20 مايو، 2024 1:27 م
Search
Close this search box.

وزارة الأوكسجين والمجاري التنفسية

Facebook
Twitter
LinkedIn

نحمد الله الذي جعل من الهواء ملكية مشاعة خارج سلطة التقنيين والترشيد والقطع فلو كان الهواء في قبضة الحكومات لجرى توزيعه على المواطنين ضمن مفردات البطاقة التموينية وحسب الطاقة الاستيعابية للرئتين والقصبات الهوائية وخياشيم عباد الله !
 العراق بلد الأبجديات الغريبة والبدع المريبة والغريب فيه انه كلما زادت مدخولاته من مبيعات النفط تكاثر فيه عدد اللصوص وسراق المال العام وتكاثروا بالانشطار السريع كما هو حال ( البكتريا ) .
 والعراق بلد كلما أمرعت فيه الحقول وفاض الغيث كلما ازدادت فيه قوافل الجياع
 العراق أول بلد سن القوانين على مسلة ( حمورابي ) ذائعة الصيت وهو الان بلا قوانين كما كان في الامس!
 العراق البلد الاول الذي علم الناس الكتابة على الواح الطين والبردي ولكن نسبة الامية فيه ترتفع الى اعلى معدلاتها الان !
 في العراق اليوم انهيار في الاوضاع الامنية والخدمية والسياسية والاقتصادية والجميع يجعل من رئيس الوزراء شماعة يعلق عليها كل هذه الاخفاقات لانهم يختزلون الدولة بكل مفاصلها في شخص واحد متناسين ان ادارة الدولة على الوجهه الصحيحة هي مسؤولية تضامنية تقع على عاتق الجميع .
 في العراق اليوم برلمان عاطل معطل كل ما يجيد فعله هو عرقلة اداء الحكومة والبرلمانيون لا شأن لهم سوى الجلوس في كافتريا المجلس لتبادل اطراف الحديث فهو مرة يتشاجرون ومرة يتصالحون فأذا تشاجروا اخذت المفخخات تجوب شوارع بغداد .
 واذا تصالحوا انسحبت هذه المفخخات الى اوكارها !!
 في العراق الان بعض المرجعيات التي لا علاقة لها بالحوزات العلمية والروحية ساهية لاهية لا شان لها في هذا الحريق وهي مشغولة بتدوين الفتاوى عن التيمم والحيض والنفاس وغسل الجنابة والاشتباك في مساجلات ساخنة عن مشروعية او عدم مشروعية ( المتعة ) . في عصر الاقمار الصناعية والاطباق الطائرة والانفجار المعلوماتي الذي تطير فيه الدنيا بأسرها على جناح نسر مجنون .
 هذه المرجعيات الهامشية لم تتدخل في موضوع اقناع البرلمان في المصادقة على الموزانة التي حجب اقرارها اربعة شهور بهدف تعطيل حركة الحكومة وافشالها واسقاطها ولكن هذه المرجعيات تقيم الدنيا ولا تقعدها حول موضوع الشك بين الركعة الثانية والثالثة والدعوة الى احالة ملف مصادرة ( فدك ) الى مجلس القضاء الاعلى او المحكمة الاتحادية دون ان يكون لهم شأن بالوزراء اللصوص الذين ينهبون المليارات من المال العام ويهربون في وضح النهار بلا ملاحقة قضائية .
 يدخلون العراق بالزي البغدادي ويسرقون المال ويهربون بالكاسكيت البريطاني لاننا في بلدا اذا سرق فيه الفقير اقاموا عليه الحد واذا سرق فيه الوزير تركوه وشأنه وقد هلك من قبلهم قوم من امثالهم افلا يعقلون ؟
 اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ورحم الله السياب حينما قال :
 في كل عام حين يعشب الثرى نجوع
                                  ما مر عام والعراق ليس فيه جوع !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب