7 أبريل، 2024 9:20 ص
Search
Close this search box.

وزارة الإعلام

Facebook
Twitter
LinkedIn
ربما من الخطايا التي أُرتكبت بعد دخول الأمريكان الى بغداد هو إلغاء وزارة الإعلام وتسريح العاملين فيها بتوجيه وتحريض من الحكام الجدد القادمين على ظهور الدبابات الأمريكية بحجة أن هذه الوزارة كانت بوقاً للنظام السابق وأُستبدلت في حينها بشبكة الإعلام العراقي.
ورغم أن هذه الوزارة كحالها مثل بقية الوزارات والشعب العراقي كانت تحكمها دكتاتورية الحاكم الواحد وأسيرة قوانين صارمة، إلا أنها استطاعت أن تفرض ذلك الوجود الإعلامي من خلال وجود خبرات وكفاءات إعلامية بين أروقتها كانت ومازالت هذه الخبرات تقود الكثير من المؤسسات الإعلامية لغاية هذا اليوم.
وهناك حادثة يتذكرها معظم العاملين في الوزارة وهي عندما رفض مجلس الحُكم في حينها من دفع رواتب منتسبي الوزارة تم تشكيل وفد من الموظفين لمقابلة أحد أعضاء مجلس الحُكم للمطالبة برواتبهم المتأخرة، حيث كان موظفو الوزارة يتجمعون إسبوعياً أمام بناية الوزارة المُلغاة للمطالبة بصرف رواتبهم، خرج عليهم المُتحدث بأسم مجلس الحُكم آنذاك حميد الكفائي وقال بالحرف الواحد “وين متريدون روحوا…رواتب ماكو”.
وصلت هذه القضية إلى الراحل الشيخ زايد رئيس دولة الأمارات الذي أرسل بدعوة الى منتسبي الوزارة بالقدوم إلى دولة الأمارات ومنحهم اللجوء الأنساني مع عوائلهم وذلك إعتقاداً منه أن هؤلاء خبرات وكفاءات لايجب التفريط بهم على عكس حكام العراق الجُدد، إلا أن القادة الجُدد في العراق تداركوا الأمر ووافقوا على صرف رواتب موظفي الوزارة الهزيلة خوفاً من أن تصبح قضية رأي عام تخدش ديمقراطيتهم المُزيفة.
الفوضى الإعلامية التي يعيشها العراق اليوم هي نتاج لفقدان بوصلة وجود إستراتيجية تُنظم عمل هذا الإعلام ودخول الكثيرين إليه ممن لا مهنة لهم وإغراقه بالفوضى والإنفلات وحتى الإنحلال، الإعلام اليوم في العراق يعيش حالة من عدم الأستقرار حاله كأي واقع مُتردي في مجال الأقتصاد أو الصناعة لكن الأخطر أن الإعلام ربما يُستغل لأغراض قد تكون تدميرية للشخصية العراقية وهذا مانخشاه.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب