نشرت بعض المواقع الخبرية قبل ايام مناشدة من عائلة احد المواطنين لرئيس الوزراء وللسيد فالح الفياض وزير الامن الوطني مطالبين اياه بمعرفة مصير ولدهم الذي يدعون في المناشدة انه اختفى في احد مراكز الامن الوطني.
حقيقة استفزني الخبر واعدت قراءته عدة مرات لأصدق فحواه , فالذي افهمه ان من واجب الامن الوطني هو حماية المواطنين وتأمين سلامتهم والدفاع عن البلد , ويبدو غريبا ان يقوم الامن الوطني بقتل او خطف الناس , الا اللهم ان الامور في العراق تجري بطريقة مقلوبة وعكس المتوقع.
مايثير الاستغراب في المناشدة ايضا هو اخبار ذوي المواطن للوزير فالح الفياض بأمر اختفاء ابنهم , ثم يطالبوه بالتحقيق , فهل الوزير الفياض لم يحقق وينتظر عائلة المواطن ان تخاطبه عبر الاعلام ليقوم بالتحقيق ؟ اليس هو وزير الامن ؟ والمفروض ان يعرف كل صغيرة وكبيرة في العراق من الشمال الى الجنوب , فكيف او يعقل ان لايعرف بموضوع في دائرة من الدوائر التابعة له؟
يظهر ان عائلة المجني عليه كما نستشف في مناشدتها قد يأست او نفذ صبرها من تقاعس الوزير او اهماله او عدم متابعته لقضيتها فلجأت للاعلام لمخاطبة الوزير ورئيس الوزراء , ويمكن لنا ان نشم بسهولة صيغة التهديد التي بين سطور المناشدة حيث تقول العائلة ان لديها معلومات ولاتريد طرحها في الاعلام الان , اي انها يمكن ان تطرحها لاحقا اذا لم يفعل الوزير لهم شيئا!
مطلوب من الوزير الفياض ان يصدر توضيحا في الاعلام او يتصل بعائلة المواطن ويطمئنها ان العراق بخير وانه متابع ومهتم لقضية ابنها , والا سنصدم جميعنا في المستقبل عندما نتأكد ان امننا الوطني بيد مجرمين قتلة يخطفون المواطنين الابرياء. ورئيس الوزراء والسيد فالح الفياض يعرفون ان انتخابات مهمة تنتظرهم وليس من صالحهم ان يذكروا بسوء في الاعلام او غيره.
رابط المناشدة المنشور في احد المواقع المقربة للحكومة :
http://www.qanon302.net/news/2014/01/24/10547
