7 أبريل، 2024 7:53 ص
Search
Close this search box.

وزارة التربية والتعليم تنهج نهجاً شعوبياً تخريبي

Facebook
Twitter
LinkedIn

أثارَ القراران الأخيريّن لوزارة التربية يوم أمس الأول 30 آذار المنصرم ، غضب واستنكار الطلبة وأولياء أمورهم ، يُشاركهم فيه اعدادٌ كثيرة من المدرسين المخلصين ممن لا حول لهم ولا قوة امام المتحكمين في تسيير اعمال الوزارة ، ذوي الخبرات الإدارية المحدودة والمنتمين الى الأحزاب الإسلامية المتنفذة .
إذ تضمن القرار الأول ذي العدد 4512 ، السماح لطلبة الصفوف المنتهية الثالث المتوسط والسادس الإعدادي بفرعيه ” بالدخول الشامل ” ، بمعنى السماح لهم بالإشتراك في الإمتحانات الوزارية للعام الدراسي الحالي والمزمع إجرائها في 1 حزيران 2020 ، بغض النظرعن مستواهم التدريسي للفصليّن الأول والثاني وامتحان نصف السنة وعدم الإلتفات الى الفصلين الأخيريّن الثالث والرابع . بالتالي سيتساوى الكسالى والتنابل مع المجتهدين والمثابرين منهم ، مما يوّلدُ شعوراً بالظلمِ والغبن ِلدى الشريحة الأخيرة . الأمر الذي سيُرحّل اعداد ليست قليلة من غير المؤهلين للعبور الى المراحل التي تلي المتوسطة والإعدادية دون إستحقاقٍ جدير( علمياً وتربويا ً ) ، ستترتب عليه مشكلات وسلبيات مستقبلية أهمها ضعف فرص التواصل وفهم وهضم المواد التدريسية اللاحقة التي تتطلب فهم واستيعاب الدروس للأشهر والسنوات السابقة لمرحلة العبور .
اما القرار الثاني المرقم 4514 والصادر في نفس الجلسة من التأريخ المذكور ، فهو لا يقل سوءاً عن سابقهِ إن لم يكُ أخطر منه ، حيث يقضي بتقليص وتعليق المناهج الدراسية ويُخوّلُ في الفقرة(4) منه عددٌ من المديريات المرتبطة بوزارة التربية صلاحيه ( إنتقائيه ) بتحديد الفصول والموضوعات من المناهج الدراسية وتبليغ الطالب بأداء الإمتحان فيها حصراً ، فضلاً عن الإشارة الصريحة في الفقرات (1 ، 2 ، 3 ) الى اختصار ودمج عدد من المواد كما ورد في مفردات ( التقليص والتعليق والدمج ) كالفيزياء مع الكيمياء ، والعربية مع التربية الإسلامية وحذفِ فصولٍ كثيرة من المواد على ذات السياق المتبع منذ 2003 ، والمراد منه تجهيل الطلاب والتلاميذ وحشوِ عقولهم بأفكارٍ شعوبية ضيقة ، يُراد منها تغييب الوعي الشبابي المتطلع الى معرفة الماضي والإفادة من تراث الأمة وقيمها ومآثرها .

علماً ان مديرية إعداد المناهج التعليمية والتربوية قامت وعلى مدى السنوات الماضية بحذف موضوعات اخرى من كتب التأريخ والمطالعة والنصوص على خلفيّة طائفية ، مثال على ذلك : ـــ
١. حذف فصول الفتوحات الإسلامية في العهدين الأموي والعباسي .
٢. حذف أدب المقاومة الفلسطينية بكافة فصولها.
٣. حذف أدب القادسية الثانية بالكامل .
٤. حذف تأريخ عدد من الشعراء من أهل السنة في مختلف الحُقب منها الأموية والعباسية وصولاً إلى شعراء العصر الحديث كالرصافي والزهاوي…. إنتهاءً بــ عبدالرزاق عبدالواحد ورعد البندر …. وآخرين .

خلاصة القول ان حكومات الإحتلال الفاسدة ومؤسساتها التربوية الطائفية ، ستُخَرِّج جيلاً لايفقه شيئاً عن تأريخ العراق وحضارته وتراثه… تنفيذاً للأجندات الفارسية الشعوبية وبمباركة عدد من المراجع الدينية على رأسها آية ﷲ محمد اليعقوبي الذي دسَ أنفه في وزارتي التربية والتعليم العالي منذ سنوات الإحتلال الأولى ، إذ وصل الحال به وبأتباعهِ الإشتراط على اللجان التدريسية لعرض المناهج التعليمية والتربوية عليه واستحصال موافقته قبل إقرارها ” كالعربية وتفرعاتها والدينية والتاريخية” وغيرها … ولاشك ان المسؤولين في الوزارتيّن بسكوتهم عن تلك الإملاءات ورضوخهم دون إعتراض او إحتجاج ، يُعدون مشاركين ومساهمين في تلك الجرائم وبذلك النهج الشعوبي المُدمر لعقول الأجيال الصاعدة .
ادناه صورة من القراريّن ، موضوعيّ الذكر :

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب