16 أبريل، 2024 12:35 م
Search
Close this search box.

وزارة التربية في ظل ولاية الوزير اقبال

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنا أول المرحبين والمتفائلين بمقدم السيد محمد اقبال عمر الصيدلي ليستأصل آفة المحاصصة والتوافق والتوازن والجهوية في وزارة عول عليها ان تتبنى المواطن وتغرس فيه حب وطنه والتفاني من اجله والتضحية دفاعا عنه وان تدخل مفردات محاربة الفساد والمفسدين في مناهجنا الدراسية وان يحلم ابناؤنا واحفادنا بمستقبل زاهر وبيئة نظيفة، ومع ان وزارة التربية وزارة كل العراقيين تدخل بيوت الفقراء والمترفين بعد أن عاشت ضنك اللصوص طيلة اكثر من عقود ثلاثة فلم يفِ تميم ومن قبله الخزاعي بما وعدوا من مدارس فارهة جميلة لا تلك المدارس الطينية التي أصبحت تتلألأ من الماضي القريب، وامتد الحلم ان يكون في كل مدرسة مختبر وأجهزة حاسوب وفنٌ رصين وساحات ألعاب وحانوت يوزع من وفرة النفط والغاز التغذية السليمة لفلذات أكبادنا بالمجان، ولكن سياسيونا قد يكونوا معذورين فالسياسة عندنا لا تخدم المواطن بأيّ شكلٍ من الاشكال بل تشرعن للمحسوبية والمنسوبية والجهوية والفساد.

بعد 2003، يا معالي الوزير اقبال، أول ما وعد به المحتل ودعاة التغيير أن يحظى قطاعي التربية والصحة باولوية في الدعم والتحديث ومداواة العقل والجسد. وما تحسن الحال في كل ما وعدوا علاوة على ان المعلم المسكين ما زال يتحمل عناء التعليم ورغبة السفر وقلق الايجار وأمل تحقيق ما وعد به البرلمانيون بتحقيق العدالة في سلم الرواتب والعلاوات.

تلميذنا المهذب الجميل غابت عنه الباحة المزدانة بالخضرة والصور الزاهية التي تدخل الحبور في نفوسهم ولكونهم في عمر الزهور فهم لا يعرفون شيئاً عن تأريخنا (المصخم) التليد من عهد الاحتلال ولا بما وعد به الشيخ برايمر بالخير القادم بعد سقوط النظام السابق.

طالبنا الذين يفهموا الأمور ليستيقظ ضميرهُم في غفلة من الزمان فما عادوا يهتموا بالاحتجاج والتظاهر بل زادوا في غيهم واستهزؤوا بالعلم والتعليم فالدور الثالث قد يتبعه دور ذهبي تكميل رابع أو عبور واستحدثوا نظام المحاولات ونظام الكورسات وفي ظنهم انهم قد خدموا قطاع التربية والتعليم وتناسوا استراتيجيات تطوير التربية والتعليم التي وضِعت اسسها في فندق راديسون في عمان وتبؤا رئاستها المطلك بعد سنين في بغداد.

وبعيدا عن لجنة التربية والتعليم في البرلمان التي لم تقدم خيرا لوزارة التربية ،يا معالي الوزير اقبال، كما يقول المنصفون ، وبعيدا عن ثلة لا تريد لبلدنا الخير والأمان،نأمل للتربية ان يستقر بها الحال وتعيد الهيبة إلى مفصل التعليم المهني الذي هو عمود التطور والنهوض في عراقنا الجريح وبدلا من ان يتحول هذا المفصل الى وزارة أسوة ببلدان العالم التي انهكتها الحروب وتعافت بوجوده سعى الظالمون الى تهديمه أو ارتضوا بذلك أو سكتوا وهم في سدة المسؤولية في الوزارة بل اقول بكل ثقة ومعبرا عن آلآف من منتسبي التعليم المهني ومن التربويين الشرفاء ان محو والغاء التعليم المهني هو إلغاء ومحو وزارة التربية بالكامل وإن سرى الحال على ما هو عليه الآن فلندعو الى دمج وزارة التربية مع وزارة الاتصالات او وزارة الخارجية كي يحل

المتجهبذون رموز التكنولوجيا الحديثة او نبرز للعالم الخارجي حالنا القديم لنفتخر به من تراث علوم الاولين والآخرين بعد ان افلست حتى من دار دور أو راشد يزرع.

ولابد ان نشير يامعالي الوزير الى ان تسهيل امور المواطنين والابتعاد عن الفساد والمفسدين وتهذيب الالفاظ مع المراجع المسكين ينبغي ان تكون لتوجيهاتكم ما ترضي الله والعباد بعد ان تأكدنا ان بعض المسؤولين التربويين ما اهتزت لهم شعرة أو ترقرقت في عيونهم دمعة أو أبدوا رحمة من خفقة قلب لسؤال مراجع مهضوم.

وآخر الكلام: القلب موجع والتركة ثقيلة والميزانية يقال عنها خاوية فإن استقويت يا معالي الوزير بالحق فنحن معك، وان سعيت إلى إبقاء التعليم المهني والنهوض به فذلك سيسجل في ميزان حسناتك، وإن تركت الحابل بالنابل فخير لنا أن نعلن ضعفنا وهزالة امرنا، حينئذ ستكون الوزارة دكاكين استشارية ولتمشية الامتحانات الوزارية التي يقال انها ستنتزع الى المحافظات.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب