26 نوفمبر، 2024 4:31 م
Search
Close this search box.

وزارة التربية .. وستراتيجية التربية المفقودة..!!

وزارة التربية .. وستراتيجية التربية المفقودة..!!

الاهتمام بالتربية والنشيء ومستقبل الاجيال يعد من الستراتيجيات التي تهتم بها وزارات التربية والتعليم في دول العالم، وتضع لها الخطط العملية التي تضمن لها النجاح، أما في العراق فأن وزارة التربية لم يكن لديها مثل هذا الاهتمام، وان وجد فلا يتعدى إطار أشهر ، وليس لسنوات.

وقد يقول قائل من داخل وزارة التربية ، ان هناك خططا للوزارة ذات طابع ستراتيجي ، وانا لا أنكر فعلا وجود مثل هذه الخطط ، لكنها ليست ذات طابع عملياتي علمي يستند الى معطيات ما يزخر به الواقع السياسي العراقي من متناقضات ، يجعل من الصعب بل ومن المستحيل تطبيق ستراتيجيات للتربية في العراق في ظل إختلاف المواقف والتوجهات التي تصل حد التناقض بين التيارات والكتل السياسية، ما يبقي توجهات وزارة التربية ان وجدت لها ستراتيجيات أصلا، في اطار نظري مكتبي ، أكثر من كونه طريقا لمخطط ستراتيجي ، يرتقي الى ان أن يمتد عبر فترات زمنية أطول.

وللتدليل على عدم وجود تخطيط ستراتيجي بالمعنى المتعارف عليه في وزارة التربية في العراق، فان الكثيرين يرون بأن ما هو موجود لايتعدى تأشير بعض المناهج ذات الطابع العلمي وليس الانساني والفلسفي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي ، في ان نخرج أجيال لديها القدرة على ان تبني وطنا يمتلك شبابه مؤهلات الخبرة والنضج على مختلف الاصعدة، ولا يقتصر التطور على الجانب العلمي وان كان مهما، لكن بناء الانسان هو الأصعب، فقد يكون بمقدورك أن تحصل على أرقى السيارات والمصانع والشركات، اذا كانت لديك خططا تنموية طموحة ، ولكن من الصعب ان نجد الانسان الذي يواكب تطور المجتمع ونهوضه القيمي والاخلاقي ومنهجه في الحياة، أي ان الانسان ليس بحاجة الى المأكل والمسكن والوظيفة فقط ، بل الى الاستقرار النفسي والوحدة في المواقف والرؤى أزاء ما يتعرض له الوطن من تحديات ومن اطماع ومن قدرة على مواجهة هذه التحديات بهمة رجال أقوياء أشداء ذوي بأس، وفلاسفة ومنظرين ، ومن كل ما يزيد البلد منعة وقوة واقتدارا، وهذا ما يتوفر في مناهج وزارة التربية ولا في خططها الستراتيجية في أغلب الأحوال.

والغريب ان كل من يتعرض الى وزارة التربية بالنقد والملاحظة والتنبيه، فأن الوزارة نفسها لاترد بل يرى فيها بعض النواب، انها تشكيك بقدرة الوزارة ووزيرها، ولا ندري ماذا يقصد سيادة النائب، هل يعني ان مجرد إبداء ملاحظلات أو حتى توجيه الانتقادات لوزارة التربية ان الوزارة غير مقصرة او لاينبغي توجيه سهام النقد اليها، في حين ان الوزارة نفسها لاترد والسيد الوزير نفسه لايرد على تساؤلات المواطنين أو ممن يكتبون عنها ، لانه لايقرأها اصلا، فما بال بعض السادة النواب يردون بالنيابة عن وزارة التربية ، وهي التي أعتادت الى الصد والصمت المطبق أزاء كل ما كتب عنها من ملاحظات او شكاوى، ويجد السيد الوزير ، أن افضل مواجهة في مثل هذا النوع هو السكوت ، وكانه يعد الصمت هو من ذهب، على طريقة : “إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب”، وانا أقول للسيد وزير التربية ان هذه الحكمة لاتنطبق على أحوال من هذا النوع، لان السكوت والصمت في حالات كهذه هو من قبيل كمن يدفن نفسه في التراب وترى الناس عيوبه واضحة ، وليس بمقدور أحد ان يغطي الشمس بغربال، وان أنصحه بالرد، ولكن ليس على هذا المقال فقط، بل على مقالات سابقة كتبتها عن وزارته، وليس لدي أي شك في ان الوزير اذا ما اطلع هذه المرة على كل ما كتبت فسيجد اني محق فيما أكتب، وعليه ان يوضح للقاريء الطريق الذي يراه مناسبا لكي يوضح لمن يريد التوضيح ان لوزارة التربية قلبا مفتوحا لا صندوقا مغلقا ليس بمقدور أحد ان يفتحه او يقترب منه.. والله من وراء القصد.

أحدث المقالات