23 ديسمبر، 2024 3:15 م

وزارة التعليم العالي  في الميزان

وزارة التعليم العالي  في الميزان

مما لاشك هناك اختلال في الموازين إذ تهتم وسائل الأعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بخبر وفاة فنانة أجنبية أو تعرض ميسي لاعب كرة القدم إلى وعكة صحية أكثر من اهتمامها بانجاز علمي أو إبداع فكري لمواطن عراقي وهذا الأمر ليس صدفة وإنما سياسة إعلامية متعمدة لبعض وسائل الاتصال الجماهيري والفضائيات الصفراء التي تعمل وفق أجندات غير وطنية  للأسف الشديد .
ربما البعض يقول ما شأن هذه الفضائيات التي تعارض التغيير النيساني وتدفع باتجاه تشويه صورة هذا التغيير كما تسعى الى تشويه حركة الحكومة وجهودها في النهوض بالواقع العراقي من كافة المستويات وبالتالي لا عتب عليها وكل العتب على الفضائيات المؤمنة بالتغيير النيساني الديمقراطي بعد عام 2003 ، فهل يعقل ان تأسيس ثلاث جامعات هي جامعة سامراء في قضاء سامراء التابع لمحافظة صلاح الدين وجامعة القاسم الخضراء التابع لمحافظة بابل وجامعة سومر في الرفاعي التابع لمحافظة الناصرية لا يحرك الاقلام الشريفة لمتابعة هذه الحدث المهم والقفزة النوعية والكتابة عنه فضلا عن كتابة التقارير والاستطلاعات حول هذه الانجاز العمراني والإستراتيجي الحيوي .
قد يقول قائل لماذا هذا المديح لشخص وزير التعليم العالي نقول للأسف الشديد هناك فهم خاطئ للحرية ، عندما كان الكاتب والصحفي في النظام السابق يكتب باتجاه واحد بحيث لا يسمح له الكتابة بالاتجاه الأخر المعارض ، كان يتهم بأنه من المطبلين للنظام والمداحين له ، وهذا الانطباع للأسف بقية لحد ألان ، كأن كل من يذكر انجاز معين للحكومة او لوزارة معينة يتهم بانه من المداحين والمطبلين للحكومة ، في حين ان النظام السياسي الجديد مبني على حرية التعبير والرأي والرأي الاخر فعندما نقرأ الكثير من المقالات التي تهدف الى التشهير والتسقيط السياسي لوزير التعليم العالي والذي يراه كتاب هذه المقالات بانه حق دستوري في ظل التعبير عن الرأي لابد ان يقتنع هؤلاء بان هناك رأي اخر ممكن ان يدافع عن انجازات وزارة التعليم العالي فعندما نسمع عن انشاء ثلاثة جامعات وازدادت عدد الكليات المستحدثة الى 57 كلية وبلغ عدد الاقسام العلمية المستحدثة 163 وعدد الفروع العلمية وصل الى 33 فرعاً ، كما ارتفع اعداد الطلبة المشمولين بالبعثات والزمالات والاجازات الدراسية والنفقة الخاصة ، فبعد ان كان عددهم 395 عام 2005 وصل الى 13828 في عام 2012 ، كما بلغت نسب الزيادة باعداد الطلبة الملتحقين بدراسة الدبلوم العالي بنسبة 47% ، وللماجستير بنسبة 65% ، وللدكتوراه بنسبة 43% للعام 2012 مقارنة بالعام 2010 . هذه الانجازات تستحق ان نكتب عنها لانها انجازات الى العراق وابناءه نعم جاءت بجهود وزارة التعليم العالي لكن الفائدة تعود الى ابن سامراء وابن ذي قاء وابن الحلة .
وعلى هذا الأساس الموضوعية والمهنية تتطلب ان نكون شجعان فنقول ان وزارة التعليم قد حققت انجازات في ظل عهد وزيرها علي الاديب كما لابد ان نكون شجعان عندما لا تحقق اي وزارة انجازات معين وهذه هي الحرية اما التسقيط السياسي وتشويه سمعة المسؤول من خلال الأكاذيب والتلفيق  في الفضائيات والمواقع الالكترونية فهذا خارج المهنية الصحفية ، التي لابد ان تكون موضوعية وتتابع مسيرة التعليم العالي والبحث العلمي التي تحقق فيها انجازات على ارض الواقع وليست بالإعلام فقط وعليه لابد من الوقوف وقفة احترام وتقدير لكل الجهود التي بذلتها وما زالت هذه الوزارة من اجل الارتقاء بالتعليم العالي وجعله منافسا  قويا  للتعليم في الدول المتقدمة ، لان الوزارة عليها مهمة النهوض بالواقع العراقي من خلال امتلاكها مفاتيح التقدم والنمو الاقتصادي والاجتماعي  للبلد ، وهي من يملك أسرار صناعة العلماء والمفكرين والمبدعين ، شريطة أن يكون هؤلاء حريصون على تقدم البلاد ومؤمنون بالتغيير الديمقراطي
ومن هنا يبدو هناك خطورة لهذه الوزارة من خلال اهتمامها في بناء الإنسان الجديد المؤمن بمبادئ الإنسانية بالتالي عملية الخروج من المعضلة العراقية مرهونة  بالإنسان العراقي، فهذا الإنسان مصنوع ضمن نظرية سادت العراق حوالي 35 سنة فقد استطاع النظام السابق بأجهزته القمعية ومكانته الإعلامية أرغام المواطن العراقي على القبول بتلك النظرية فضلا عن أن الآليات السلوكية التي تولاها النظام السابق ازاء الشعب العراقي وإزاء حزبه، التي كانت سببا في صناعة إنسان من نوع معين، فالحروب التي خاضها هذا النظام ضد بعض الدول الإسلامية والعربية والتغذية الفكرية والدعائية والعاطفية والشحن الإعلامي كلها علمت البعض من العراقيين الكراهية وحب الحرب والاعتداء على الأخر، لذلك وضعت الوزارة (خارطة طريق) من خلال الاهتمام بالمناهج الدراسية التي شعر بخطورتها من تربى على فكر النظام السابق لذلك كانت الحملة الشرسة على التعليم العالي ، ولكن هذه الحملة فشلت أمام الانجازات الحقيقية لهذه الوزارة والقادم سيكون أفضل إنشاء الله فالمستقبل لم يكتب بعد .