23 ديسمبر، 2024 3:40 ص

وزارة التخطيط …على شكري … إستراتيجية الفشل – 2

وزارة التخطيط …على شكري … إستراتيجية الفشل – 2

اقل ما يوصف به… على شكري ووزير التخطيط بأنه وزير “محاصصة بامتياز” … وفي محاصصة فاضحة علنية …صوت له مجلس النواب … عدا احد النواب الذي … تحرك ضميره قليلا فسأله برفق عن الـ C.V الخاص به … فاحتار لكنه رد ” لم يطلب مني احد تقديم أي C.V ، لاحظو معي ان التقديم لأي وظيفة  في اي من دول العالم حتى ولو كانت بعنوان عامل تنظيف يتم ترشيح الشخص المقدم عليها وفقا لنقاط  ، بناء على مهاراته وخبراته اي C.V  لكن في المحاصصة عندنا الوزير والذي سيتولى إدارة شأن عام لـ 30 مليون نسمة ويتعامل بملايين الدولارات ، ويحدد مستقبل وتاريخ بلد ، يتم تنصيبه بناء على الخواطر ، المسكين علي الشكري ” لانه لايعرف ماهو مقدم عليه ” ، دافع عن نفسه بالقول ” إنا حاصل على شهادة الدكتوراه في القانون ” … لاحظوا معي ايضا بانه لاعلاقة إطلاقا بين الدكتوراه التي يحملها وبين المؤهل والخبرة التي يمتلكها ، لان التخطيط يتطلب مؤهل في الاقتصاد وفي التنمية وفي التخطيط الاستراتيجي ، لكن أخونا علي الشكري “هب بياض في هذه المفاصل ” ، تصوروا شخصا بهذه المواصفات  يكون في اليوم الثاني رئيسا لبعبع وزارة التخطيط مهدي العلاق والذي كان في سنة 2000 خبيرا في الإحصاء بنفس الوزارة ، أي ” مسلكي وزارة التخطيط ” ، والذي لاشك سيقود وزيرنا المبجل الى الشط ويرجعه ” عطشان ” …على حد المثل العراقي … بأي حال ” مافيش حد احسن من حد “…فعز الدين الدولة الذي لايعرف كيفية زراعة حديقته المنزلية ، ينصب بنفس الآلية وزيرا للزراعة ، ونصار الربيعي ، الطبيب البيطري ، يكون وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل … ويله… مادامت الحكومة بهذا التشكيلة فلا باس ان يكون من حصل على دكتوراه” حوزوية ” في النجاسات نائبا لرئيس الدولة … ومثله من حصل على مؤهل في قراءة الفواتح وزيرا للتعليم العالي …
خلال إدارته لوزارة التخطيط … تميز علي الشكري بتصريحات متناقضة و ” تطيير الفيلة ” … في الوقت الذي يصرح فيه ان نسبة الفقر في العراق 14% …يعلن الامين العام للامم المتحدة ان نسبة الفقر في العراق تصل الى 23% …وهذا فقط الفقر المدقع اي فقر الجوع … اي ان مايحصل عليه الفرد يوميا اقل من 2 دولار في اليوم ، ثم يعاود صاحبنا الوزير … فيصرح بان نسبة الفقر في المثنى 45%  وفي ذي قار وبابل وصلاح الدين اكثر من 35% ثم يحضر قمة ريو في البرازيل عام 2012 ، فيعلن ان دخل الفرد العراقي يصل 4000 دولار في السنة ، وهو تصريح يتناقض تماما مع  الأرقام السابقة التي أعلنها للفقر ، إضافة ان المؤتمر  هو مؤتمر للتنمية البشرية المستدامة وانم الدول التي شاركت في المؤتمر مثل المكسيك والبرازيل ، تمتلك خبرات عالمية في مجال الخطط الإستراتيجية لمكافحة الفقر وكان يمكن الاستفادة من تجاربها تلك في بلورة خطة إستراتيجية عراقية لمكافحة الفقر  خاصة وان العراق يمتلك ميزانية سنوية تحلم بها تلك الدول  …
عاد أخونا شكري ليعلن قبل عدة اشهر ان نسبة الفقر في البلاد انخفضت الى 18% … ولانعرف كيف تم احتساب ذلك فهذه الإحصاءات تعترض عليها منظمات الامم المتحدة التي تعمل في  البلاد إضافة للبنك الدولي وجامعة اوكسفورد … ولا تعتمد المؤشرات التي تعتمد عالميا الا بعد توثيقها من قبل جهات غير حكومية ومستقلة … اما هو يقول أنجزت هذه الأهداف فعليه ان يقول لنا كيف  وبالأرقام لا بكلام عام ” حجي جرايد ” … وهذا تحدي أوجهه له ان يخرج للإعلام ويعلن ماهي المؤشرات التي تحققت والموثقة عالميا لكي تنخفض نسبة الفقر في العراق الى الرقم الذي أعلنه مع العلم … ان واحد من مدركات  تصنيف العراق كدولة فاشلة رقم 9  وفق المعايير الدولية هو فشل حكومتها في انجاز اي تقدم في  برنامج مكافحة الفقر و تسكينه …
