وزارة الاتصالات من المفترض ان تكون وزارة خدمية تقدم خدماتها للمواطنين بعيدا عن المهاترات السياسية التي شلت عمل الوزارة بالكامل واصبحت ساحة من ساحات الصراع بين الكتل السياسية.
وخير مثال على ذلك الصراع الذي اخذ بعد كبير في الاعلام نتيجة تداعيات استقالة وزير الاتصالات السابق محمد علاوي وعند مراجعة التصريحات والمواقف التي رافقت موضوع الاستقالة نجد ان الاسباب التي ساقها الوزير السابق في رسالته للمالكي تتعلق بالصراعات السياسية داخل الوزارة الى حد ان محمد علاوي ذكر في رسالة استقالته انه يقبل بكل الاخفاقات التي رافقت عمل الوزارة مقابل شرط واحد وهو نقل المستشارة هيام الياسري فماذا ياترى سبب هذا الخلاف الكبير بين محمد علاوي وهيام الياسري هل هو عداء شخصي ؟؟ بالعكس من ذلك نجد ان محمد علاوي هو من قام بتعيين هيام الياسري كمستشارة فنية في الوزارة عام 2007 فماذا الذي تغيير ما بين عام 2007 الى عام 2012 ؟؟ انه وبلاشك الصراع السياسي الذي اخذ بالتصاعد مابين القائمة العراقية ودولة القانون والذي انعكس في داخل اروقة الوزارة وبدأ يصل الى كل دوائر واقسام الوزارة
وحتى زيارة المالكي لوزارة الاتصالات في شهر ايار من هذا العام بسبب التأزمات والصراعات الدائرة في الوزارة لم تكن لحل لايجاد حلول وانما جاءت زيارة المالكي لنصرة فريق دولة القانون في الوزارة في مواجهة فريق القائمة العراقية
وبنضرة محايدة بعيدا عن اي تكتل سياسي داخل الوزارة ولكوني من العاملين في الوزارة ومن الفئة المحايدة والمهنية يمكنني القول ان محمد علاوي لم يعمل لمصلحة واقع الاتصالات في العراق ولا مصلحة الوزارة وانما كان يعمل لحشد الامتيازات والايفادات لقلة من الموظفين المقربين منه ومن بين تلك الحالات قيامه بترفيع احد الاشخاص من منصب مدير شعبة الى مدير عام شركة الانترنت بدون التدرج المعهود في العمل الوظيفي وذلك بسبب الولاء السياسي للقائمة العراقية لهذا الشخص اضافة الى تبنيه عقود شراكة مع شركات كردية بهدف عقد تحالفات سياسية بين القائمة العراقية وقائمة التحالف الكردستاني وفي المقابل فان فريق دولة القانون لم يكن يعبأ او يحرص على المصلحة العامة ومن بينهم هيام الياسري لم يكن خلافها مع محمد علاوي خلاف مبادىء او حرص على مصلحة الوزارة وانما للحصول على امتيازات تتعلق بعقود مع شركات مرتبطة بشخصيات سياسية في كتلة التحالف الوطني وهيام الياسري لمن يعرفها فهي شخصية عدوانية تحارب الجميع وتخلق حالة من الرعب بين موظفي الوزارة لفرض سيطرتها وهيمنها على جميع الموظفين
وبعد استقالة محمد علاوي تولى وزير الدولة لشؤون المحافظات طورهان المفتي وزارة الاتصالات وكالة وهذا الوزير وخلال عمله في الوزارة التزم الحياد ولم ينحاز لاي من طرفي الصراع ولم يحاول ان يجد حلول للمشاكل ربما لانه يعلم بانه وجوده في وزارة الاتصالات مؤقت وبدل من ذلك اخذ هذا الوزير بتنفيذ اجندته الخاصة من خلال الحصول على اكبر قدر ممكن من الامتيازات من ايفادات وعقود لمشاريع الوزارة فخلال شهرين فقط سافر خارج العراق في 5 ايفادات اضافة الى اعطاء امتيازات للموظفين التركمان في الوزارة كون الوزير تركماني ومع اننا نعلم بان المكون التركماني مكون اصيل في نسيج المجتمع العراقي ولكن اعطاءهم امتيازات خاصة من الوزير يعتبر تصرف غير مقبول فالوزير يجب ان يساوي بين جميع الموظفين ولافرق بين تركماني وعربي وكردي شيعي اوسني وكما لانرضى بالانتقاص من حقوق التركمان ايضا لانرضى بان ياخذ الموظف التركماني في عهد الوزير التركماني اكثر من اقرانه من القوميات الاخرى وبعيدا عن التعصب العرقي.
وفي ظل الوضع الحالي في وزارة الاتصالات نتوقع ان يستمر الصراع بين المسؤولين في الوزارة ويبقى المواطن العراقي يدفع ثمن هذا الصراع بشبة انعدام لدور وزارة الاتصالات في تقديم خدمات الاتصالات في العراق وتبقى الساحة خالية لشركات الموبايل التي تتحكم بسوق الاتصالات .
وفي داخل الوزارة يبقى الموظف المحايد محروم من كل الاميتازات من ايفادات ومكافاءات تمنح فقط للمرتبطين بالمسؤولين وختاما ندعو الله ان يشغل الظالمين بالظالمين وان يخرجنا منهم سالمين .