يؤكد مختصون بالشأن التربوي ان مستويات التربية والتعليم في زمن وزير التربية محمد تميم قد انحدرت الى مستويات خطيرة، بعد ان تدنى المستوى التربوي في معظم المدارس العراقية وفي جميع المراحل، مايشكل انتكاسة تربوية تعد الأخطر في تأريخ العراق، ويتطلب الأمر إيجاد مخرج سريع لها لكي يتم إنتشالها من أزمتها المرعبة هذه.
ويؤكد المختصون بالشأن التربوي ان العراق كان يحتل المركز المتقدمة للمستويات العلمية والتربوية لمؤسساته التربوية ومدارسه وكلياته المختلفة في السبعينات والثمانينات والتسعينات ، أما الان فان اليونسكو وهيئات تربوية عالمية تشير الى تراجع خطير في مستويات من يتخرجون من المدارس العراقية، وهم يعانون الفقر الفكري والثقافي والتعليمي والتخلف التكنولوجي، بسبب جملة ظروف ، البعض منها امنية وسياسية ، لكن السبب الأكبر هو غياب ستراتيجية تعلم وتربية واضحة وتنافر سياسات وزارة التربية وتضاربها مع برامج التنشئة، بحيث لم تعد تستوعب الخبرات الحديثة في التربية وبقيت تستخدم أساليب ومناهج متخلفة ولا تواكب التطور العالمي في التربية والتنشئة الاجتماعية ما خرج الاف من الطلبة ضحيلي التعلم والثقافة، ما انعكس ذلك التردي بشكل خطير على الاجيال العراقية منذ عام الفين وخمسة حتى الان، والتدهور يستمر في منحدرات مرعبة، ان لم يتم تدارك الامر قبل فوات الأوان.
ويعزو المختصون بالشأن التربوي تدهور مستويات التربية والتعليم لعشرات الالوف من الطلبة العراقيين الى سوء البيئة المدرسية، اذ لا تتوفر مدارس حديثة ان لم تكن معظمها ذات بيئة ملوثة ولا يمكن للطلبة تحمل ظروفها القاسية، اذ ان اغلب أثاثها محطم وأرضيتها غير صالحة للتدريس وبناياتها قديمة، وقد أكل الدهر على بعضها وشرب، وأسباب كثيرة، لكن عهد وزير التربية محمد تميم يبقى الأكثر فسادا ، لانتشار مظاهر الرشوة بين المدرسين وادارات التربية، التي اعتمدت الرشوة وفرض الاتاوات على الطلبة والا سيكون مصيرهم الفشل والاحباط، وكثير من الطلبة يتم تهديدهم بتقديم اموال والا تعرضوا للرسوب ان لم يدفعوا لمدرساتهم ومدرسيهم، او لادارات التربية التي تعد الأكثر سوءا من حيث تفشي الرشوة في دوائر هذه الوزارة التي يفترض انها تعلم النشأ التربية واصولها وتبعدهم عن آفة الفساد وتحذرهم منها في مناهجها ، بدلا من ان يجد الطالب في مقتبل العمر ان طريقه الى النجاح لايمر الا من خلال دفع الاموال، التي تكلف العوائل العراقية اموالا باهضة كل عام.
ويقول مختصون بالشأن التربوي ان تفشي المدارس الاهلية يؤكد حقيقة تفشي الفساد وتدهور احوال التربية في مدارس العراق، وهي اي المدارس الأهلية هي وجه آخر للفساد، ، ان لم تكن بؤورة الفساد ، لكون أغلب ادارات هذه المدارس تعتمدعلى معلمين ومدرسين ضحيلي الثقافة ومن مستويات علمية متدنية حتى لاتضطر لدفع مرتبات عالية لهم، ولهذا فهي تستخدم الخبرات الوسطية والابتدائية ومن غير الملمين باصول التربية والتعليم وتعتمد عليهم في تدريس مواد ليست من اختصاصهم، مايخرج الاف الاجيال الأمية، وذات المستويات المنحردة في الثقافة والوعي، ويشكل انتشار المدارس الاهلية ضياعا لمستقبل التربية وليس مظهرا من مظاهر تقدمه، ولو احصينا ما تقدمه المدارس الاهلية من برامج وخطط ومناهج بحث لوجدنا أغلبها لاتمتلك حتى خبرات بسيطة في التربية والتأهيل فكيف يكون بامكانها تخريج الاف الطلبة بهذه المستويات الضحلة، والتي ليس لديها خبرة ميدانية في أصول التربية وعلم النفس.
وفي فصول قادمة سنوضح المخاطر التي تتعرض لها مستويات التربية في العراق من خلال وزيرها محمد تميم، ومراحل تفشي الفساد في هذه الوزارة وتسعيرة التعيينات في هذه الوزارة التي لابد وان نكرس لها فصلا خاصا يتناسب ومستوى خطورتها على الاجيال المقبلة.