كبيرة .