إخواني في حفل تعودنا عليه زفت لنا وزارة التخطيط خطها الخمسية للأعوام 2013 – 2017 … وبلا حاجة لقراءتها فانها خطة للتسويق السياسي فاشلة بامتياز … وحتى لا يقال اني ” حاقد على الحزب والثورة كما كان يقال لي في زمن لدكتاتور ” … فاني اعرض عليكم النقاط التالية …
1— من شارك في إعداد الخطة على مستوى الوزارات والمحافظات … فالخطط الإستراتيجية في النظام الديمقراطي … تكون خطط تشاركيه …أي تشارك فيها قطاعات الدولة الثلاثة  ،  الحكومة والمجتمع السياسي ، القطاع الخاص ، المجتمع المدني ، وكل الخطط التي تعد دون ذلك …تفشل حتما في تحقيق أهدافها … لانها خطط مكاتب … خطط السمسونايت …بلا حياة ..
2— أي خطط في العالم لا تبنى الا على معلومات  وبيانات وإحصاءات دقيقة وموثقة … ووزارة التخطيط فشلت في إجراء إحصاء عام … وبالتالي الأرقام والمؤشرات التي تعتمدها مبنية على طريقة إحصاءات ” نماذج ” تفنن بها مهدي العلاق وفق ما يطلق عليه دائما ” الإحصاء العنقودي “…
3ـــ لا يمكن ان تتبنى خطة جديدة إلا بعد دراسة علمية لما  أنجز وتحقق من الخطط السابقة … والسؤال ماذا أنجز من  الخطة الخمسية 2009 ــ 2014 .. . ماذا حققت هذه الخطة من نجاحات  للاستفادة منها … او من سلبيات وتلكؤ وفشل لغرض تلافيه في الخطط القادمة … علمي علمكم وعلم وزارة التخطيط …
4 ـــ من هي الجهات المسئولة عن تنفيذ الخطة …؟ … كيف يمكن مراقبتها ومتابعتها وفق  مؤشرات الانجاز ضمن المراحل الزمنية المحددة … هل هي الوزارات … هل هي الحكومات المحلية … وكيف تلزم وزارة التخطيط الحكومات المحلية بتنفيذ الخطة وهذه الحكومات لم تشارك أبدا في التخطيط  … ولهذه الحكومات صلاحيات وفق قانون مجالس المحافظات المعدل … لا تربطها بأي خطة مركزية … ثم كيف يطلق على هذه الخطة وطنية … وإقليم كردستان العراق … لا يعترف بها أصلا …
5ـــ ماهي الميزانية التي رصدت لهذه الخطة … فالأموال  المورد الأساس  في التنفيذ … والأموال لا ترصد الا بناء على قانون من مجلس النواب … فكيف تطلق الخطة للتنفيذ …دون تشريع قانوني …
6ــ في النظام الديمقراطي المبني على اقتصاد السوق … لا توجد خطط إستراتيجية  شمولية… فالقطاع الخاص …  يرتبط بالاقتصاد الحر … وتخطط شركاته للمنافسة … والحكومة معنية فقط بالسياسة المالية العليا …Fiscal Policy   …  الموجهه لعاملين هما التضخم وسعر الفائدة … وما يرتبط بهما من دعم الحكومة المركزية  للعملة الوطنية … فالحكومة في الأنظمة الديمقراطية …. مسئوليتها الأولى الحفاظ على أرواح وممتلكات مواطنيها … وتقديم الخدمات في القطاعات الاجتماعية …  تبتدء  بتسكين الفقر ومكافحته … وتقديم خدمات راقية في مجالي الصحة والتعليم … والهدف هو تمكين الشرائح المهمشة في المجتمع … من بناء قدراتهم ودخولهم عجلة الإنتاج  المستدامة …لكن بعد 10 سنوات من عملية سياسية وحكومة توافق ومحاصصة … لم يتحقق اي منجز بهذه القطاعات وباعتراف عالمي …
7ـــ المورد الآخر في نجاح اي خطط هو المورد البشري … والمتمثل بالموظفين الذين ستناط بهم تنفيذ هذه الخطط المزعومة … وفي مؤسسات حكومية ينخرها الفساد ومترهلة وتفتقد الإدارة بالأهداف…فإنتاجية الموظف في الدولة العراقية لايتجاوز النصف ساعة يوميا ونحن البلد رقم 12 في تصنيف الدول الكسولة في العالم  …وبلا إصلاح إداري أولا … يكون تنفيذ اي خطة … حلم منتصف ليلة صيف …
8ــ اخواني لا اريد الإطالة عليكم أكثر … خشية الملل لكن هل سمعتم بخطة إستراتيجية … تطلق  بعد مرور 10 اشهر عل التاريخ الذي يجب ان تنفذ … اي فقدت الخطة خمس مدتها الزمنية … و يعد هذا تفريطا  في المورد الثالث وهو الوقت …  عندها سيكون الحديث عن تنفيذ ونجاح  تلك الخطة …” بل شيت ” كما يقول الأمريكان …