لم يكن بلدنا العراق في يوم من الايام الا رائدا في مجال المعرفة والعلم والثقافة، وما طرأ من تراجع بعد التسعين والى 2003 كان طارئا بحكم السياسات الخاطئة التي كان ينتهجها النظام السابق في القضاء على ما تبقى من العلم والمعرفة وتقديم انموذج سلبي يقود، كان اقرب الى الحلقة الاخيرة من حلقات الوصول الى العصور الوسطى بل المتأخرة.
ما بعد 2003 كانت ثمة محاولات حققت شيئا ولو يسيرا من اعادة العراق الى حاضنته الحقيقية عبر دور بارز في القيادة العامة، والتعليم على وجه الخصوص.
اللجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم احدى اللجان المهمة التي تم تأسيسها في 20 شباط 1950 حيث تتبع لوزارة التربية ويترأسها معالي الوزير ويحكم عملها نظام خاص صادر عن الامانة العامة لمجلس الوزراء ، اذ اصدر مجلس الوزراء نظام اللجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم، واوكلت رئاستها الى معالي وزير التربية د. محمد عمر اقبال عمر الصيدلي.
ان التفاعل الداخلي مع وزارات التعليم العالي والثقافة والخارجية والعلوم وغيرها يجعلنا امام كيان معرفي واحد تترأسه وزارة التربية بوزيرها، وسيكون ثمة انعكاس في الجهة الخارجية للتمثيل، ناهيك عن الفائدة التواصلية التي سيجنيها العراق وهو ينقل همومه الى المجتمع العربي ومن ثم الدولي، فلم يعد تعدد الواجهات الناقلة للهموم مقبولا في ضوء تباين وفي بعض الاحيان تقاطع المتفق عليه والمختلف فيه.
قيادة دفة اللجنة من قبل وزير شاب له دلالاته، بالاضافة الى ما يمتلكه من مؤهل علمي في مجال التربية سيضيف كثيرا من الخبرة للعمل، وهو خطوة متقدمة من شأنها اعادة اواصر التواصل مع المحيط العربي، والمنظمات العاملة في هذا المجال.
في الاجتماع الاخير للجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم الذي ترأسه معالي وزير التربية في 4/5/2015 اكد الدكتور محمد اقبال عمر الصيدلي على اهمية تسنم العراق منصب نائب الامين العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو)، وان هذا له ما بعده من عمل متواصل دؤوب.
يبقى التحرك الان مرهونا بالتشكيلة المتناغمة التي ستقرر ما اذا كان العراق قادرا على تطوير اللجنة وادائها، وتوقعي ان يكون العراق قادرا على ذلك بوزير شاب قادر على تجاوز كل الصعاب والارتقاء باسم العراق عاليا في سماء العرب.