18 ديسمبر، 2024 11:23 م

وزارة التربية بعد التحية  – 2

وزارة التربية بعد التحية  – 2

تمنيت في الجزء الاول من المقال, ان يكون للمعلم مكانة يستحقها, لكونه هو الاساس في صناعة الجيل القوي, لكل البلدان؛ وليس بالعراق فحسب, وأن نخطو خطى اليابان, ولتكن تجربتهم درس نتعلمه, ونطبقه على الواقع, ولكن مادام هناك رجال يتحكمون في ادارة وزارة التربية؛ لا يملكون الكفاءة, لهذه المناصب, سيكون من الصعب النهوض بواقع التعليم في العراق.
تتطلب مهنة الصحافة, والسلطة الرابعة, ان تكون مرآة لكل المسئولين, حتى يستطيعوا ان يروا من خلالها؛ حقيقتهم البشعة, بكل حيادية ومصداقية, ولكون الامانة في اعناقنا بإيصال الحقيقة للناس.
وعدكم بذكر الاسماء بدون مجاملة او خوف, وآصال الحقيقة, لذا سوف يكون البدءُ من مديرية الرصافة الثالثة, لكونها تحمل بين اقسامها الكثير من علامات الاستفهام, وهي حديثة العهد, إذ تم استحداثها في نهاية عام (2004), وهي منشقة من الرصافة الاولى, وتولى أدارتها في سنة (2005), بمنصب المدير العام (ابراهيم فلاح ), وهو يحمل مباركة وحماية التيار الصدري, وأصبح هو القاضي والجلاد في آن واحد, سعى الى اقصاء الكثير من التدريسيين, بحجج انتمائهم الى (حزب البعث و أعضاء الفرق الحزبية)؛ وكونها حديثة العهد قد ولد ارتباك كبير في المدارس, التي تنطوي تحت هذه المديرية, مما اعطى الفرصة, الى الكوادر التي لا تملك الكفاءة, لتتصدر المشهد التعلمي, واستطاعوا الحصول على مناصب مدراء للمدارس, وإدارة دفة القيادة !.
بعد أن أدى الواجبات المطلوبة منه, في تصفية المدارس المنطوية تحت كنف المديرية, سلم الراية الخاصة بــ (mafia ) التعليمية, الى السيد ( محمد جواد كاظم الموسوي), وهو ايضاً مبارك من قبل التيار الصدر, ولكن المدير الجديد كان أمين مخزن في هذه المديرية, وأصبح مدير المخازن بين ليلة وضحاها!,  وبزمن قياسي, وبدعم من الوزارة, حتى تم تهيئته ليكون المدير العام للمديرية, وسار على خطى سابقه بدون تردد, وأكمل الواجب الذي تعهد على اكماله, وتمت مكافئه عندما اصبح الدكتور (محمد الموسوي عاشق النساء), وبزمن قياسي آخر!, ليشغل اليوم  منصب مهم وحساس (مديرية الاشراف التربوي), ولنا حديث عنه في قادم الايام.
دارت الدائرة على التيار الصدري, خاصة بعد ان استلمت دولة القانون رئاسة الحكومة, ودخل تحت أجنحتها, (فيلق بدر) بقيادة هادي العامري, وزير النقل الحالي, والذي انشق من المجلس الاعلى الاسلامي, ومن ثم تمت مكافئتهم, وإعطائهم عدد وزارات, وعشرون منصب مدير عام, وكان من ضمن هذه المناصب, مديرية الرصافة الثالثة, تسنم (حسين ناصر العبودي) الذي تمت مباركته, من فيلق بدر ودولة القانون, ليقود المديرية, رغم انها كانت مفككة وهزيلة؛ بسبب من سبقوه, إلا انه استطاع ان يجعلها من افشل المديريات, الموجود في وزارة التربية!, لكونه انشغل في الفساد الاداري, وجمع المال, وإرضاء اسياده, وتسويق نفسه, للترشيح في مجالس المحافظات؛ وفشل, رغم انه يملك كل المقومات, التي تجعله من اكبر السراق, والمرتشين, داخل محافظة بغداد !.
مديرية تعليم فاشلة, وتحت قيادها اكبر مدينة في بغداد, (مدينة الصدر الغالية والحبيبة), وهي منبع للمثقفين, والمبدعين, وعدد سكانها يتجاوز الاربع ملايين نسمة, يقودها رجالٌ فاشلون, لا يستطيعوا ان يقودوا انفسهم, وهم أداة بيد الأحزاب!.
هذه واحده من مديريات وزارة التربية, غريبة التكوين, كأنها بسباق, لجميع من فيها؛ لصبحوا آلة, لتنفيذ إستراتجيات مبطنة تدور بفلسفة الدولة التربوية, وفي حقيقتها رؤى وأهداف, يراد منها تحطيم الجيل العراقي, الذي كان يشار له بالبنان, والإبداع, والتطور, محاولين بشتى الطرق, ان يخلقوا من هذا الجيل أمياً, لا يحمل في جعبته الكثير من المعارف, التي تنفعه في حياته الخاصة والعامة.